صفحة الكاتب : وسام ابو كلل

العَجبُ العجاب
وسام ابو كلل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان ياما كان , كان في زمن هارون العباسي , مجموعة تسمى التنابلة , مجموعة كسرت الرقم القياسي ، بالكسل والاعتماد على الاخرين بإنجاز الأعمال ، الخاصة بهم ,حتى ذاع صيتهم ، فأرسل هارون في طلبهم , فرفضوا مما أدى أن يأمر بحملهم إليه ، ولما جلسوا عنده , قدم لهم الطعام , فلم يأكلوا , فإستغرب وتساءل عن عدم أكلهم , فأجابوا بأن مد اليد الى القصعة وحمل اللقمة تحتاج الى جهد ، فأمر بوضعهم في زورق مثقوب , وانزاله وسط النهر , ليغرقوا .

التنابله ذكروني بمجموعة , عجيب أمرهم ,كانوا فيما مضى من الايام , متسلطين إلى حد لا يطاق , يتمشدقون بالغيرة العربية , والروح الوطنية , وكنا في نظرهم ، رعاة دواب, خير منا اليهود ,ولما دار الزمن ليعيد كُل لمكانه الطبيعي , تعالى الصياح والاتهامات , والبكاء على مدينة ابو جعفر , كأننا سنستبيحها , وكأننا لسنا الجزء الأكبر فيها  ,وصبرنا لأمر كبارنا , على إعتبار أن الجميع أبناء وطن واحد ودين واحد ومصير واحد .
تحملنا لذلك الأمر الكثير من الألم , ودارت دورة الزمان مرة أخرى ، لتجتاح الوطن موجة من المغول , لكن بسلاح حديث ،لتحرق الحرث والنسل ، يقتل الرجال وتسبى النساء , وتفرض افكار ومعتقدات متطرفة وحاقدة , البعض نزح من أراضيهم , لتستقبلهم بيوتنا وحسينياتنا ومواكبنا , نطعمهم ونجوع ، نغطيهم لنبرد , بل وأكثر من ذلك , فقد نطق الحق , بكلمات ، تجمع شبابنا ليكونوا حشدا غطى وجه الشمس , وليغسل بدمه الارض من عار ما لحق بها من اكتساح المغول الجدد .
جماعة هارون , تكاسلوا ان يحملوا بندقية , وان يلتحفوا الارض , بل اثروا النعمة مطالبين بالمدد الغذائي , فكانت قوافل المساعدات تترا عليهم , تريدون تحرير الارض , هي دونكم إذهبوا وحرروها ,هكذا كان كلامهم , إنا هاهنا قاعدون , فجرت الدماء الزاكية , لتطهر الأرض وتغسل عارها , وردة تتبع وردة , تتلقى الموت بصدرها , لتفوز بالشهادة .
الدم يجري ، ليغسل الأرض , النجاسة تنحصر وتتلاشى , والظلام يلفظ أنفاسه الأخيرة , منتظرا رصاصة الرحمة , لينتهي إلى الأبد , عندها اشرأبت اعناق جماعة هارون , كل يريد حصته , وإلا فالعصا جاهزة لتعيق حركة العجلة , ولكن هيهات , فلابد للعراق أن يمضي الى الأمام , بعقول رجاله , ودماء شبابه , لأنه أمل الدنيا . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام ابو كلل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/04



كتابة تعليق لموضوع : العَجبُ العجاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net