صفحة الكاتب : عمار العكيلي

التسوية المجتمعية إلتفاف على التسوية الحقيقية
عمار العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حين دخل الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) مكة فاتحا، كان أعدائه من قريش، وغيرهم يترقبون ما يفعل بهم، إلا أن النبي، كان له موقفا آخر، حين قال إذهبوا فأنتم الطلقاء، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكان أبي سفيان، من ألد أعداء الرسول، إلا أن النبي أراد، أن يوصل رسالة، أن من يدخل دار عدوه فهو آمن، فالرسول لا يرى مصلحة، في ملا حقة من آذاه وعاداه، لأن مشروعه السماوي أكبر، من تلك الجزئيات.
وهنا علينا أن نقتدي برسولنا الكريم، في أمور ديننا ودنيانا، فنحن بحاجة إلى مشروع، يتسامى على الأحقاد، والضغائن وفتح صفحة جديدة، لتحقيق غاية كبرى، هي الوئام والسلم الأهلي، والوحدة الوطنية.
ما زلنا نسمع أصوات، من زعماء شيعة وسنة، تشكك بمشروع التسوية، الذي طرحه التحالف الوطني، بححج واهية، منهم من يدعي، عدم جدية الأطراف المبادرة، وإقرار قانون الحشد الشعبي، الذي ربطوه بهذا المشروع، كأسامة النجيفي وأتباعه. 
وقد سمعنا من السيد العبادي، والسيد الصدر مشروعا آخر، هو(التسوية المجتمعية)وهي تشمل إعادة النازحين إلى مناطقهم، وتقديم الخدمات، حسب قول السيد العبادي، مع أن ذلك هو من واجب الحكومة، وصلا حيات رئيس الوزراء ولا يحتاج إلى مشروع، لإرجاعهم إلى مناطقهم.
من قال أن التسوية السياسية الشاملة، لا تنعكس على المجتمع، ونحن في الأمس القريب، في أيام الطائفية، ذقنا مرارة الشحن الطائفي، من سياسيين موتورين، أثرت على الشارع العراقي، في القتل والتهجير على الهوية، فالمجتمع العراقي الذي يتكون من ثلاثين مليون كيف لهم أن يجلسوا، ويتفاهموا على شئ، أليس عبر ممثلين عنهم، وهم الأحزاب السياسية، المشتركة في العملية السياسية، ولا ضير في الإنفتاح، على زعماء القبائل، والأحزاب، ورجال الدين، وهذا لا يتعارض، مع وثيقة التسوية للتحالف الوطني.
لم نر من الجهات المعارضة، لهذا المشروع، تقديم بديلا أفضل منه، يعالج السلبيات التي يعترضون عليها، بل نجد أن المعارضة، هي من أجل المعارضة، والتخريب لحسابات سياسية ضيقة.
إن مصطلح التسوية السياسية، أو المجتمعية، أو المصالحة، وغيرها من التسميات، ليست ذات أهمية، بل المضمون الذي يندرج ضمن هذا العنوان، أو ذاك هو المهم، بأن يعالج هذا المضمون جوهر المشكلة، ويقف على أسبابها، ويتسم بالشمولية، والواقعية، والمقبولية، وعدم تقاطعه مع الدستور، وعند إطلاعنا على مسودة التسوية الوطنية، وجدنا فيها تلك المضامين، وإن ونجاحها، سيكون نجاحا للعراق، وفشلها سيرجعنا خطوة إلى الوراء، ويفسح المجال أكبر، للدول التي تتدخل في العراق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/28



كتابة تعليق لموضوع : التسوية المجتمعية إلتفاف على التسوية الحقيقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net