صفحة الكاتب : كريم مرزة الاسدي

مساجلات شعرية، ومعركة الخميس الأدبية عصر بحر العلوم وكاشف الغطاء ( 4 )
كريم مرزة الاسدي

 أخوانيات وطرائف أشهر شعراء النجف

بين 1775 م - 2016م 

الحلقة  الرابعة

قالوا  ، ولا أستبعد ما قالوا ، إنها (وقعة الخميس ) ، لا ( معركة الخميس) ، تيمناً لوقعة الخميس في حرب صفين  - وإن كانت تعقد المعارك الشعرية يوم الخميس - ...!!  نظراً للظروف الموضوعية التي تحيط بنجف الكوفة منذ عهد الإمام ( ع) ، وقوله وهو يطلّ من الكوفة على ظهرها النجاف :    

" ما أحسن منظرك، وأطيب قعرك! اللّه اجعل قبري بها " (18)

حتى يومنا  و ...:

يا صاحب القبة البيضاء في النجف ***من زار قبرك واستشفى لديك شُفي 

    هذا مطلع قصيدة شهيرة للشاعر الحسين ابن الحجاج البغدادي (ت 391 هـ - 1001 م) .

ما أعنيه ببساطة القول الكوفة علوية الهوى ، ليس بمستعبد   أنّهم أطلقوا عليها ( وقعة الخميس) ، والله أعلم !

كانت قبل هذه الوقعة وخلالها ، ومسألة التحكيم وأيامها تجري مساجلات شعرية رفيعة من قبل مرجعي الدين الكبيرين بحر العلوم وكاشف الغطاء ، وحاشيتهما ( الحاشية واحدة) ، مما شجّع الأدباء والشعراء من بعد أن ينهضوا بالشعر العربي إلى آفاق جديدة متجددة ، وظهور شعراء عمالقة ، وسبق أن نوّهنا بهذا...

قبل أن ندخل مساحات المساجلات ، وحلبات المعارك الشعرية نلقي نظرة تعريفية خاطفة على  أعضاء ( معركة الخميس )، ولك أن تقول ( وقعته) ، و هم على التوالي :

  1 - السيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفي سنة 1212هـ / 1797م 

2 -  الشيخ جعفر كاشف الغطاء  الكبير ، المتوفى عام 1228هـ / 1812م صاحب كتاب كشف الغطاء.

 3 - الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر بن علي بن حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي الجامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي.

توفي سنة  1219 هـ

 ذكره الشيخ جواد في ملحق أمل الآمل فقال: كان عالما فاضلا فقيها جليلا معظما شاعرا أديبا كاتبا حسن الخط قرأ هو والسيد مهدي الطبطائي والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء عند الشيخ  باقر البهبهاني في كربلاء هاجروا إليها جميعا وقرأوا عنده إلى أن توفي فرجعوا إلى النجف وكان يتولى القضاء والفتيا بالنجف والسيد مهدي والشيخ جعفر شريكاه في الدرس.

4 - الشيخ محمد رضا النحوي ( توفي 1226 هـ / 1811م ) بن الشيخ أحمد  ، يلقب بالشاعر ـ الحلي النجفي مولده بالحلة في أواسط القرن الثاني عشر وقضى الشطر الأول من حياته فيها والثاني في النجف على عهد آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم ، جمع إلى الفقه والحديث آداب اللغة العربية ، واحتل مكانة سامية في الأوساط العلمية والادبية، ( وقعة الخميس) التي هي عبارة عن مساجلة أدبية اتفقت في عهد السيد بحر العلوم ونظم فيها شعراء ذلك العصر.

 5  - السيد صادق الفحام ، الشاعر المعروف المتوفى عام 1204 هـ / 1789م ، وكان أستاذ   السيد  بحر العلوم في ألأدب.

 6  - محمد الزيني البغدادي ( 1148 - 1216 هـ / 1735 - 1801 م ) ، محمد بن أحمد زين الدين بن علي الحسيني ، ولد في مدينة النجف، وتوفي في الكاظمية،  وكانت داره ندوة علمية وأدبية يؤمها الأقطاب من أهل العلم والشعراء والأدباء في يوم العطلة من كل أسبوع.

