صفحة الكاتب : علي الغزالي

عندَما أشرَقتْ شَمسُكَ سَيدي
علي الغزالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شمسٌ أشرَقَتْ صباحِ ذلكَ اليوم ذي السماء الصافية لتُرسل شُعاعَها نَحو الارض بِبُشرى وأسرار , تلك البُشرى التي ملأت الخافِقين بِشَذى سحرها , و تَبَوَّعَت على الارضِ مُنْسَدِلةً وهي تَطوي صَفَحاتِها مُهلهِلة مُبتَهجة , لتعبر أوديتَها الصامتة على بساطِ النَّسيم تنقُل الفرحة من مكانٍ لآخر , وبعد أن ملأت الدُنيا ابتهاجا حلت ضيفاً على مكة ؛ لتَهُزَ سُكون فجرها بِبَرَكة أقبال النور الساطع والفجر اللامع , فَتَدافع الفَجران , والتَقَت أشعةُ الشمسين , فطغى شُعاع اشراق شمسِهِ على ما عداه , وسادَ فَجرهُ حاملاً للإنسانية مجدها الذي دَفَنَتهُ الجاهلية حياً تَحتَ رُكام العَصَبية , فاستَقبلت الدنيا صبيحة ذلك اليوم عندَ طلوع فجرِه أشرَفَ الأشراف من عبدِ مَناف , مُتَدَلَّياً من بطنِ إُمه والنور يَشعُّ من فيهِ ( أضاء لأهل مكةَ قُصورَ بُصرى من الشامِ وما يَليها ، والقُصورَ من أرضِ اليمن وما يَليها والقُصورَ البيض من اصطخرِ وما يليها ) ، وقد أزهرت الدُّنيا ليلة ولادته الميمونة , و فِيالقُ الملائكةِ قد اصطفَّت ما بين السماءِ والارض تَصعدُ وتَنزل وتُسَبّح وتُقَدّس , و اصطَكَّت فرقُ الجنِّ مذهولةً لعظمةِ الحدثِ , ورمت السماء الشياطين بشهبٍ فحجبتهم عن رُقيها , وتداعى إيوانُ كسرى منكسرةٌ أضلاعُهُ كموجٍ على شَّاطئ , وماجت البِحار , وخَمَدت النار , إعظاماً لمنزلته وابتهاجاً بمقدمهِ , فكان محمدٌ وخالقهُ المَحمود , وكان قائدٌ فرق الحشود , وكان المُصطَفى واللهُ مُصطَفيه , وكان الرحمةُ من لَدُن الرحمن الرحيم , فأقبل والدنيا تعزفُ برقٍ تراتيلَ الأمل وهي تَبوحُ بسرِها بدفءٍ , ذلك السرُ الذي يَنحدر منهُ السَيل ولا يَرقى اليه الطير , أقبَل والنُبوةُ كثوبٍ لا يَليقُ إلا به , اقبَلَ كَشَمسٍ دفعت طَيفَ خُرافةَ الجاهلية الى وادٍ عميق فأقبرته , بعد أن حاولَ ذلك الطيفُ يائساً تَسَلُقَ سُلّم الحقيقة , وكيف لطيف الخرافةِ ان يبلغَ شمسَ الحقيقة ! , فبإشراقِ شمسهِ أضمحلَّت ظلمات الجاهلية , معلنةً دين التوحيد بدستورٍ فريد قرآنٍ مجيد , فتغير الحال الى كلِ خيرٍ عندَما أشرَقتْ شَمسُكَ سَيدي (ص).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/22



كتابة تعليق لموضوع : عندَما أشرَقتْ شَمسُكَ سَيدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net