صفحة الكاتب : نزار حيدر

لـِقَناةِ (أَي أَن أَن) الفَضائِيَّة؛ إِلى أَيْنَ بَعْدَ هَزِيمَتِهِم فِي نَيْنَوَى؟
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   في البدء أُقدّم تعازيّي الحارّة لأُسر ضحايا التّفجيرات الارهابيّة الأَخيرةالتي طالت عدداً من مدُن العراق منها العاصمة الحبيبة بغداد، وعلى وجه التّحديد مدينة الصّدر، مدينة الصّبر على البؤس والجهاد والشّهادة.
   انّ تزامن توقيت هذه الجرائم مع الانتصارات الباهرة والمستمرّة التي تحقّقها القوّات المسلّحة العراقيّة في معركة تحرير الموصل لهُ دلالاتٌ كثيرةٌ وكبيرةٌ، فتحرير نينوى بالنّسبة الى الارهابيّين هو نهاية مشروعهم التّدميري ليس في العراق فحسب وانّما في المنطقة برمّتها وربّما العالم كلّهُ، فلنينوى رمزيةٌ كبيرةٌ، دينيّة وتاريخيّة ومعنويّة، عند الارهابيّين، فهي بمثابة عاصمة خلافتهم المزعومة التي لم يظهر زعيم الارهابيّين في غيرها خطيباً من على مِنبر الجمُعة منذ تمدُّدَهم في عدّة مُدن ومحافظات في العراق وسوريا وغيرها ولحدّ الآن!.
   ولذلك سيفعل الارهابيّون المستحيل ويُزيدوا من عمليّاتهم الارهابيّة في مختلف مناطق العراق وهم يخسرون الموصل شبرًا فشبرٍ، ولذلك ينبغي الحذر كلّ الحذر من جرائمهِم وعمليّاتهم الارهابيّة!.
   وبهذا الصّدد نتساءل؛ لماذا يندر إِعلان القوّات الامنيّة إحباطها للعمليّات الارهابيّة؟! لماذا نسمع من المتحدّثين الأَمنيّين تصريحاتهم وهم يشرحون لنا تفاصيل ونتائج العمليّات الارهابيّة فقط بعد وقوعها؟! ولا نسمع منهم تفاصيل إحباطها قبل تنفيذها؟!.
   برأيي فان السّبب يعود الى أمرَين، ينبغي الاهتمام بهما من الآن فصاعداً أَكثر فأَكثر؛
   الأَمر الاوّل؛ هو ضَعف الجهد الاستخباري، الذي يجب ان يُعاد النّظر فيه بشكل أَكبر وأَوسع ونحن على أَعتاب تحرير آخر شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة من نجس الارهابيّين ودنسهم، لتنجح القوّات الامنيّة في الكشف عن وإِحباط محاولاتهم الارهابيّة التدميريّة قبل تنفيذها، وليس بعد تنفيذها!.
   الأَمر الّثاني؛ هو ضعف الحسّ الامني لدى المواطن من جانبٍ وضعف التّعاون المباشر والسَّريع بينه وبين القوّات الامنيّة من جانبٍ آخر!.
   انَّ الحذر من الارهابيّين لإحباط عمليّاتهم الاجراميّة لا يتقصر على الأجهزة الامنيّة فقط وانّما هي مسؤوليّة وطنيّة يجب ان يتعاون على تحقيقها كلّ مواطن، من خلال تحلّيه بالحسّ الأَمني الذي يدفعه فوراً للتّبليغ عن أَيّة عجلة مشبوهة مثلاً أَو شخص غير معروف يُثير الشُّبهة بحركاتهِ وسلوكيّاتهِ!.
   انَّ حماية بلدنا وشعبنا مسؤوليّة تضامنيّة، يجب ان يأخذها على عاتقهِ كلّ مواطن، من دون اي يعني ذلك التّقليل من مسؤوليّة الأجهزة الامنيّة والاستخباراتيّة في البلد، فهي التي يجب ان تتحمّل مسؤوليّتها على أفضلِ ما يُرام، باعتبارها الجهة الرّسمية المسؤولة عن كشف الجريمة قبل وقوعِها من خلال المُراقبة والتعقُّب وجمع المعلومات وتحليلها وغير ذلك!.
   أَخيراً؛ فانّ المعلومات الدّقيقة تُشير الى انَّ الارهابيّين يخططون الآن للاستعاضة بدولة الكويت اذا ما اضطرّوا للهزيمة من الموصل وإِخلاءها وتركها تحت الضّربات الموجعة التي يتلقّوها على يد الأبطال الصناديد من أَبناء قوّاتنا المسلّحة الباسلة.
   انَّ الارهابيّين يعتبرون دولة الكويت بمثابة الأَرض الرَّخوة التي بالامكان الاستيطان بها بعد الهزيمة في الموصل، ففيها حواضن دافئة كثيرة جداً، كما انَّ الفكر الوهابي الارهابي التّكفيري يُعشعش فيها منذ زمن ليس بالقريب، ولذلك ينبغي على دولة الكويت، حكومةً وشعباً بالاضافة الى الأجهزة الأَمنيّة والاستخباراتيّة المعنيّة أَن تكون حذرةً وتتعامل بجديّة مع هذه المعلومات قبل التورّط بالارهابيّين! فالحذر واجب والوِقاية خَيْرٌ من العلاج، والضّربات الامنيّة الاستباقيّة مطلوبةً في مثل هذه الحالات، من أَجل ان لا تتكرّر تجربة العراقيين مع الارهاب عندما انشغل [زعيم المُقاومة] صاحب نظريّة [بعد ما ننطيها] بالسُّلطة لتتمدَّد فقاعة الارهابيّين لتحتلّ نصف العراق! ولا زال يحلم بقيادة محور المُقاومة المزعوم! وهو الذي ضيّع البلاد والعباد!. 
   ٣ كانون الثاني ٢٠١٧

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/04



كتابة تعليق لموضوع : لـِقَناةِ (أَي أَن أَن) الفَضائِيَّة؛ إِلى أَيْنَ بَعْدَ هَزِيمَتِهِم فِي نَيْنَوَى؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net