7  - الشيخ محمد علي الأعسم المتولد في النجف عام 1154 هـ تقريباً وهو ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد الزبيدي النجفي. ، توفي سنة 1233 في النجف الأشرف 

وآل الأعسم أسره نجفية كبيرة عريقة في العلم والفضل والأدب، أصلها من الحجاز من نواحي المدينة المنورة وجاء جدهم الأعلى إلى النجف الأشرف وتوطنها، وقيل له الأعسم لكونه من العسمان فخذ من حرب إحدى قبائل الحجاز المعروفة.

 8 - مسلم بن عقيل الجصاني ( توفي في حدود 1235 هـ / 1819 م)

هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل ، النجفي المسكن ، عالم أديب وشاعر لبيب

ولد في جصان وهاجر إلى النجف كما يظهر من آثاره في دور الشباب واتصل بالسيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي فنال المكان اللائق به عندهما وشارك في معركة الخميس مشاركة فعلية، وقد مر ذكره غير مرة في مختلف تراجم أصدقائه أمثال النحوي والزيني والجامعي والفحام واصحابهم من ابطال المعركة.

9  -  الشيخ حسين بن محمد بن نجف علي (1159 - 1251هـ) ، ولد في النجف الأشرف ، من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم ، ملكات نفسية وعلمية عالية. أديب وشاعر    

من نوادره كان ذات مرة يأكل مع الشيخ جعفر كاشف الغطاء طعاماً فيه كما يبدو رز وفوقه لحم ، فسقط اللحم إلى جانب الشيخ جعفر ، فقال : ( عرف الخير أهله فتقدم ) ، فأجابه الشيخ حسين : ( نبش الشيخ تحته فتهدم)

10  - الشاعر السيد أحمد العطار( توفي 1215 هـ ) ، السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسيني البغدادي ، الشهير بـالسيد علي العطار . 

كان حيّاً سنة ( 1145 هـ)

هاجر من بغداد إلى مدينة النجف الأشرف ، وعمره عشر سنوات ، فدرس العلوم العربية وغيرها حتّى برع فيها ، ثم قرأ الفقه والأصول على مشاهير ذلك العصر.

11 - الشيخ محمد رضا الازري

ولد سنة 1162هـ وتوفي 1240 هـ في بغداد ، درس العلوم العربية على أخيه الشيخ يوسف الازري وعلى غيره من فضلاء عصره وولع بحفظ القصائد الطوال من شعر العرب فقد رووا عنه انه كان يحفظ المعلقات السبع وقسماً كبيراً من أشعار الجاهلية والإسلام مضافاً إلى الخطب والاحاديث المروية عن العرب. وكان نشيطاً مفتول الساعدين قوي البنية معدوداً من أبطال الفتوة بين اقرانه وهو أصغر أخوته.

12 - ملا يوسف  الأزري :  وهو الأخ الأكبر للشيخ  محمد رضا الآتف الذكر ،  وهو من اهل العلم والفضل وله مؤلف في النحو على طراز كتاب (قطر الندى) لأبن هشام وقد كتب على ظاهره (هذا ما ألفه محمد يوسف ابن الحاج محمد الازري البغدادي التميمي) ، وهذا يعني أن الأسرة الأزرية من آل تميم  ، و ال الازري من الاسر العريقة في بغداد، ويعود تاريخ هذا البيت إلى الجد الاعلى وهو الحاج محمد بن مراد الأزري البغدادي المولود في سنة الف ومائة ونيف وستين من التاريخ الهجري، و من هذه الاسرة، اشتهر الشيخ كاظم الازري الشاعر المجيد في القرن الثاني عشر الهجري ، توفي 1211 هـ ـ

 

13 - السيد احمد القزويني جد الأسرة القزوينية الشهيرة بالعراق في النجف والحلة وغيرهما ، وهو  ابن السيد محمد ابن السيد حسين بن أبي القاسم بن وفاته توفي سنة 1199 كما أرخه بحر العلوم في مجموعته.

 

أ - بعض  المساجلات الشعرية :

 1 - كتب الشيخ محمد مهدي النراقي (19)  صاحب "جامع السعادات" من كاشان للسيد محمد مهدي بحر العلوم - من المتقارب -  :

ألا قـل لـسكـان   دار الحبيب*** هنيئاً لكم في الجنان الخلـودْ

أفيضوا علينا من الماء فيضا *** فنحن عطاشى وأنتم ورودْ(20)

