صفحة الكاتب : علي رضا الياسري

ازمة المهاترات
علي رضا الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس غريباً أن تظهر المهاترات في الساحات السياسية بصورة قوية، وليس عجيباً أن تكون هذه المهاترات منهجاً للسياسي منهم، فهي صارت عندهم وسيلة يروجون لأنفسهم بها، ويجذبون اعداداً كبيرة من الجهلة، ليقفوا خلفهم وينعقوا معهم، وبالتالي كل مايفعلوه سيربحهم الكثير، ومما لاشك فيه أنه سيضر بالوطن أكثر!
تفكير السياسي اللاوطني وهمه يقتصر بكيفية إمكانية كسب أصوات انتخابية أكثر، ولا يهمه ما قد يحدث بسبب مايفعله لأجل هذا، وصارت المشاحنات والمهاترات عند البعض منهم صفة تلاصقهم، ويعرف واحدهم بها، فما إن تجد كلمة إستفزازية من أحدهم، إلا و وجدت الثاني يرد بعشرات الكلمات، وهكذا دواليك.
هذه التصريحات والمشاحنات لم تؤثر على الساحة السياسية فقط، إنما المشكلة بأنها وصلت الى المجتمع، وسببت الكثير من التشنجات بين جمهور هذا الكيان اوهذا السياسي، وبين جمهور ذاك، من المواطنين، مما أدى بدوره الى زيادة التنافر والتناحر بين الجماهير، فيكاد لا يخلوا أي حديث حول السياسة وأهلها بين أشخاصٍ مختلفين بالاراء، من التعصب والعصبية التي تكون أحياناً مفرطة، وقد تصل احياناً الى مشاجرات وزعل، خصوصاً إن كان المناقشون من الجهلة جمهور الجهلة، التبعية!
ولأن اغلب سياسينا يمثلون مكونات مختلفة، صار هذا التنافر أكثر بين مكوناتهم، وزاد من التشنج والتحسس، وهذه التصريحات، وخصوصاً الطائفية منها، أدت الى كره المواطنين بعضهم لبعض، فذاك السياسي ما إن غضب من سياسي يقابله، حتى هاجمه وهاجم مذهبه او مكونه، ولفق وثرثر كثيراً حولهم، وبالتأكيد كان الرد مشابهاً، إن لم يكن أقوى.
أن يكون الأمر مقتصراً حول الجماهير فهذا أمر يمكن حله، لكن المعضلة الحقيقية تكمن في التبعية،والتبعية حالة خطرة، تضر بالمواطنيين، وتضر بالسياسة، وتضر بالوطن، وتضر الفكر السليم، فتبعية الفرد لشخص ما، وأتباع مايقوله ذاك الشخص من دون النقاش فيه او التفكير به، بحجة أنه يفكر أفضل منه، او انه القائد، ستتسبب في زيادة أزمة الوعي، فعدم التفكير يؤدي الى العديد من الازمات، وعدم أبداء هذا التابع، الذي أحياناً يشكل نسبة كبيرة من فئات الشعب، برأيه، سيشكل خطراً حقيقياً على العملية الديمقراطية بصورة عامة!
وحالة التبعية هذه منتشرة في بلادنا بقوة، وغالباً ما تكون لسياسي ما، وحين يُهاتر هذا السياسي سياسياً آخر، تجد هؤلاء التبع قد هاتروا معه، واحياناً يخرقون الدستور والقانون بأفعالم التخريبية، من دون تفكير ومن دون معرفة، وكأنهم عميٌ لا يفقهون!
ولا نعرف إن كانت ستسمر هذه المعضلة، أم ستُحل في يومٍ ما؟ وهل سيكون بأمكان هؤلاء الافراد استخدام عقولهم للتفكير بها، أم أنهم صمموا أن يُفكر شخصاً آخراً بدلاً منهم؟ لابد أن تنتهي هذه الازمات، حتى يعيش العراق من جديد، وهذه ستكون مسؤولية أبنائه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي رضا الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/16



كتابة تعليق لموضوع : ازمة المهاترات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net