صفحة الكاتب : عادل القرين

هنا كانت فارتحلت !!!
عادل القرين
هاهي ارتحلت بهدوء وسكينة... مُخلّفة وراء رحيلها إرثَ الحزن والأسى...
موجِّهةً عدسة مجهر الذكرى (للفريج الشمالي).. تتحدث عنها من شماله إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه... 
 فأدركت حينها أنها تحوي السمات الطيبة والأصيلة... 
ولا غرابة في ذلك؛ فهي ابنة النخيل وثمرة الفلاح الهجري... 
 
كانت ـ رحمها الله ـ وللأمس القريب تشد خيوط التسبيح...
 ليستقر بها المقام؛ بأن تعقد بركات صلواتها على شفاه كل من عرفها ومن لم يعرفها...
 فالبيوت تعرفها، و(الساباط) يذكرها، و( البراحة) تشتاقها....
 كانت تخيط خطواتها من ساباط القريني إلى ساباط السماعيل، ومن ساباط العليو إلى براحة زكي...
 فإن لم تصدق فاسأل عنها تلك الأماكن!! فأحجية المكان تنعاها، وعقارب ساعة الزمان ترثيها،
 وها هنا الإخلاص والصدق والتفاني...
 
وما زلت وإلى الآن أقول:  ( أحقاً رحلت ) ؟!
ولماذا لم يستبق مديحي رحيلها؟
 وياحزني بأن سبق رحيلها مديحي لها ولأولادها بمقالة ( عيال الفريج )!!!
  فهاهم أدركوا ذلك؛ فأشعلوا شموع والدتهم في حياتها في كل مكان وزمان...
 والفضل يعود لها بعد الله.. فما كان لله يزكو وينمو...
 
نعم، الصبي منا يعشق هذه المشاهد... فكيف بالشيخ الكبير؟؟... إذ يمد بصيرته من أول الطريق...
 مكتفيا  بــ ( يا الله )، ولقلقة لسانه التي توحي بالحسرة والألم... إنها الأخت والخالة والعمة... 
 
أكاد  لا أبالغ إن قلت بأن كل أبناء الفريج يعرفونها جيداً... 
من شيخهم إلى رضيعهم؛
 لأنها من النساء التي قل نظيرهن....  
حتى وصلنا للمقبرة وهي مكتظة بالناس... رغم الامتحانات والقلق والتوتر والخوف...
 وشريط ذاكرتهم  يمر أمام أعينهم... 
 وكأن لسان حالهم يقول: 
 " كانت تقاوم الحر ماشية على قدميها في سبيل أن تقدم يدي العون لنا،  كانت تقاسم رغيف الخبز معنا "... 
 
أجل، رحلت حاملة بيديها غصن زيتون أخضر...
  مخلفة ورائه أجوبة كثيرة لتساؤلات عدة... 
من هي؟! وماذا تمتلك؟!...
هي العطاء...
هي الوفاء...
هي الإيثار...
 
فقد زرعتِ نفسك ورداً على أكف دعائنا... يا خالتي يا عمتي يا جدتي يا أمي...
 
نعم، كنت هنا فرحلت!!!
 
نسألكم الدعاء لها وللجميع...
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/16



كتابة تعليق لموضوع : هنا كانت فارتحلت !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net