صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

مسرحية الضيف الثقيل وأوبريت علي بابا لتوفيق الحكيم الى العتاك الكارتوني ومسلسلات التلفزيون العراقية تحت الأحتلال !
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المسرح والأذاعة والتلفزيون الكويتي عام 1991 بالغزو الصدامي لها بثت (أيام تحت الاحتلال العراقي ) وتهجمت فيه وشهرت بالعراقيين وأساءت لهم كثيرآ ولم تفرق بين المجرم صدام والضحيتان العراقيين والكويتيين و وتوفيق الحكيم كان زمانه زمن المسرح العربي لانه لم يكن التلفزيون قد ظهر بالعشرينات والثلاثينات والأربعينات  وموجودة الآذاعة فقط والناس ترتاد المسرح ولدوافع كره الاحتلال الأجنبي لمصر عند الحكيم كانت تأتي من تعصب أمه التركية ومن العائلات السلطانية العثمانية التي اخرج دولتها من حكم العرب هذا الاحتلال الغربي لمصر والعرب , وكونه من أب مصري من أهالي الاسكندرية المعروفة بوطنيتها وعمل الوالد كنائب عام بالقضاء ومثقف قانونيآ ويعرف القوانيين وحدود الدول واحترام سيادتها وحقوق شعوبها بالحرية فكتب الحكيم مسرحيته التي تشرح الاحتلال وظروف مصر آنذاك وهي ( الضيف الثقيل ) وقامت فرقة زكي عكاشة بتمثيلها على مسرح الأزبكية والذي بناه السياسي المصري محمد طلعت حرب والاوبريت الأخر الذي كان يتناول الاحتلال بأسلوب فني جميل وهو أوبريت (علي بابا) , والعنوان هذا يستخدمه الأجانب عن السرقات والنهب والصفة للسارق عندما يتكلمون عن الشرق يعني بلغتها السرقة والنهب , وكما يقول الكاتب العربي محمود تيمور عن كتابة القصة والرواية التي تتحول لمسرحية أو مسلسل تلفزيوني أو اذاعي أو اوبريت بأنها (أنك حين تعالج كتابة القصة , لاتمارس شأنآ من شؤون التسلية الرخيصة , والتلهية الوضيعة و ولكنك تحاول أن تمثل أسرار الحياة و وأن تكتب حقائق المجتمع البشري بما ينتظم فيه من الغرائز وضروب النزعات ...قال هذا الكلام في تقديمه لقصته المعنونة دنيا جديدة ومدرسته معروفة ) .
 
