صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٤]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   كيفَ نُميِّز بين المُجامِلِ والآخر غَيْرَ المُجامِل؟!.
   الأَوّل ينتقد عندما تُضرَبُ مصالحهُ! ويعلو صوتهُ عندما يفقد شيئاً من إِمتيازاتهِ عند القائد الضّرورة مثلاً! يتقلّبُ في أَحضانِ القادة والقوائم الانتخابيّة، فهو في كلّ فترةٍ ذيلٌ لعجلٍ سمينٍ!  يمتدحهُ بشكلٍ مُفرط ما زال يِؤمِّن مصالحهُ معهُ! وينقلبُ عليه (١٨٠) درجة اذا شعرَ أَنّهُ يخسر شيئاً منها! ولقد رأينا مثلَ هذه النّماذج تحت قُبّة البرلمان وبشكلٍ مُخجل! امّا الثّاني الذي لا يُجامل فمتوازنٌ في مواقفهِ ومدحهِ وانتقادهِ، همّهُ حماية حقوق النّاس والصّالح العام! وليس يهمّهُ بعد ذلك، أرضيَ عَنْهُ الزّعيم أَم سَخِط؟! فولاؤهُ للوطنِ والشّعبِ وَلَيْسَ لغيرهِما!.
   ونحن على أبوابِ الانتخابات النيابيّة الجديدة في نيسان العام القادم (٢٠١٨) فسنرى ونسمع من الآن فصاعداً عجباً، اذ ستزداد أصواتُ (المسؤولين) المنتقدة للوضع! حتى أَنّنا بدأنا نسمع بأسماء نوّاب لم نسمع بها من قبل كأنَّها بُعثت اليوم من قبرِها أَو استيقضت من سُباتها أَو كانَّها خرجت من كهوفِها!.
   آخرون بدأنا نقرأ لهُ تصريحاتٍ شبه يوميّة بعدد التّفجيرات الارهابيّة التي تصاعدت هذه الأَيام في العاصمة الحبيبة بغداد وغيرها! يندِّد ويشجب ويستنكر! وكأنّهُ عيَّن موظفاً خاصاً يُراقب الوضع الأَمني ليخبرهُ بكلِّ انفجارٍ إِرهابيٍّ تشهدهُ العاصمة ليغيِّر تاريخ بيان الشَّجب وينشر نسختهُ المعدَّلة!.
   فأَينَ كان هذا النّوع من المسؤولين والنوّاب؟! أَين كانوا طِوال السّنين المُنصرمة؟! هل انَّ وحياً نزل عليهم ليعلِّمهم بما يحصل في البلاد من فسادٍ وفشلٍ وإِرهابٍ؟! أَم إنَّهُم انتبهوا فُجأَةً للخطر الذي يُهدّد الشَّعب المسكين؟! أَم ماذا؟!.
   ليس كلَّ هذا، إِنّما هؤلاء وأَمثالهم مُجامِلون لازالت مصالحهم في مأمنٍ وامتيازاتهم محميَّة! ولذلك سكتوا دهراً وتلفَّعوا بصمت أَهل القبور كل هذه المُدَّة المديدة! حتّى اذا شعروا بانَّ مصالحهم وامتيازاتهم باتت على كفِّ عفريتٍ إِثر تسرُّب أَخبار التّحالفات (الانتخابيّة) المتوقَّعة! والتي لم يجدوا أسماءهُم في قوائمها! وفي محاولةٍ منهم لضَمانِ مقعدهِم تحت قُبّة البرلمان من جديد! تراهُ ينشط إِعلامياً من الآن فصاعداً! وليس عندهُ غير ذلك وهو التّافه الفاشل (مُستشاراً) و (نائباً)!.
   يجب ان ينتبهَ النّاخب لهذه النّماذج فلا ينخدع بها مرّةً أُخرى.
   عليه ان يتسلّح بالوعي الكافي والبصيرة اللّازمة ليُحسن الاختيار في المرَّة القادمة! فلا يستنسخ نفس الوجوه الفاسدة والفاشلة الكالحة التي لم تجلب الخير للبلاد على حدّ وصف الخطاب المرجعي.
   فالذي ظلَّ يُجاملُ على حسابِ مصالح النّاس وحقوق الشَّعب طِوال المُدّة المُنصرمة، لن ينفعَ في شَيْءٍ فيما بقيَ من الوقتِ! فكيفَ بهِ اذا كان مُتستِّراً على الفسادِ والفشلِ والارهابِ! بل وكيف بهِ اذا أصبحَ اليوم [حَصان طُروادة] لتسويقِ الفاسدين والفاشلين والارهابيّين وبأسماءٍ ومسمّياتٍ مختلفةٍ كان آخرها ما سُمّيَ بالتّسوية التي تبيّن أَنّها [فضائيّة] لا وجودَ لها على أَرض الواقع كما صرّحَ اليوم أَكثر من سياسي ونائب في البرلمان من خلال الشّاشة الصّغيرة؟!.
   *يتبع
   ١٤ كانون الثاني ٢٠١٧

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/15



كتابة تعليق لموضوع : أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٤]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net