صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أرض الأديان وسلوك البهتان!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأرض العربية موطن الرسالات السماوية , ومنها إنطلقت الأديان إلى الدنيا كافة , فاليهودية والمسيحية والإسلام , إنبثقت في الأرض العربية , وقبلها أديان لا تحصى ولا تعد إبتدأت فيها وإنتشرت منها.
وفيما يخص الديانات الثلاثة المعروفة بالسماوية , أن منبعها من بلاد الرافدين , حيث هاجر أبو الأنبياء إبراهيم منها , بعد أن صارت النار بردا وسلاما عليه , وكانت معه زوجته سارة التي بلغت من العمر عتيا , والتي وافقت - بعد حين وكما تورادته الأجيال من قصة ذلك - على أن تكون هاجرا زوجة لإبراهيم وأنجبت إسماعيل , وبعد ذلك جاء إبراهيم مَن توجس منهما خيفة وبشراه بإسحاق , فأنجبت سارة إبنها إسحاق , ومنه إنطلقت ذرية الأنبياء منذ يعقوب وإنتهاءَ بعيسى , وقصة إبراهيم وإيداعه لهاجر وإبنها إسماعيل في  مكة معروفة ,  والذي سعت أمه هاجر ما بين الصفا والمروة تبحث عن ماء , حتى تفتقت عين زمزم.
وكبر إسماعيل وأنجب ذريات , ومنه إبتدأت قبائل العرب , وأشاد البيت العتيق مع أبيه إبراهيم , وصار مكانا يحج إليه الناس من كل فجٍ عميق.
ومن الأرض العربية إنتشرت المسيحية إلى أوربا ومن ثم أمريكا , ومع الأيام إنغرس في وعي الأجيال الغربية أن المسيحية دينهم وحسب , وأنها لا علاقة لها بالعرب وأرضهم , مع أنهم كل عام يمارسون ذات الطقوس التي كانت تدور في ديار العرب , ويرتودن ملابسهم ويتمثلون ثقافاتهم وعاداتهم , وكأنهم يعيشون تناقضا غريبا , فحالما تقول لهم أن موطن المسيحية بلاد العرب وأرضهم , وأن الأديان كافة ولدت فوق ترابهم , يحملقون بوجهك مستنكرين , وهم يحسبون أن المسيحية من حكرهم , وأن العرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها.
وفي واقع الأمر لا يمكن فصل الحياة العربية عن جميع الأديان لأنها توالدت فيها وتفاعلت معها الأجيال وتعلمت الكثير منها , لأن المجتمع العربي مدرسة صريحة تعلم طقوس وممارسات هذه الأديان.
فالعربي يعرف اليهودية والمسيحية والإسلام , وأي تصور أو إعتقاد غير ذلك , يساهم في تداعيات حضارية خطيرة وتفاعلات تدميرية صاخبة , وما هذه المشاعر السلبية المنغرسة في الوعي البشري إلا لأسباب تجارية ومصالح سياسية , ومن آليات فرض النفوذ والسيطرة على الآخرين.
ولا تزال هذه الأمية الدينية طاغية في المجتمعات الغربية بأسرها , وهي تتوهم أنها راعية المسيحية ووعاؤها , وتتجاهل الوعاء العربي , وموطن المسيحية وجذورها , وتقلل من أهمية دورها في الحياة العربية , والثقافة العربية , وتنكرها , بل السائد أن لا توجد كنيسة أو معبد في البلاد العربية.
وهذا التصور المُشاع يخلق حالة تناحرية وصيرورة تنافرية تستنزف طاقات الأجيال المتواكبة , ويساهم العرب في هذه الإنحرافات المعرفية والسلوكية مما يؤدي إلى خسائر حضارية مروعة.
فالمعابد والكنائس والجوامع بدأت وشُيّدت في الأرض العربية قبل جميع بقاع الأرض , ولا يوجد أقدم مما في الأرض العربية.
فلماذا تسعى البشرية لمقاتلة جذورها , وعدم إحترام تربة مقدساتها ومولد أنبيائها ورسلها؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/27



كتابة تعليق لموضوع : أرض الأديان وسلوك البهتان!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net