 هكذا ورد البيتان  في ( أعيان الشيعة ) و ( ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم ) ، وهي الرواية  الأصح - إن لم يحور الشيخ النراقي صدر المطلع - ، لأن السيد محمد صادق بحر العلوم  ذكر في الحاشية أنّ البيتين لشاعر قديم هو خلف بن أحمد القيرواني المتوفي سنة414   هـ / 1023 م - تجد الأبيات في حاشية بحثنا هذا -  (21) ، واستشهد بهما النراقي ضمن رسالته للسيد بحر العلوم ، فأجابه السيد:

ألا قــل لمـولي يـري مـن بـعـيـدْ *** ديـار الـحبـيـب بعـيـن الـشـهــودْ

لـك الـفـضـل مـن شـاهـدٍ غـائـبٍ *** على شـاهـدٍ غـائــبٍ بـالـصــدودْ

فنحن على القرب – نشكو الضما ****وفزتم – علي بعدكم – بالورودْ(22)

ومن رد السيد بحر العلوم يتأكد لنا صحة ما روينا ، فتأمل  في مطلع الرد :

ألا قــل لمـولي يـري مـن بـعـيـدْ *** (ديـار الـحبـيـب) بعـيـن الـشـهــودْ

ولكن في روايات  ( الفوائد الرجالية ) ،  و( الطليعة ) للشيخ السماوي ، جاء صدر المطلع : (ألا قـل لـسكـان   أرض  الغري ) ، ولو أنّ الصدر هنا أشمل وأعم وأجمل لخصوصيتهما، فما باليد حيلة إلا أن الشيخ النراقي نفسه حوره ، ولا أميل ..!!

 

2 - اجتاز الشاعران الشيخ أحمد النحوي(1183 هـ / 1769 م) (23) ، وابنه الشيخ محمد رضا  ( توفي 1226 هـ / 1811م ) (24)  على غلام عامل يصنع سفينة فاشتركا في نظم هذه القطعة والصدور منها إلى الوالد والإعجاز لولده :

الشيخ محمد رضا النحوي

وربَّ  ظـبيٍّ مـروع*** يروع في الهجر روعي

ذلّتْ  له الخشب طوعاً*** كـذلـّتي و خـشوعي

فـقلت  يـا ريـم ماذا *****تـبغي  بـهذا الصنيع

فـقال  أبـغي ســــــفيناً****لـرحلتي  ورجـوعي

فـقلت دونـك فاصنـــع****سـفينة مـن ضلوعي

شـراعها  مـن فؤادي***وبـحرها  من دموعي(25)

ربّما  - كما أتخيل - بيت الختام هو الذي جرّ الوالد وولده لتجشم عناء نظم المقطوعة ...!!

 

3 - ومما كان في عصرهم ، وبقى إلى اليوم متداولاً باهتمامٍ قليل ، حساب تاريخ الجمل ، فلكل حرف من حروف اللغة رقم ، يركب منها الشاعر تاريخ حادثة تاريخية ، أو مناسبة اجتماعية كزواج أو ولادة ...ويتفنن الشعراء بالصياغة والبلاغة والتضمين والتورية ، وفي مرات يزيد الحساب الرقمي  أو ينقص عن التاريخ المحدد  فيلجأ الشاعر حسب ثقافته وشاعريته لسد الخلل بإشارة ذكية ، ويحسب التاريخ بعد كلمة ( أرخ) واشتقاقاتها ، إليك ...

الشيخ محمد رضا النحوي أرخ عام  وفاة معاصره والي بغداد المملوكي سليمان الكبير ( توفي 1211 هـ)  ، وذلك في ختام قصيدة رثائه له ، قائلاً :  

و تسعة آل الله وافوا و أرخوا*** سليمان أمسى في الجنان مخلدا

ومن الشطر الأول ، وجملة : ( وتسعة آل  الله وافوا ) ، يجب عليك أن تتلاقف التورية الرائعة لإضافة تسعة إلى حساب حروف العجز ( الشطر الثاني) الوارد بعد كلمة ( أرخوا) ، فيكون الحساب 1211 هـ  .

وتسعة يقصد الأئمة من ذرية الإمام الحسين (ع) ، وأشار ابن العرندس إليهم بقوله :

 و ذريّةٌ درّيّةٌ منه تسعةٌ *** أئمة حقٍّ لا ثمان و لا عشر(26)

 

ب  - ملامح من معركة الخميس ( بعد أن قمت ببعض التحريكات  الضرورية  ووضع الشدّات والتنوينات والهمزات ، وتصحيح  التحريف أو التصحيف الوارد في بعض الأبيات ، وذكر البحر  )  : 

 

 معركة الخميس ،  - كما أسلفنا - معركة أدبية جرت أحداثها في النجف في مجلس كان يعقد كل خميس من كل أسبوع وفي هذا المجلس يلتقي أعلام ألأدب والدين لمناقشة القضايا ألأدبية خلال عطلة ألأسبوع وفراغهم من الدراسات الدينية ، وكانت إحدى مظاهر النشاط ألأدبي الذي طرأ على الحياة الدينية . (27) .