وأذا كانت الأمم والشعوب بنيت على رسالة توحدها وليس كما في نموذج العراق من تركيبة سكانية غير متجانسة من قوميات متصارعة ومذهبيات دينية متخالفة وهنا نذكر بما قاله الكاتب المصري هيكل حيث يقول ( كل أمة تعتز بنفسها , وتطمئن لقوتها , وتشهر بأن عليها رسالة واجبة الأداء للعالم و وبأن العالم يجب أن يستمع  الى هذه الرسالة و مثل هذه الأمة لايقف في سبيلها سلطان وأن عظم و ولاتصدها عن أداء رسالتها قوة من القوى, وتضافر هاتين الحقيقتين الروحية والأجتماعية و فقد كان في كل العصور والأمم أساسآ لفوز الشعوب التي تندفع متأثرة بسلطانها , ولنجاح الرسالة التي تدعو هذه الشعوب لها ) , وبينما نحن اليوم بالعراق الرسائل عديدة منها القومية والدينية والسياسية الفكرية وتتصارع والضحية العراقيين تحت الأحتلال ومطحنة الصراع الداخلي , وعلى الرغم من الدستور الذي ينص على أن العراق أتحادي فدرالي ليمنح أقليم  كردستان الشرعية والحقوق المالية ورغم انتشار الأكراد بمدن العراق الأخرى ورفضهم دخول العرب أليهم أو العمل او الدراسة بجامعاتهم أو ممارسة أي نشاط أخر بينما هم لهم حقين كعراقيين وأكراد بأقليمهم ونسبة النفط 17% وثروات الأقليم لهم أضافية , وهو  الذي أنضم للعراق بعد 2003م مشاركآ لقوات الأحتلال الأمريكية وحلفاءها بقتال العراق وأحتلاله ووشن حملة الحواسم لسرقة السيارات الحكومية وممتلكات الدولة وتهريبها علنآ للأقليم والسماح لمواطنيهم ببيعها علنآ وتسجيلها ملك لهم ويجاملهم السياسيين الحاليين لأنهم شركاء بالسرقات ومارسوا أكثر من أعمال المافيا , وبينما يرفضون أقامة أقاليم جديدة ويدعون [أن العراق واحد موحد طيب لماذا لايعود كردستان محافظات الطاغية صدام أنتهى ؟ , ولكن الواقع على الأرض حرب أهلية سرية ومعلنة ومحاولة أعادة الدكتاتورية وفرض السيطرة على الأخر بالقوة , وهذا المشهد السياسي اليوم أندثر فيه الفن العراقي بكل أنواع , ألا من أنتاج خارج العراق يبث بتلفزيونات مقراتها خارج العراق , وتعرض مسلسلات كوميدية برسوم كارتونية أو أعتيادية ولكن المسرح العراق لاوجود له تحت الأحتلال ألا مسرحية قبل أشهر عرضت ببغداد ومثلها مجموعة من الفنانييين المقيمين خارج العراق وكانت برعاية طارق بكر نائب رئيس الجمهورية ماليآ , ولكن الرجل شعبيته بالعراق مشهر بها على أنه شركسي وخدع العرب السنة بالقائمة العراقية وانتخبوه من حصتهم وتبين أنه غير عربي وغير عراقي الأصل وللتاريخ فأن الكثير من رجال الحكم الملكي جاؤا مع الملك فيصل الأول بالجيش العربي من سوريا بعد تنازله للفرنسيين عن الحكم وهم من أصول تركية وآسيوية كانوا ضباط بالجيش العثماني وأنضموا للثورة العربية ضد العثمانيين وسلمهم الملك فيصل مواقع قيادات الجيش والوزارات ومنحهم الأملاك بالعراق وأصبحت عوائلهم من بعدهم لليوم من أغنياء العراق , ومن ميزات الأعمال التي تعرض اليوم التشاؤوم وأنعدام التفائل بالمستقبل العراقي و و ومحاولة زرع العداء بين السياسي الحالي الحاكم للعراق تحت الأحتلال والشعب وتذكرنا بمسرحية الكاتب النرويجي  هنريك أبسن المعنونة (عدو الشعب ) و لو اعتمد العراقيون على المكفوفين في الكتابة لكتبوا روايات وقصص عن حالاتهم كثيرة ولو كان طه حسين بالعراق اليوم عراقيآ ماذا ترى سيكتب؟ ولو هو لم يكتب عن الأحتلال لمصر شيئآ لأنه كان تحت رعاية عائلة هراري اليهودية الجنوب أفريقية التي أرسلته للدراسة في فرنسا وزوجته وحتى أصبح وزير للمعارف المصرية ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعات عالمية تملكها فكيف سيكتب عن أحتلال فلسطين ومصر والعرب ؟, هذا يفسر صمت الكتاب والصحفيين العراقيين الذين أستكانوا لمكاسب مالية ومنح مادية ولكنهم نسوا التاريخ وماسيذكرهم به المستقبل , ولكون الحوار أداة المسرحية هي كلام حديث اكثر منه صورة ولكنه أوصل فكرة للتاريخ واليوم بعصر التكنلوجيا وتوفر كل شيء بسعر رخيص والأنترنيت واليوتيوب ممكن بث أي شريط ليطلع عليه العالم وبلحظات ينتشر بالعالم لانجد من يبادر لنشر معاناة العراقيين فنيآ تحت الأحتلال والظلم والحرب الأهلية والموت والخطف ألا بمسلسلات بسيطة ولامسرح بالعراق أين طلاب أكاديمية الفنون الجميلة ؟ أنهم مجرد طلاب للتخرج كمعلم أبتدائي للرسم والنشيد لأنهم جاؤا للدراسة بدون حب ولاموهبة فنية , أتمنى من الكتاب والفنانيين العراقيين التوجه لأنتاج مسرحي ولو يعرض بمناسبات واماكن مجانية وكتابة قصص وروايات عن مامر ويمر به العراقيين والكتابة بصدق ونقل للواقع بحقيقته وعدم أهمال مشار حب الكردي لكرديته وحب العربي لعربيته والتركماني والأديان والصراحة بعدم قبول الخر لتراكمات الماضي الذي منعت طائفة حاكمة أخرى من ممارسة شعارها الدينية بل فرضت حتى مذهبها بتوقيتات ومواعيد مناسبات دينية لم يلتزم بها الطرف الأخر وعندما أنتفض هؤلاء دفنوا أحياء بمقابر جماعية و ولو ذكرنا بالمسرح الديني الذي ظهر وسط وجنوب العراق ولكنه محدود لحدث تاريخي قديم وبعض المحاولات بالنجف وكربلاء لمسرحيات عن المقابر الجماعية وأحداث العنف الطائفي ألا أنها محلية محدودة لأني شاهدت منها مسرحية صغيرة بطلها ممثل واحد وخوارها قليل استعانت بالديكور والصور المرسومة أكثر وهي محاولة وليدة .
 
 
 
 
 
الصحفي العراقي
 
ياس خضير العلي
 
مركز ياس العلي للآعلام _ صحافة المستقل
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/16



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية الضيف الثقيل وأوبريت علي بابا لتوفيق الحكيم الى العتاك الكارتوني ومسلسلات التلفزيون العراقية تحت الأحتلال !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net