صفحة الكاتب : واثق الجابري

التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظواهر سلبية؛ أنتجت سلبية الإعلام والثقافة الإجتماعية، وضاع في ضجيجها  ملامح دولة المواطنة؛ ببروز المواطن والحزب والطائفة والقومية والعشيرة، وما أفراد الشعب المجتمعين؛ إلا توابع متفرقة لحلقات أضيق تنطوي على عناوينها، وتمنع طبيعتها إكمال سلسلة الموطن، وتفترق لتبعد في أدنى حدود المشتركات؛ الى مكنونات راغبة بالإنفصال والإحتراب، وتُقسم المجتمع الى رغبات ذاتية؛ تدفع المجتمع الى شتاته بصورة لا إرادية.
الحديث عن يوميات السياسة يشعرك بالملل؛ عندما لا يحلو لمعظم العاملين  في مجالها؛ إلا الطعن بذاتهم وذاتها، وكأن الديموقراطية عالم غرائب وأنجحها الشواذ.
يدّعون حب الوطن وأياديهم تهدم جدرانه، ويتحدثون عن الوحدة وأفكارهم شتى؛ يتلاعب فيها جملة المفلسين والكالحين، اللذين يغيضهم أن يكونوا مفردة من جمع مشارك في بناء دولة مواطنة؛ تساوي الحقوق وتُقسم الواجبات، وبذلك لا يستسيغون إلاّ لغة التخوين والتشكيك وإشاعة نظرية المؤامرة وسوء الظن.
ما نتحدث عن قوى فقدت بوصلتها وشعبيتها؛ فيقع الحاكم بدور المعارض، والمعارض بدور المخرب، والمسؤول بلباس الدكتاتورية والشخصنة والحزبية؛ دون إدراك أن القوة الأكبر مُطالبة بالنجاح ومسؤولة عن الفشل، ولها أكثر تمثيل شعبي له مطالب، وعليها واجبات أكثر تمثيل سياسي، وفي العراق يتحمل التحالف الوطني تلك المسؤولية؛ في دولة كادت تفقد ذاتها وشعبها وحدودها وسيادتها، وهاجمها الفساد والإرهاب، وما يجعل التساؤل أكبر حين لا يجتمع التحالف من عام 2010 الى 2016م؛ إلاّ حين الإنتخابات ويتفرق بعد توزيع السلطة.
دعونا نبحث عن أسباب الخراب والدمار، ولا طرف من حقه التنصل من المسؤولية وإلقاء كرته في ساحة الآخر، ويتفنن الساسة وإعلامهم على إجادة اللعب بمشاعر البسطاء، وكيف يتحدث قادة التحالف الوطني عن الفساد  وتغلغل الإرهاب وبيدهم نصف السلطة والبرلمان؟! أو كيف تجد القوى الآخرى أكبر قوة متفرقة تجذب لطرف منها وتترك آخر، ومن يتحمل ضياع ثروة العراق والأرامل والأيتام التي خلفها الإرهاب والفساد، وإذا كنا نُقر بالمسؤولية فالخلل بالأكثرية الحاكمة، التي سعت بعض أطرافها الى تفرق المصالح المشتركة ومسؤولية حفظ سيادة الدولة وبناءها؛ على مصالح دونية؛ من شأنها تحقيق رغبات من لا يُريد للعراق خيراً؟!
إن التحالف الوطني أمام مسؤوليات كبيرة وفرصة لا يمكن تحقيقها؛ إلا من خلال توحيد صفوفه وخطاباته، ورسم رؤى مستقبلية تضمن سلامة وأمن العراق،  وإحتواء المكونات، وتعويض ما فاته من فرص بناء الدولة التي شتتها فرقته وتناحره.
إلتئام التحالف الوطني يُشكل ضغطاً سياسياً على مركز القرار، وتحديد مشتركات الخروج من الأزمات؛ بإستخدام وسائل ديموقراطية لتفعيل العمل الحكومي والبرلماني.
عندما إختار الشعب ساسة يمثلوه؛ فأن خياره بحث العقلانية والوحدة وبناء الدولة، وما على القوة الأكبر إلا تنظيم نفسها وخطاباتها، وإدراك أن العراق يحمل مقومات النجاح وتجاوز الأزمات؛ في حال تجاوز ساسته حساباتهم الضيقة، وعلى هذا الأساس لابد  على تفعيل عمله المؤسسي ولجانه التي  تشكلت، وتلافي الأخطاء السابقة، وعندما يتوحد الممثل الأكبر للشعب؛ حتما ستلتأم بقية الأطراف، ويدور فلك العمل السياسي حول محور الوطن، ونحو رغبة وأمنيات المواطن، وتنتهي تلك السلبية السياسية والإخفاقات، التي جعلت الشعب شتات متناحر؛ بإعلام سلبي روج لثقافة الإنقسام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/10



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net