صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

الرابح الأكبر
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماالذي يحدث في بلدي ؟ هل انتظرنا الديمقراطية عقودا لتشتتنا ؟ لماذا صرنا ننسى انتمائنا للعراق وينتمي كل منا لقوميته ،لطائفته، لمذهبه ، لأقليته ليستمد القوة ..هل جعلتنا الديمقراطية نشعر بالضعف ليختبيء كل منا تحت خيمة انتمائه الجديد ؟...
حين تتابع الاخبار السياسية ، ستجد المسيحي يشكو التهجير والكردي يشكو حرمانه من حقوقه وتمزقه بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم ، والشيعي يشكو من تجاهل الحكومة ، والسني يشكو من التشرذم والتركماني من التهميش والايزيدي من الاهمال ..لن تجد عراقيا راضيا وسعيدا بما حصل عليه من هبة ديمقراطية وفرصة لممارسة انتخاب من يمثله وقدرةعلى انتقاد الحكومة في العلن ..وستجد تشظيا داخل المكونات والطوائف ذاتها ..
هل تعرف من الرابح الأكبر في هذه الفوضى ؟..انهم المسؤولون الذين يتنقلون كبيادق الشطرنج من كتلة الى اخرى ومن تحالف الى آخر فقط ليضمنوا فوزهم بالانتخابات ، وبعد فوزهم ، يضمنون الحصانة الديبلوماسية والحمايات والمال الوفير والمستقبل الزاهر لاولادهم ، بينما تتناقص اموال الشعب وتتضاءل خدماته وتتبخر احلامه بحياة افضل ومستقبل اكثر ضمانا ..هل يعني هذا ان الديمقراطية اورثتنا الضعف ومنحت القوة للمسؤولين ..فمع كل انتخابات جديدة يتضاعف التشظي وتنشطر الكتل وتنقسم المكونات بينما يتلاشى معنى الوطن وتتحول الوطنية الى شعارات جوفاء لاغير ..
والآن، يبحث المسؤولون عن خيام جديدة ينضوي تحتها المواطنون فيخرجون عليهم بقانون مجلس القبائل والعشائر الذي سينتج عنه مسؤولون جدد ومجالس محلية جديدة وحمايات ورواتب جديدة و(دروب ) جديدة للاستفادة الشخصية..ويقول المؤيدون للمشروع انه يهدف الى حماية وحدة العراق ونبذ الطائفية لكنه يصب ايضا في خدمة المسؤولين ويشرذم العراقيين اكثر فأكثر حين يصبح انتماء الفرد للعشيرة أضمن حماية له من انتمائه للوطن ..هل تضاعف الخوف من الديمقراطية اذن  ليتضاعف معه البحث عن انتماءات اكثر حماية للفرد ؟...
ربما سيلومني البعض ، فالعشيرة قوة وحصانة للفرد من التمرد والانحراف لأنها تعمل على تقويم سلوك افرادها وتوجيههم لكنها عودة ارتكاسية الى الماضي البعيد ..الى ايام كان العرب فيها قبائل متعددة قبل ان يوحدهم نظام الدولة فأين نحن الآن من نظام الدولة ؟ اين الوطن الواحد والهدف الواحد والمصالح المشتركة ..اين ماتعلمناه في مناهج التربية الوطنية عن الوطن والدولة ..هل سيغدو شعارات ايضا ...كما اصبحت الديمقراطية ..في بلدي ؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/04



كتابة تعليق لموضوع : الرابح الأكبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net