صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

حلب .. أسقطت رهان الاقوياء
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حلب وضعت اوزار الحرب، وبهت الزهو في صدور من جفخوا ونفخوا في قدرتهم على البقاء. الحمية في صدور من تعهدوا على ديمومة الخراب واليباب بردت بل تجمدت اوصالها لهول المفاجئة . الثقة في أروقة القرار الامريكي والغربي، نزف معينها الذي مدته كأشكالية تطول، وتحسبه أنها لعبة الامم الكبيره ليس باخلاقها، بل فرض القوة والسطوة، وضمان النهايات وما يصب في خزائنها ومصالحها. ذهول بعد هيجان، وصمت بعد صراخ دعي، وبكاء تماسيح على الطفولة التي ثرمتها انفلاقات حمير بيادقهم. نباح" وليد الطبطبائي" ومن شاكله وهم يندبوا حظهم العاثر: لقد سقطنا نحن وليس حلب . اولئك هم انتفظوا محمومين وصدورهم متخمة من حنق وخشية بعد فشل تلك الامال المعقودة والرهان على قدرة البيادق.

مذ بدأت شرارة القتال في سوريا، سكنت حلب، وكأنه السكون الذي يسبق العصف، وباتت تلك العاصمة الشمالية مودع الختل والغدر لنحرها، الى أن دخلها ما يسمى الجيش الحر ولواء التوحيد وسبعة عشر فصيلا تمخض عن السيطرة اخيرا لجبهة النصرة واحرار الشام، بعد اقتتال الضواري في الغاب بين اولئك الوحوش،اللذين اتوا بوصاية دول راعية، مدفوعي الثمن، من جوارها، كاعزاز وتل رفعة وادلب واسراب القادمين من ابراطورية أل عثمان. ان اغلب القادمين، شراذم تقيأتهم اممهم من اصقاع الارض . واذ مارست الذئاب طباعها فان اغلب سكان المدينة هجروها، اما الى ارض الفيافي والاصقاع، او الى المناطق تحت حماية الجيش السوري. اربع سنوات، قصف وصواريخ، تمكنت تلك الفصائل من السيطرة على اجزاء كبيرة منها كالحمدانية والسكري واغلب الاحياء الشرقية، جعلت تلك المدينة الجميلة الصناعية وبوابة الامم اطلالا ويبابا. 

كان القتال فيها سجال، كرة وفرة، وغلبة ودبره، دون توثيق من المقهور ومن القاهر ومن المنتصر من الخاسر، تتقلب فيه الاجواء والاحوال، والخطى وئيدة، وهنت في بعض الاحيان الاندفاعات اذ ان الامداد لتلك الفصائل كان من احدث ما اوصلت امريكا والغرب وتركيا من تقنية وعدة متقدمه . قصاد تلك الدعومات  تناخ الخيرون بكتائب من هنا وهناك، واختلط الدم السوري بالعراقي باللبناني، ليكون عنوان نهر الدم الوجود من عدمه، فالتحمت الغيرة وشرف الانتماء ببسالة منقطعة النظير، وثبات في شدائدها، مقاومة لاحقت وساوقت اختها في ارض الرافدين، حيث الحمية الثائرة في الدماء العراقية، وهي تسقط المجازات بين ان تحيا او تعيش في اودية الموت المجاني . 

انطلقت تلك الجحافل، تشرب الرمال وقع اقدامها، قلوب تتوثب على الاكف ماضية الى الغاية الساميه، جنان لا ترهبها الخطوب، ولا ترعبها النوازل، فكان الانتصار حليف الارادة الحقه، لغاية ترفع لافتة النصر، تنشد الظفر وهي تخطو بيقين من مسك النصر .

لقد انتصرت حلب وان كانت اوراق التقسيم تتقاطفها، أمارات وشرقية وغربية. فان سيطرة القوات الحكومية، ومن ساندها وترافق مع دعمها، وباقي الرفقة في جحافل الاندفاع من دولة شهد التاريخ بمواقفها مع حركات التحرر كروسيا، ودولة نصيرة الحق والمظلومية كأيران . ولكن حلب ليس الانتصارالاخير الذي ينهي معركة الاجندات والمصالح، وان اجتازوا العقبة الكئداء في البوابة الرئيسية لدخول الامداد والاعداد، وان الانتصار فيها هو الدفق والدافع الكبير معنويا، ولوجستيا، وغلق منافذ الاحراش، ومزايدات الدول ورهاناتها، على هذا الموقع الستراتيجي، الا ان امام السوريين، مواصلة المهمة لتزلزل الارض تحت ما بقي لها من مواطن اقامت فيها داعش جحور وقماقم .    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/16



كتابة تعليق لموضوع : حلب .. أسقطت رهان الاقوياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net