صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

أيهما افضل آدم أم عيسى . هل عيسى بن مريم روح الله او نفخة منه . وما الفرق؟ مع المفسر المسيحي.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في تجنٍ واضح واعتداء على الحقيقة واخفائها قام موقع (سنوات مع إيميلات الناس التابع لموقع تيكلا هوم المسيحي) بالرد على القرآن محاولا بذلك تكذيبه واظهار شخصية السيد المسيح على أنه (الله) مقارنا بذلك بين شخصية آدم وعيسى في القرآن من حيث الخلق في محاولة منه لقطع الطريق امام المسلمين في قولهم بأن آدم أيضا خلقه الله من دون أب وأم وهو بذلك احسن حالا من السيد المسيح الذي خلقه الله من أم بقى في رحمها تسعة اشهر فيُقال له عيسى بن مريم ، بينما آدم ابن من؟. ولذلك وانطلاقا من هذا القول فإن هذا الموقع يطرح السؤال التالي: (هل المسيح في القرآن هو مجرد نفخة من روح الله، أم هو روحٌ الله نفسه؟).
يُقحم المفسر المسيحي نفسه فيما لا علم له به فيقول : أولا ، أن هناك فرقا بين خلق آدم وعيسى ، فآيات خلق آدم تتحدث عن أن الحياة في آدم بواسطة (نفخة من الله) . ولكن الآيات التي تتحدث عن عيسى تقول بأن عيسى (روح من الله) ؟ ! ثم يقول : بأن المسيح هو روح الله وهي كلمة مباشرة وليس مجرد نفخة. أي أنه يُريد أن يقول : أن روح الله نفسه دخل في رحم مريم ثم خرج على هيئة البشر.
 
ثم يقول الموقع : (انظر ما قاله الله عز وجل في وضع الروح في الإنسان عن طريق النفخة المقدسة.. وانظر ما كان يفعله السيد المسيح نفسه في القرآن فيقول عن خلق الإنسان: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي). (1) ثم يقول الله عن عيسى : (إذ تخلق من الطين كهئية الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني).(2)
 
ثم يقول الموقع : (فنرى في الآيات الأولى أن الله يضع الروح عن طريق النفخة المقدسة، ونرى في الآيات الأخيرة أن السيد المسيح يفعل نفس الشيء ويخلق من الطين، ويضع فيه روحٌ منه عن طريق النفخة المقدسة.ألا يقول لك ذلك شيئًا؟!).
 
الموقع يُريد أن يوحي لأتباعه بأن روح الله هي التي حلّت في جسد عيسى ولذلك نرى أن الله ينفخ ليهب الروح وان المسيح ينفخ ليهب الروح . ونسى هذا الجاهل بأن نفخة عيسى مشروطة بإذن الله كما يقول النص : (تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها .. بإذني). لا ادري اين الكرامة في ذلك عيسى مجرد واسطة قامت بكل ذلك بإذن الله.وهذا ما قاله عيسى عن نفسه بأن الذي يفعله ليس منه بل من الله كما يقول عيسى عن نفسه : (خرجت من قبل الله وأتيت.لم آت من نفسي، بل ــ الله ــ أرسلني ولست أفعل شيئا من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني. والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه). (3)
فكيف يكون عيسى هو الله وعيسى نفسه يقول في نصوص كثيرة بأنه مُرسل من الله ولا يفعل اي شيء من نفسه بل الله علّمه. كيف يكون الله وهو يقول : (الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله الذي يقبلني يقبل الذي أرسلني). (4) فلا يوجد اي زعم في الإنجيل يقول بأن السيد المسيح هو الله المتجسد.
 
