صفحة الكاتب : رحيم عزيز رجب

وظيفتي أمانة
رحيم عزيز رجب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في سابقة من أمرها تعلن هيئة النزاهة العامة أطلاق حملتها التوعوية من خلال وسائل الإعلام المسموعة والبصرية والمقروءة وتحت عنوان ( وظيفتي أمانة ) تهدف فيها الى  نشر الوعي الإيماني والثقافي بين أبناء المجتمع وما يخص شريحة الموظفين وما تتحمله هذه الشريحة  العريضة من مسؤوليات جمة  تقع على عاتقها بكل ما تحمله هذه  الكلمة من مسؤولية  لتتضمن الأمانة. والعفة. والنزاهة والتمسك بطريق الاستقامة ودونها العواقب الوخيمة لتصب في  اتجاه الانحراف عن جادة الصواب والحق فهو القائل في محكم كتابه العزيز  (( أنا عرضنا الأمانة على السموات  والأرض والجبال فأبين أن  يحملنها وأشفقن فيها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا )) الأحزاب /72
فأمانة المرء ونزاهته هما  ثروته وسمعته ورأس ماله  في هذه الحياة الدنيا ليخرج منها إلى الحياة الأبدية مرفوع الراس شامخا عزيزا معززا  فيكون موضع فخر واعتزاز لأولاده وأحفاده بما يورثهم من سمعة طيبة تاركا أرثا غنيا من الزهد والعصمة والعفة والشرف وطريقا نيرا مستقيما سالكا وربما لا يخلوا من الأشواك والصعاب والمتاعب وقد يكون موحشا لقلة سالكيه ولكن للنزاهة والنزيه رب يحميه .فالنزاهة مبادئ وقيم ينشأ  عليها المرء في بيئته التي تربيه وعائلته التي تؤويه  فتبقى ذكرى عمله (( فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )) الرعد /17 
فما يجنيه المرء من مال حرام أنما يصبح هباءأ منثورا لينتزع الله منها البركة والتزكية والحصانة وان كانت كنوز الأرض فهي كفيلة بان يعيث أصحابها في الأرض علوا وفسادا وليعلم أولئك الذين يعتاشون على أموال الفقراء المساكين وأموال الأيتام واللارامل وبطرق ملتوية وغير شرعية انما هي نار مستعرة في بطونهم . فطرق الكسب الحرام تتعدد وتلتوي وتتعرج  .كقوله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقيين )) القصص /28 ولنا في مضمار الأمانة والنزاهة قصص من الجواهر والدرر تتجلى في  تراثنا الإسلامي من  أمانة وصدق  لدى إسلافنا الخيرين من الأنبياء والرسل والصحابة والأولياء الصالحين الذين ضربوا أروع ألأمثلة في الزهد ليشهد لهم التاريخ ليكونوا خير امة اخرجت للناس وخير قدوة يقتدي بهم فلقد عرفوا الله حق معرفته فاعتصموا بحبله  وتمسكوا  فالزهد والإعراض عن متع الحياة شعارهم ودثارهم كان... فهذا امير المؤمنين علي (كرم الله وجه) وهو يخاطب الدنيا  ويستصغر قدرها بحديثه  ((إليك عني .غري غيري ألي تعرضت .ام الي تشوقت ؟ هيهات .هيهات فاني طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك .فعمرك قصير .وخطرك كبير .وعيشك حقير ..)) فما يرتكبه اليوم البعض من المفسدين من  سرقات غير قانونية بعيدة عن القيم الإسلامية والدين المحمدي وعن كل الشرائع السماوية التي انزلت  فهو التدمير الاقتصادي والوجه الثاني لصفحة الدواعش السوداء ليصل الأمر بالمفسدين والفاسدين عدم الاكتراث بما لحق بهم  من سمعة سيئة لوثوها بالمال الحرام وما اختلسوه وسرقوه ليجدوا  بعدها التبريرات واختلاق الأعذار والحجج لتبويب هذه الفضائح والسرقات تحت  بنود وطرق قانونية وكانها صيغت وفصلت ودسترت على مقاس أفعالهم الدنيئة .تناسوا انها  إعمال يندى لها جبين الإنسانية وعار على الجبين  يلحق بصاحبها ابدا الآبدين  وان الشعب لن ينسى هذه الأفعال المخلة بالشرف وبمن تلاعب بمقدرات أرزاقهم وقوت عوائلهم  .ففي نهاية المطاف فلا توقف لهذه الأعمال الشنيعة  ومد حيتان الفساد الا بتطبيق تلك القوانين الصارمة ووضع عقوبات رادعة حتى يأخذ القضاء دوره الحقيقي والجدي بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والمجاملات والمغازلات السياسية على حساب حقوق ودماء العراقيين الشرفاء  فلقد حان الوقت للوقوف بجدية  وحزم أمام هؤلاء الذين يحملون معاول لتهديم أركان البلاد بطرق ملتوية وفي صميم الاقتصاد العراقي و لم تعد خافيه على احد  بالوقت الذي  يقود فيه الشرفاء من أبناء  الجيش والحشد المقدس الغيارى وأبناء العشائر الاصلاء أشرس المعارك  والتي كادت  تنهي بجغرافية العراق وتاريخه  لأسامح الله الا وهي معركة الوجود التاريخي والحضاري لعراق عمره 6000سنة  فتطبيق العدالة والحزم والقصاص العادل وبدون هوادة لهو الحل الأمثل والطريق الأسلم للخروج من مأزق الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد الذي سببه هؤلاء المفسدون ليقول العدل كلمة الفصل .لبدء صفحة جديدة تخلو من الفساد واقتلاع  جذور المفسدين لرميهم خارجا والى الابد .....حفظ الله العراق والعراقيين 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم عزيز رجب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/11



كتابة تعليق لموضوع : وظيفتي أمانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net