صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

التسول مرتع للجريمة والإرهاب
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قال سبحانه وتعالى:" آيَةٌ لّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنّاتٍ مِن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ" سورة يس/ أية 33 – 35.
عندما خلق الباري عز وجل الإنسان, هيأه جسمانياً وأعطاه عقلاً , يسخره للعمل والابداع, والاستفادة منهم, ليعمر الأرض, وجعل للعمل ثواب المجاهدين, بل هناك أحاديث نبوية, تذهب لأكثر من ذلك, حيث يقول عليه وعلى آله الصلاة والسلام:" من أكل كدّ يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء".
شَذَّ قسم من الناس, عما يريده الخالق جَلَّ وعَلا, ليتخذوا من التسول سبيلاً للمعيشة, ضاربين ما خُلِقوا لأجله, متقبلين الذُل والمهانة, وقد قال الإمام الصادق عليه السلام:"  إيّاكم والسؤال، فإنه ذلّ في الدنيا، وفقر تستعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة".
الطمع آفة من الآفات, جعلت ممن امتهنوا التسول, تسخير أبنائهم وبناتهم عل حد سواء, للتسول في الطرقات والجوامع, غير آبهين بانحرافهم, لما طغى على بصيرتهم, من مرض الطمع المادي, بل راح بعضهم يصطحب حتى زوجته, فغدا عارضا شرفه غير مكترثٍ, لما يحدث له في الشارع الموبوء, بشتى الأمراض الاجتماعية.
يروي لي أحد الأصدقاء, أنه سأل أحد الأطفال المتسولين, عما يكسب من نقود, فأجابه الطفل: أنه يجمع كل يومٍ, مائة ألف دينار عراقي, من الصباح الباكر وحتى المساء, يقول سألته ثانية, هل أنت يتيم الأب أو الأم, فأجاب الطفل: أنا وأمي وأخوَيَ, نعمل عند شخص, عليه السكن والطعام والملبس.
هناك نوعٌ آخر, وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة, يعرضون عوقهم لكسب عطف الناس, وهذه الفئة من المتسولين, كانت الحكومة فما مضى, تُدخلهم بدورات خاصة, حسب امكانيتهم الجسدية والعقلية, في معاهد مهنية تابعة لوزارة, العمل والشؤون الاجتماعية, ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.
صرفت الحكومة العراقية, في موازنة 2016, لشبكة الحماية الاجتماعية, مبلغاً وقدره" 2 ترليون دينار عراقي", وهذا المبلغ لو استغلته الوزارة, بشكل جيد فهو قادر على فتح مصنع يمول نفسه, ولا يجعل تلك العوائل, تحت ذل الحاجة.
إنَّ القضاء على ظاهرة التسول, يأتي عن طريق بناء المعامل, و استصلاح أراضٍ زراعية, يكون فيها العيش بعزٍ وشرف, تلافيا لاستغلالهم من قبل, تُجار المخدرات والعصابات الإجرامية والإرهاب.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/24



كتابة تعليق لموضوع : التسول مرتع للجريمة والإرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net