صفحة الكاتب : اكرم السياب

وبشّر القاتل بـ"العفو"!
اكرم السياب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الوقت نفسه الذي يظهر جندي عراقي جاثياً على ركبتيه ليُوقد شمعة عيد القداس في قرقوش بعد حرمانها مدة سنتين من ممارسة طقوسها الدينية في ظل احتلال داعش ، يأتي (مقاتل الجنوب المسلم) مشاركا المسيحين في اعياد السنة الميلادية.

أنا متأكد تماما ان (جندي الاتحادية)، لم يِعي ما يفعله من طقوس في باحة الكنيسة. لم يعرف مغزاها ولا ثوابها في اللاهوت المسيحي، لكن ما دفعه لذلك رؤيته للفرح والابتسامة على وجوه المحتفلين بعودة الحياة الطبيعية لهم.

بينما شكلت الشرطة الاتحادية لجانا لإعادة اعمار كنيسة (مارت بربارة) في الحمدانية المحررة التابعة لنينوى. اثر تعرضها للتخريب على يد الجماعات الارهابية ليتمكن المسيحين من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية”.

هكذا يخوض أبطالنا حربا مسلحة وأخرى للبناء والاعمار، والعمل على اعادة الحياة بعد إن سُرقت؛ حيث يجولون الشمال المحرر، وهم يراهنون على مد جسور الالفة والتعاون بين اطراف ومكونات الشعب المسكين!.

اما (جنوبنا) الهادئ؛ الذي يتفاخر بصفاء الجو الامني، واستقرار الاوضاع، وهم يتغنوّن ببطولات اولادهم الذين "فزعوا"  لتحرير ما فقدنها من الاراضي؛ تطل علينا وزارة التعليم العالي بــ}تحذير{ للأساتذة الجامعيين من احتمال تعرضهم لمخاطر إرهابية!. داعيتهم إلى "اتخاذ إجراءات احترازية حفاظا على سلامتهم".

تخيّل معي؛ بان وزارة حكومية واحدى اهم مؤسسات الدولة التنفيذية، لم تستطيع حماية ملاكاتها!؛ وتدعوهم لحماية انفسهم بطريقة امنية جديدة تدعى "أنت وحظك"!.

ونحن نعيش ازمة "الكفاءات"، في ادارة مفاصل الدولة والحياة، لم نجرؤ مره ونحاول احتضانهم ابداً.  فتارة يهددون على ايدي (شقاوات العشائر) وتارة بإرهابيين، وحينما يشدون رحالهم الى الخارج، ننعتهم بقلة الوطنية!.

لا اعرف هل من الافضل حماية "السياسيين"؛ بعشرات المصفحات والحرس الشخصي والفرق العسكرية، ام حماية "الشهادات"، والكفاءات الوطنية؟.

دولة لم توفر الحماية لمنتسبيها ومواطنيها، لِمَ تتظاهر بالأعلام بأنها منتصرة؟!

من المستفيد من افراغ البلد من الاختصاصات الأكاديمية؟ دعونا لا نبحث بنظرية المؤامرة، بل نبحث بخيبتنا؛ التي حولت ضابط للشرطة الى (أرنولد) لينهال بالضرب على مديرة مدرسة امام تلاميذها، في ذي قار.

الارهابيون الذين "سيستهدفون" الجامعيين على "حسب دراية الوزارة بذلك"، كم عددهم؟ لماذا يتزايدون؟ لأننا دائما نبشّر القاتل بــ(العفو)!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكرم السياب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/26



كتابة تعليق لموضوع : وبشّر القاتل بـ"العفو"!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net