 

1 - يمر الجامعي محمد بن يوسف على دار الزيني - وكان غائبا ببغداد ، فتذكر مجلسه ومناظراته فارتجل أبيات بعثها إليه  ( من الطويل ) وهي : 

بما بيننا مـــــن خالص الودِّ لا نسلو **** وغير أحاديث الصبابـة لا نتلو

مررت علـــى مغناك لا زال آهلاً **** فهاج غرامي والغــــرام بكــــم يحلو

وعيشــــــك إنّي ما توهّمـــتُ آنفاً *** بعـــــادك عنّى أو رباع الهوى تخلو

وما(جعفرٌ)في ودّهِ الدهر صادقٌ ** وما (صادقٌ)من لم يكن في الهوى يغلو

وفي البيت الأخير تعريض بالشيخ جعفر الكبير ، والسيد صادق الفحام  ، وهما اللذان عرفا بإخلاصهما للزيني من قبل.....

 

2 - استثار ذلك الشيخ جعفركاشف الغطاء الكبيربأبيات بعثها إلى الزيني  ( من الطويل) وهي : 

لساني أعيى في اعتذاري وما جرى * وإن نال حظاً في الفصاحة أوفرا

ولكنّني شفّعتُ فيّ مودتـــــــي **** ومحضيَ للإخلاص سرّاً ومجهـــرا

فلو أنّني أهديتُ مالي بأســـره **** ومال الورى - طرا - لكنت مقصرا

فدع عنك شيخاً يدّعي صفو ودّه **** فما كلّ من يرعى الأخلاء جعفرا

يريك " بأيّام الخميس " مودةً **** وفي سائر الأيّـــــام ينسخ ما يرى

فلا تصحبنْ غيري فإنك قائــــلٌ **** بحقٍّ ، وكل الصيد في جانب الفرا

فلو رمت من بعدي-وحاشاك- صاحباً * فإياك أن تعدو(الرضا)خيرة الورى

فتىً شارعٌ للصحب أوضح منهجٍ * وجار مع المصحوب من حيث ما جرى

وأن تهجرَ المجموع منتصراً لنا ***** لبست مـــــن الأثواب ما كان أفخرا

في أحد الأبيات يشير الشيخ جعفر الكبير  للشيخ محمد رضا النحوي. 

 

 3 - ( الجامعي ) يردّ على الشيخ جعفر الكبير  بقوله ( الطويل) :

ألا مَنْ لخلٍّ لا يزال مشــمرا **** لجلب ودادِ الخلقِ ســرّاً ومجهرا

أحاط بود الانس والجن فانثنى *** بأعلى ثنا الاملاك ودا ، وأبهـرا

ونالَ من الرحمن أسنى مــــودةً **** فيا لك ودّاً مـا أجــــلَّ وأكبـرا

يجاذبني ودَّ الشريف ابن أحمدٍ *** سلالة زين الدين ، نادرة الـورى

وهيهات ان يحظى بصفو وداده * وان كان(بحراً)في العلوم و(جعفرا)

أمستجلباً ودّ الرجاِل بنطقــــــهِ **** أظنّك ألهمـتَ الطمـــاعة أصغرا

تروم محالاً في طلابك رتبة *** بها خصّني الباري واكرم مـــن بــرا

فمهلاً (أبا موسى) سيحكم لي (الرضا) * وتكسب بالإلحاح أنّك لن ترى

ألا فاجتهدْ ما شئت في نقض خلّتي *** فمحكم إبرامي يريـك المقصرا

فيا أيّها المولى الخليط الذي بغى * سينصفني (المهدى) منك فتحصرا

فقمْ سيدي للحكم أنّـــك أهلــــــهُ ***** فديتك أنصفني فقد أحرج المرا

يشير الجامعي في أبياته الشعرية إلى الزيني ( سلالة زين الدين) ، والسيد بحر العلوم والشيخ جعفر الكبير تورية ( بحراً ... جعفرا)، ( أبا موسى ) هو الشيخ جعفر الكبير ، ( الرضا) الشيخ محمد رضا النحوي ، وأخيراً يطلب الجامعي من ( المهدي) وهو السيد محمد مهدي بحر العلوم أن يكون حكماً بينه وبين الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير .

