صفحة الكاتب : رضوان ناصر العسكري

صحوة الغافلين...؟
رضوان ناصر العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انفراج بعد جمود اسعد الكثير، واغاض العديد، ظن به الحالمين بأن الفرج قريب، حيث انبثاق النور من بين  دهاليز السياسة، بخروج دعاة الوطنية وخبراء التمثيل، ليزفوا البشرى لليائسين ان صحوة دعاة الشرف قادمة، فعصفت رياح التغيير، لتعزف لحن الاصلاح على مسامع الفقراء ، فتهللت وجوههم فرحاً بالشرى، فخرجوا بين الازقة يهتفون بشعارات الوطنية، التي غابت عنها المصداقية، فكانت لعقاً على السنتهم، لأنهم لا يستطيعون التمييز بين الصالح والطالح، بين الداعي والمدعي، حتى اقتحموا قصر البرلمان، الذي انهزم منه اعضائه، خوفاً من اصحاب الثأر، الذين ارتدوا ثياب الفقراء، ليزجوا انفسهم بين اتباع الدعاة، الذين كانت ايديهم تقطر دماً في الامس، ليصبحوا قضاة اليوم.
 
فلم يبقى من البرلمانيين الا الدعاة، حملوهم على الاكتاف، وأنشدوا اهازيج النصر الكاذب، ما إن غابت شمس النهار حتى إلتحف الدعاة اغطيتهم المعطرة برائحة العطر الفرنسي،  الذي شروه بقوت الفقراء لينعموا به، هم وذراريهم، تاركين خلفهم امهات الشهداء، اللاتي دفنّ ابنائهم في قبورٍ شاخصةً بلا أجساد، ليحجنّ اليها، في أيام الجمع والأعياد، لِيُرتِل أبنائهم آياتٍ من الذكر الحكيم، لتكن برداً وسلاماً على أرواحهم الطاهرة.
حجب غبار العاصفة انظار البسطاء، فغابت الحقائق, وشوهت المصاديق, بتغليب المصالح, فلم يكن إصلاحاً بالقدر المتيقن، وإنما كانت أحقاداً تجلت على شفاه الكاذبين، الذين تُحركهم أيادي خفية تعمل لبناء الدولة العميقة، على حساب مصالح البلاد والعباد،لايراها الا من تمسك بالحق، فعرف الحق وعرف اهله،
 
حتى بان شعاع الشمس، ليكشف ظلمة اليل الدامس!الذي ضل به كثيرٌ من الواهمين الذين التبس عليهم الحق بالباطل، والمتمسكين بغيهم عزةً بالاثم، والخائفين على مكاسبهم الدنيوية من الضياع، فكان للمال السياسي سطوة على الاعلام المأجور.
هدوء بعد العاصفة ازاح الغيوم السوداء، فتجلى قرص الشمس وشع منه الضياء، على شراطئ دجلة ليعكس بريق الماء، فخفقت النوارس البيضاء بأجنحتها الرمادية في سماء بغداد، لترسم اجمل صورة للأمل المنشود، الذي نتغنى به على انغام عصافير الصباح، لنزيح الوهم ونتمسك بالحقيقة الواضحة في افق السماء، ولا زلنا متمسكين بالامل الذي نكافح في سبيله من اجل عيون اطفالنا واهلينا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان ناصر العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/25



كتابة تعليق لموضوع : صحوة الغافلين...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net