صفحة الكاتب : عمار العامري

الحوار ضمان مستقبل العراق
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  العراق؛ البلد الوحيد بالشرق الاوسط, الذي لا يتقبل الحديث بلغة الحوار, لاسيما في الجانب السياسي, فكلما طرح موضوع الحوار, رفض بشدة, والاسباب؛ تكمن في انعدام الثقة بين القوى السياسية, وتفشي لغة الطائفية في المجتمع, وتدافع المصالح الحزبية والشخصية, لذا لا يمكن أن تستمر الحياة متأزمة, بدون تقبل لغة الحوار السليم.
   كل دول العالم مرت بحروب وأزمات, خرجت منها باتفاقيات تضمن حقوق الطرفين, هذا الامر بديهي لو راجعنا الحياة الاجتماعية في العراق, فكم من قضية جنائية وعشائرية تنتهي بالحوار والمشافهة, فالحوار حل ناجع, في بلد متنوع الاطياف, بحاجة ماسة لتعزز التعايش السلمي واحترام الآخر, كونها من المسلمات الأديان, والاهم مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف, الذي ساهم بتمزيق النسيج الاجتماعي, وخلف تراكمات سلبية.
   المرحلة القادمة؛ باتت الاخطر في العراق, مما تجاوزه من محن, كون منطقة الاقليمية برمتها, تمر في حالة من الترقب الحذر, نتيجة سياسة "شد الحبل" بين الولايات المتحدة وروسيا, والعراق جزء من هذه المعادلة بلا شك, فضروري جداً, انهاء سياسة التأزيم, لأنها لا تصمد أمام تبادل الآراء والأفكار والحوار, هذه هي لغة القران, والابتعاد عن التحريض على التطرف, والعنف والمشاكسة الفارغة.
   مؤتمر استانا؛ يهدف لتثبيت الهدنة في سوريا الممزقة, والمدمرة بنيوياً واقتصادياً واجتماعياً, فيما فاجئ العالم وزير الخارجية الايراني, بإعلان استعداد بلاده للتحاور مع الرياض, منبع الارهاب بنظر الايرانيين, أذن؛ لماذا العراق لم يكن صاحب المبادرة بالتأسيس ثقافياً وإعلامياً, لمبدأ دولة المواطنة, وتعزيز مبدأ اللا مركزية الادارية, كونهما من اسس الدستور العراقي, ورفض كل دعوات تقسيم البلد وتجزئته, وأشاعه الفوضى فيه. 
   فالأرادات الخارجية حينما تفرض, لا يمكن لأي جهة داخلية أو اقليمية رفضها, الا في حالة تعزيز روح الوحدة والتسامح, وقبول بعضنا بالآخر, واشاعة الاحترام المتبادل بين أبناء الشعب؛ ساسة وافراد, وتحويل الإثارة من وسائل للهدم, الى إثارة تستنهض القيم والشجاعة والصدق, في مجتمع يمتلك أرث تاريخي بعمق الدهر, من خلال أعادة النظر بمناهج التربية والتعليم, وخاصة التربية الدينية والتاريخ والوطنية.
   كل ذلك لن يكون, ما دام الوضع السياسي غير مستقر, نتيجة الاخطاء السابقة, التي من الضروري الاستفادة من التجارب الداخلية والخارجية, لاسيما في أنشاء منظومة اقتصادية ناجحة, تبدأ بالانتقال من النظام الريعي النفطي, إلى اقتصاد الحر المنتج والمنفتح, وبرؤية واضحة, لتخطي رهن اقتصادنا بالكامل على النفط, والاستفادة من الاستثمار الامثل بالمجالات الزراعية والسياحية, والسيطرة على موارد الكمارك, البرية والبحرية كافة.
   كل ذلك يتخطاه العراق, بتجاوز ثقافة التخوين والتنكيل والاستهداف, واستغلال المواقف من أجل المكاسب الضيقة, فالبلاد على شفى حفرة من الانفجار الداخلي, بسبب التخبط سياسي, والفوضى الادارية, وإراقة الدماء, بلا وازع أخلاقي أو قانوني, لإيقاف التراجع الفكري, وسيطرة على الاعلام السلبي المتبادل, فالحوار الحقيقي ضمان لخروج العراق من طوارق المجهول. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/21



كتابة تعليق لموضوع : الحوار ضمان مستقبل العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net