 

4 - ردّ عليهما السيد  محمد مهدي بحر العلوم ملاطفاً ( الطويل) :   

أتاك كوحي الله أزهر أنورا **** قضاء فتىً باريه للحكم قد برى

فتىً ليس يخشى من ملامة لائمٍ ** إذا ما رعى عرفاً وأنكر منكرا

يظاهر مجنياً عليه إذا شكـــــــا *** وينصره في الله نصرا مؤزّرا

 (محمّد) يا ذا المجد لا تكترث ولا * يروّعنَ منك القلب شيخٌ تذمّرا

فما هي إلا من نوادره التــــي **** عرفن له مذ كـان أصغر أكبرا

وإنّك أولى الناس كهلاً ويافعـــاً *** بحبّك نجل الطاهرين المطهرا

سميٌّ وفيٌّ (صادق)الوعد والهوى* خصيصٌ بهِ مذْ قسّم الودِّ في الورى

كفتك شهادات (الخميس) على الولا *** تردُّ خميساً كلّما كرَّ أدبرا

وليس ببدعٍ ذاك فالخلطاء كم * جرى بينهم من بينهم مثل ما جرى

وفي مثل هذا الخطب داود قد قضى * على صاحبيه إذْ عليه تسوّرا

وما كان هذا بالذي يمترى بـــــه *** فللنصِّ حكمٌ لا يدافـــع بالمرا

فخذْ يا سميَّ الطهر(جعفر) صادقاً * من القول حقّاً غير منفصم العرى

وانّك أنت النفس منّي وإنّـــــما **** تعاظمها ما كــــان عندي ليصغرا

ولستُ أخـــال الحقّ ثقلاً على فتىً **** لنضرته مذ كـــان كان مشمرا

أقمنا على النفس الشهادات حسبما **** أمرنا به في الذكر نصّا مقرّرا

وإنْ كان ما جئنا كبيراً فإنّــــنا **** رأينا جهاد النفس في الله أكـــــبرا

 

5 -  الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير يميّز حكم السيد محمد مهدي بحر العلوم  ( كلها البحر الطويل) ،  من المطلع يتبين لنا ، أن عصرهم ما زال  يجرجر مفردات العصر العباسي...!!:  

جرا الحكم من مولاي في حقّ رقّهِ * ولست لِما أمضاه مولاي منكرا

ولكنّها في البين تعرض شبهــــةً ***** يزيد دقيق الفكر فيه تحيّرا

إذا كنت نفساً منك أدعى ومهجةً *** فكيف أراني الكيد أصغرا أكبرا

وكيف يدانيني الرجال بمفخــرٍ*** وقد نلتُ من علياك ما كان أفخرا

فلست أرى في النفس عذراً موجهاً * سوى أن كسرالنفس أمراً تقرّرا

فدعْ -سيّدي- ذا الحكم فيَّ مداعباً * بل احْكمْ بمرِّالحقِّ يا خيرة الورى

 

6 - ولكن انبرى ( الجامعي )  المحكوم له فأيد حكم السيد بحر العلوم  : 

عذيري من شيخٍ ألمَّ به المرا **** فعاد إلى أن بـات لا يألفُ الكـرى

يخاصمني كلَّ الخصام فأر تأي **** واثبتُ بعد الرأي حجّة مــا أرى

يحاولُ نقضَ الحكمَ بعد نفوذهِ * وهلْ ينقض الحكم المسجل إن جـرى

ويلهجُ : إن الحكم كان دعابـــةً * ****ولكنّــــه الجــدّ المصمم أزهـرا

أيحكم لي ( المهدىُّ )أعدل من قضى ** فيثقل حكم الحقِّ فيـــه ويكـبرا

وحكم(الرضا) و(الصادق) القول قبله * صريحٌ بنصري لو تأمل أو درى

فأيْها - بغاة الحقِّ -إنّـــــي لحائرٌ *** لِما قد دهى الإنصاف من حادثٍ عرا

أحاول أن أشير إلى الشخوص عدّة مرّات مؤكدا للقارئ الكريم البعيد عن أحداث المعركة زمانياً أو مكانياً ، ولم تمر عليه من قبل ... الجامعي يشير للشيخ يعني الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير ، وإلى حكم السيد محمد مهدي بحر العلوم  الذي رآه الشيخ جعفر دعابة ، فميز الحكم ، وطلب من السيد أن يكون جاداً  في حكمه ، ويحاول الجامعي أن يضم شاهدين لصالحه ، وهما الشيخ محمد رضا النحوي والسيد صادق الفحام ...!!!  