سبب عدم إيمان المسيحيين بأن السيد المسيح نبي مُرسل من الله يُبينه السيد المسيح نفسه في الإنجيل حيث يقول: (لماذا لا تفهمون كلامي؟ أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. لأنه كذاب وأبو الكذاب. وأما أنا فلأني أقول الحق لستم تؤمنون بي). (5) إذن السيد المسيح يُبين سبب كفر قومه وعدم إيمانهم بأنه نبي مرسل ، بانهم اتبعوا إبليس الكذاب ابو الكذاب فكانوا مثله في الكذب على قومهم إلى هذا اليوم.
 
ولو أردنا أن نقيس بنفس الطريقة التي قاس بها المفسر المسيحي لقلنا بأن آدم هو الله وذلك لأمور منها أنه امر المخلوقات كلها بالسجود لآدم ، ولا يصح السجود إلا لله حيث قال تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).(6) طبعا آدم هنا احسن حالا من عيسى لأن الله امر المخلوقات ان تسجد له وهذا ما لم يحصل لعيسى ، فإذا كان السجود لله وحده ، فيُمكننا القول بناءا على ذلك بأن آدم هو الله أيضا ــ تعالى الله عن ذلك ــ لأن هناك امر بالسجود له بينما لم يحصل هذا مع عيسى الذي اكّد في نص واضح بأن السجود لله وحده كما يقول :: (مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد).(7)
 
ثم يقول الموقع بأن القرآن قال عن عيسى : (المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح ٌ منه). وهنا أيضا غفل هذا المفسر الجاهل من أن النفخ في آدم كان مباشرة من الله بينما روح عيسى القاها الله إلى مريم عن طريق واسطة هو الوحي كما يقول ما معناه (أرسل الله جبرائيل الملاك إلى مدينة الناصرة، إلى العذراء مريم فدخل إليها الملاك فلما رأته اضطربت فقال لها الملاك: لا تخافي ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك).(8) وهذا نفسه ما يقوله القرآن (إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يُبشرك بكلمة منه اسمهُ المسيح عيسى ابن مريم). (9)
 
إإذن من كل ما تقدم فإن محاولات هذا الموقع للنيل من القرآن فاشلة حيث وقع المفسر في شرّ أعماله وبان عواره وجهله وتبين أن آدم عليه السلام احسنُ حالا من عيسى. (10)
 
المصادر: 
1- 1- سورة الحجر آية : 29.
2- سورة المائدة 110. طبعا المفسر المسيحي يبتر النص الذي يستمر فيقول : (وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك). فكل ما يقوم به السيد المسيح هو بإذن الله. ونُلاحظ تكرار كلمة (بإذني). 
3- في إنجيل يوحنا 8: 42.
4- كما في إنجيل يوحنا 13: 16.
5- في يوحنا 8: 43 ــ 46.
6- سورة الحجر آية : 26.
7- إنجيل لوقا 4: 8.
8- في إنجيل لوقا 1: 27.
9- سورة آل عمران 45.
10- في آيات كثيرة كان الله يُخاطب آدم مباشرة مثل قوله : أني جاعل في الارض خليفة، أسكن انت وزوجك الجنة ، لا تأكل من هذه الشجرة في كل اخبار آدم فإن المتولي المباشر هو الله ، والخلق والخطاب مباشر من الله لآدم ، بينما في عيسى هناك واسطة حتى في مسألة اختبار عيسى فإن هناك واسطة هو الشيطان ولم يكن الله هو الذي اختبر عيسى حسب رواية الإنجيل كما نقرأ (وكان يقتاد في البرية أربعين يوما يجرب من إبليس. ولم يأكل شيئا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرا).(11) فإذا كان آدم عليه السلام فشل في الاختبار لأنه لا خبرة له ، فلماذا فشل المسيح في الاختبار وهو عاش في مجتمعات ورأى ناس وتعامل معهم وعرف كل مكائد إبليس أفلا يكون آدم عليه السلام احسن حالا حتى في هذه؟ 
11- في إنجيل لوقا 4: 2.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/30



كتابة تعليق لموضوع : أيهما افضل آدم أم عيسى . هل عيسى بن مريم روح الله او نفخة منه . وما الفرق؟ مع المفسر المسيحي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net