صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

لماذا نتصالح معَ البعثيين؟!
زيدون النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"من الأفضل أن تكون بِلا منطق على أن تكون بلا أحساس" "تشارلوت برونتي".
 
جميل أن نخالف المنطق لأجل أثبات المنطق، الأجمل أن نُخالفهُ حتّى نُثبت للآخر إننا نتمتع بأحساسٍ واعي، المصيبة الكبرى عندما نُخالفهُ لأجل المصلحة الشخصية، أمّا الجريمة بعينها فتحدث؛ عندما نُخلافهُ لأجل المخالفة فقط!
 
أن يطرح التحالف الوطني مبادرة التسوية الوطنية فهذا شيء قابل للتحليل والتمحيص، قد تكون المبادرة غير مكتملة هُنا، أو عليها ملاحظات هناك، لكن؛ أن نكيل عليها التُهم بالأطنان لقصورٍ فِكري أو عوقٌ مصالحي، فهذا مخالفة لمنطق الحل.
 
السؤال؛ كيف يطرح التحالف الوطني وعلى رأسه السيد عمار الحكيم، مبادرة تتصالح معَ البعثيين؟!
 
لم تسجّل الذاكرة العراقية أذى أسرة من نظام البعث المقبور، كما سَجّلت لآل الحكيم، الإعدامات طالت كبار علماء الأسرة، وليسَ فيهم من سلُمَ من سجنٍ وتعذيب، بل وصلَ الأمر لزعيم الطائفة الإمام السيد محسن الحكيم (ره)، وأبناءه العلماء، ففي ليلةٍ واحدة فقط، أُعدم من شباب الأسرة وشيوخها أكثر مِن ستين عالماً معروفاً..
 
كذلك حوصِر الأبناء الأحياء، كانت الهجرة سبيلهم الوحيد لمواصلة الجهاد ضدّ الطاغية، في الخرطوم أُغتيل سفير المرجعية، وفي طهران واصلَ شهيد المحراب جهاداً لم ينتج عنهُ إلا تدمير كرسي الفرعون، فيما يواصل أبناء الحكيم الزعيم جولاتهم في كل دول العالم، يعرّفون بمظلومية شعب وهموم وطن.
 
الذاكرة العراقية ذاتها، لم تُسجل جريمة بعدَ سقوط الصنم أكبر من جريمة أغتيال شهيد المحراب، ذات البعث وذات الوحشية، تستهدف صوت المنطق والإعتدال والتحرير والحرية، عُشاق عصا المقبور طلبوا ذكرهم عندَ ربهم صدّام، فأخذوا الخزيَّ، وآخذَ شهيدنا الحكيم جنان الخالق ورضوانه.
 
تلكَ الذاكرة تعود لتُسجّل مرةً أُخرى، صولاتُ السيد عبد العزيز الحكيم، نظامٌ ديمقراطي وحكمٌ للشعب، لا بعثَ فيه، لا رائحتهم ولا لونهم ولا فكرهم أو بقاياهم، دولةٌ نظيفة يؤسسها العزيز بعيداً عن أوهام الوثنية البعثية، هو أدرى بوحشيتهم، سماحتهُ الأكثر إيلاماً منهم، هو الذي ضحّى وجاهدَ وأنتصرَ بشعبهِ لشعبه.
 
الذاكرة صادقة، بعض الساسة كاذبون!
لو كانت التهمة التي وجهوها لتسوية التحالف غيرَ تلك، لربما صدقّناها، لكن أن يصافح رئيس التحالف بعثياً! فهذا خلاف المنطق والصدق والذاكرة..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/21



كتابة تعليق لموضوع : لماذا نتصالح معَ البعثيين؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net