 

7 - وكأن الحكم قد استفز( السيد صادق الفحام ) فانتصر للشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير  بقوله: 

جرى ما جرى بين الخليلين وانتهى * وإن كان معروفاً لِما كان منكرا

فأحْفظ  مولى لمْ يزلْ  ذا حفيظةٍ * لمخْلصهِ عن ساعد الجـــــــدِّ شمرا

فأغرى حكيماً بانتصارٍ فألبـــــا * عليهِ مـــــــن التأنيب واللوم عسكرا

كلامٌ له ظهرٌ وبطنٌ ولم يكْن **** سوى محْض ودٍّ بطْن ما كان أظهرا

مداعبةُ الأخوان تدعى عبادةً **** لعمرك ما هذا الحــــــــديث بمفترى

فلا يستفزُّ الشيخَ برقُ غمامةٍ ******* بدا خلباً في عارضٍ ليس ممطرا

ولا يصرف (المهدي) عن عادل القضا *** شقاشق ما كانتْ تجدُّ لتهدرا

قضى ، فتعاطى مذهب الشعر في القضا * فكانَ قضاءً عادلا قاطع المرا

ولو يتعاطى مذهب الشرع لم يكنْ **** ليقضي أنّ الصّبحَ لم يك مسفرا

 

8 - ولمّا رأى السيد بحر العلوم تطور الخصومة طلب من الشيخ ( النحوي ) أن

 يصلح بين الأطراف  ، لتحسم به الدعوى ، فقال النحوي مختارين  :

 

لعمري لقدْ ثارتْ إلى أفُق السّما * عجاجة حربٍ حوّلتْ نحوها الثرى

وجاءت بميدان الخصام فوارسٌ * تماروا على أمرٍ ، وليس بهم مرا

وذلك أن الشيخ شيخ زمانــــــهِ * عنيتُ به بحر المعــــــارف جعفرا

(هو البحر من أيّ النواحي اتيته * *تجد منهلا في كل ناحية جرى) (28)

فردْه ولا تعدلْ به ريّ غيره **** ترد مورداً لا تبتغي عنه مصدرا

تعمد من بغداد إنفاذ رقعــــةٍ * تضمن معنى يخجل الروض مزهرا

بنظمٍ حكى الدّرّ النظيم مفصلاً * بنثرٍ حكى الروض الوسيم مــنورا

وأعرب عن دعوى وداد ( محمدٍ ) * سلالة زين الدين نادرة الورى

ولاغرو في دعوى ودادٍ هو المنى **** فيا لك ودّا ما أجـــلَّ وأكبرا

ولا سيما الشيخ الذي خلصت لـــــــه *** مودّته مذ كان أصغر أكبرا

تجاذبني الودَّ القديـــم وليس من ***** تقدّم في ودٍّ كمــــن قد تأخرا

وإنّي أرعى منه للودِّ خلّــةً **** ( وما كل من يرعى الاخلاء جعفرا)

واني أمت اليوم في صدق قوله **بحقّي ( كل الصيد في جانب الفرا) 

 ولست كمن يرميه بالهجر حقبةً **** ومــا كان ذو ودٍّ بحال ليهجرا

( يزيد بأيام الخميس مودةً **** وفي سائر الأيــــــام ينسخ ما أرى )

فطال نزاع منهما فتشـــــــاجرا ***** معا وأقلا من - نزاع - وأكثرا

ومذ سئِما طول النزاع ترافعا ***** إلى ( حكم ) باريه للحكم قد برا

هو الحجة ( المهدي ) من نور حكمه * ( أتاك كوحي الله أزهر أنورا) 

