صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المتفيّسون!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العربية بحر مديد لا تنضب جواهره ولا تهدأ أمواجه , والمتفيسون مشتقة من التفيّس أي تصفح  الفيس بوك ,  الذي صار متحكما بالتفاعلات والعلاقات ما بين البشر خصوصا في المجتمعات المتأخرة , وقد وجدت فيه ضالتها التي تأنس بها وتنتشلها من مآزق الأيام ونكدها.
ومن عجائب ما ترى أن الناس منشغلة بالنظر إلى الهاتف الجوال وتتفاعل مع صفحات الفيس بوك بنشاط وإلتصاق فائق , حتى لتبدو الحالة وكأنها إدمان وقوة مهيمنة على الناس.
ومن الواضح كلما قلّ العمل وتنامت البطالة إزداد الناس  إلتصاقا بالفيس بوك , وخصوصا عندما يخيم على أيامهم الفراغ.
فالمشكلة أن البشر في هذه العوالم الإفتراضية يعري نفسه ويسكب ما فيه على الصفحات , فيرسم صورته الفاعلة فيه وليست الصورة التي يبدو عليها , ذلك أن المتصفح يجالس نفسه ويحسب أنه في عالم خاص وسوح يتحرك فيها كما يشاء ويرى.
وهذا التواصل العابر للحدود يتسبب بمشاكل وتداعيات شخصية وإجتماعية ذات نتائج سلبية , وربما تكون خطيرة على الفرد والعائلة والمجتمع.
وبسبب ذلك أخذنا نقرأ ونسمع ونرى العديد من المشاكل ما بين الناس بسبب التفاعلات على صفحات الفيس بوك , حتى صار الناس ينشرون كل ما يخصهم وما يرونه ويخطر على بالهم , وكأنهم يغفلون بأن ما ينشرونه ربما يكون ضدهم.
وظاهرة التفيس في بعض المجتمعات قد تطغى على النشاطات الأخرى , وتصبح العمل الدائب والنفاعل الواجب ما بين الناس , مما يعطل الكثير من المهارات الإجتماعية ويخلق وجودا متناقضا ما بين التصور الإفتراضي والواقع الحياتي , فينجم عنه إضطرابات سلوكية وتواصلات سلبية ما بين أبناء العائلة الواحدة.
وعليه فأن التعقل والتأني في التفيس أصبحا من الضروريات الأساسية للحياة الإجتماعية السليمة , بعيدا عن الزعزعات والإنفعالات والتخاطبات العاطفية , التي تتراكم وتتحول إلى مواقف عدوانية ومواطن للكراهية والبغضاء.
فهل سيرعوي المتفيسون ويتحررون من الأصفاد الإفتراضية ويتحسبون , فكل ما يدونونه , سيبقى شاخصا , وما ضاع حرف مسطورعلى صفحات الفيس بوك!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/02



كتابة تعليق لموضوع : المتفيّسون!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net