فتى ينصف المظلوم في شدّ أزره ***** وينصره في الله نصرا مؤزرا

فتىً عن أبيه(المرتضى)ورث القضا * فكان لما يخفى من الحق مظهرا

فيا ليت شعري ما أقول ، وكلّمـــــا **** أطلـت أراني في علاه مقصرا

وأيقن ان الشيخ - زيد علاؤه - **** أراد اختبار الشيخ فيما له انبرى

ليظهر ما أخفاه من صفو ودّه ****** وما كان ذاك الود يخفى فيظهرا

وأيقن أن ليست لذاك حقيقـــــــة ***** ولكـن كلام ، واللسان به جرى

وقال : هما خصمان في البغي أشبها ** خصيمين للمحراب قبل تسورا

وما كان هدا الحــكم إلا مشـاكلاً **** لدعواهما عنــــد امرئ قد تبصرا

فلا الشيخ مقضي عليه حقيقـــــة *** ولا الشيخ مقضي لــه ، لو تفكرا

وذي حلبة جلت جميع جيادهــــا **** ولكنني كنــــت السكيت المقصرا

ضمن الشيخ النحوي أحد أبيات أبي تمام ، وهو يخاطب المعتصم ،  في بيتٍ له :

هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله

وبعثت صورة المعركة إلى السيد محمد زيني ببغداد ، فانطلق قائلا:

أتاني كتابٌ مستطاب بطيّـــــه **** خطاب كنشر المسك فاح معطرا

خطابٌ سرى في كلّ قلبٍ سروره * خطاب بما تهوى الأماني مبشرا

فشاهدت (قسا) (باقلا )عند نطقه * وان نال حظا في الفصاحة أوفرا

وقد خصني بالود من دون غيره * وان كان هذا الودّ قد شمل الورى

وأنكر ود الشيخ أعني : محمداً * حميد السجايا أطيب الناس عنصرا

وقال : بأن الشيخ لم يرع خلة * " وما كل من يرعى الاخلاء جعفرا"

ومن خصّ في(يوم الخميس) وداده * نراه بأن يعزى إلى الهجر أجدرا

وما لقديم الودّ عنــــدي مزيـــــــة ***** وكم من قديمٍ ساده من تأخرا

وكم جريا في حلبة الشوق والهوى * واحرز كل غايـة السبق إذ جرى

هناك استفز الشيخ ،أعني : محمدا * فجلى - مجيبا - حين نظم جوهرا

دعا شوقه يا ناصر الشوق دعـــــوةً ******فلباه ذو أمـرٍ من الله أمرا

مجيب الندا،مردي العدا،أيد القوى * قريب الندى،نائي المدى،سامق الذرى

هو السيد المهدي ، بورك هاديـــــاً *** بنورٍ ســــناه يهتدي من تحيرا

في أبيات الزينس تجد تضمينات ، وإشارات إلى قس بن ساعدة ، والمثل العربي ( أعيى من باقل !!) ، والبيت ما قبل الأخير يتضمن تقسيمات رائعة ... ويواصل قصيدته قائلاً: 

جريت على النهج القويم مجاوبا * وقد سألوني عن حقيقة ما جرى

فقلت : أراني أن أزيد مســــــــرةً **** واحمد رب العالمين وأشكرا

لي الفخر أنى قد عززت عليهما *** وحسبي عزا في الأنام ومفخرا

اتخذتهما للعين نورا وللحشــــا ***** سرورا وللأيام درعا ومغفرا

فهذا حسامي حين أسطو على العدى * وهذا سناني إذ أقابل عسكرا

فكانا - وقد أصبحت أعزي إليهما - * هما سيدا مولى له قد تشطرا

أدامهما الرحمن لي ولمعشـــري * وللناس طرا مــا حديثهما جرى

وختمت المعركة ، ومما نقلنا إليك لعلك قد لمست  الحماسة ، والترقب والردود والنهضة الأدبية  المتأججة في عصر السيد بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء ، وفي الحلقات القادمة سنأتيك بالأخبار ، إن لم تزود..!!!

كريم مرزة الأسدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعتذرعن تدوين أرقام الأجزاء والمجلدات والصفحات حتى طبع الكتاب هذه السنة، إن شاء الله . 

 

(18) المجلسي، محمّد باقر: بحار الأنوار، ج / ص: ، طبعة دار إحياء التراث ـ بيروت.

 (19) الشيخ محمّد مهدي بن أبي ذرّ النَّراقيّ. وُلد في « نراق » قرية من قرى كاشان ببلاد إيران، ولم يُعرف تاريخ مولده إلاّ من بعض المقارنات بين الوقائع، فيُظَنّ أن يكون وُلد عام 1128 هجريّ، أو قبل ذلك بقليل. أمّا وفاته فكانت سنة 1209 هـ / 1794م في مدينة النجف الأشرف، ودُفن فيها.

(20) أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين ج  ص .

(21) البيتان لشاعر قديم قبل الطباطبائي والنراقي بثمانمائة عام ، وهي من أبيات لخلف بن أحمد القيرواني ، الذي تأدب بأفريقيا ، ودخل مصر ، ومات فيها سنة 414 هـ . وقد ترجم له ياقوت الحموي في معجم ألأدباء ، ج / ص وقال من شعره: 

هل الدهر يوما بليلى يجود ****وأيامنا باللوى هل تعود

عهود تقضت وعيش مضى  ***بنفسي وألله تلك العهود

ألا قل لسكان وادي الحبيب ***هنيئا لكم في الجنان الخلود

أفيضوا علينا من الماء فيضا  ***فنحن عطاشى وأنتم ورود

راجع ( ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم ) : ص - الحاشية  رقم  .

(22) ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم : ص    .

(23 ) لشيخ أحمد ابن الشيخ حسن الحلي النجفي المعروف بالنحوي ، وهو أبو الرضا - التالي ترجمته -  توفي سنة 1183 هـ / 1769 م  بالحلة ونقل الى النجف ودفن بها ، وآل النحوي ) بيت من بيوت العلم والأدب نبغ منهم في أوائل القرن الثالث عشر في النجف غير واحد. وتعرف بقيتهم وأحفادهم الى اليوم في النجف ببيت الشاعر وكانوا يترددون بين النجف والحلة.

جاء في (أدب الطف : السيد جواد شبر ج ص  ترجمة الشيخ محمد رضا النحوي توفي 1226 هـ كا يلي : 

(24) الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد بن الحسن الملقب بالشاعر ـ الحلي النجفي مولده بالحلة في أواسط القرن الثاني عشر وقضى الشطر الأول من حياته فيها والثاني في النجف على عهد آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، جمع إلى الفقه والحديث آداب اللغة العربية واحتل مكانة سامية في الأوساط العلمية والادبية، وهو أحد الفطاحل الخمسة ين كان يعرض السيد الطباطبائي عليهم منظومته الفقهية الشهيرة الموسومة بـ «الدرة» إبان نظمها فصلاً بعد فصل لإبداء ملاحظاتهم ومناقشاتهم العلمية حولها وهو من أبطال «وقعة الخميس» التي هي عبارة عن مساجلة أدبية اتفقت في عهد السيد بحر العلوم ونظم فيها شعراء ذلك العصر كالسيد محمد بن زين الدين والشيخ محمد بن الشيخ يوسف من آل محي الدين والسيد صادق الفحام وبحر العلوم وكاشف الغطاء وصاحب الترجمة وسميت باسم وقعة الخميس التي جرت بصفين زيادة في المطايبة والظرف وهي مدونة في عدة من المجاميع العراقية المخطوطة.

كان النحوي أكبر شعراء عصره بلا مراء وأطولهم باعا في النظم وأنقاهم ديباجة لا يجاريه أحد منهم في حلبة، وشعره رصين البناء متين الأسلوب وألفاظه محكمة الوضع لا تكاد تعثر على كلمة مقتضبة في شعره وقد جمع فيه بين الإكثار والإجادة وقلما اتفق ذلك لغيره.

(25) أدب الطف : السيد جواد شبر ج ص .

 (26) أنظر : بحر العلوم ، رجال السيد بحر العلوم ، ص . 

(27) راجع -  الحالي والعاطل : د. عبد الرزاق محي الدين  ، ص .

( 28) تضمين لبيت أبي تمام وعو يخاطب المعتصم :

هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله

(29) راجع المراجع والمصادرى الآتية أيضاً

 بحر العلوم ، رجال السيد بحر العلوم ، ص

 بحر العلوم ، رجال السيد بحر العلوم ، ص ، ألأمين ، أعيان الشيعة ، ج  ص ، آغا بزرك ، مصفى المقال ، ص ـ الخاقاني ، شعراء الغري ،  ج  ص ، ألأميني ، معجم رجال الفكر وألأدب ، ص ، شبر ، أدب الطف ، ج  ص ، التميمي ، مشهد ألإمام  ص ، الزركلي : ألأعلام  ج ص ، كحالة : معجم المؤلفين ،ج / ص 

مصدر الكتاب : موقع يعسوب

ج  ص 

 معجم المؤلفين العراقيين ج : ص

 : الطليعه من شعراء الشيعه: محمد السماوي    جلد :   صفحه  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم مرزة الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/09



كتابة تعليق لموضوع : مساجلات شعرية، ومعركة الخميس الأدبية عصر بحر العلوم وكاشف الغطاء ( 4 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net