صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

فاجعة رحيل الرسول الأعظم محمد (ص) 28 صفر*
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لقد كان رحيل النبي الأكرم (ص) الفاجعة الكبرى والفادحة العظمى التي حلت على الإسلام وأبنائه، ومن بعدها تفرعت وتشعبت المصائب والنكبات المتوالية على آل الرسول ومحبيهم وليومنا هذا، حيث تعتبر ذكرى 28 صفر فاتحة كل المصائب والفواجع، ومن هنا وصفتها الصديقة الزهراء هكذا: (خطب جليل، استوسع وهنه، واستنهر فتقه، وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم المصيبته، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى لامثلها نازلة ولا بائعة عاجلة).
يقول آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر في محاضرة له حول مضاعفات رحيل النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ما نصه:
 
اليوم نجتمع بمناسبة أعظم فاجعةٍ مرّت على تاريخ البشريّة على الإطلاق‏، بمناسبة الفاجعة المزدوجة التي مثّل الجزءَ الأوّلَ منها انقطاعُ الوحي في تاريخ النوع البشري. هذه الظاهرة التي لم يعرف الإنسان في تاريخه الطويل الطويل ظاهرةً يمكن أن تماثلها أو أن تناظرها في القدسيّة والجلال والأثر في حياة الإنسان وتفكيره.
 
و [ما] يمثّل الجزءَ الآخرَ من الفاجعة هو الانحرافُ داخلَ المجتمع الإسلامي على يد المؤامرة التي قام بها [جناحٌ‏] من المسلمين بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فانحرف بذلك الخطُّ عمّا كان مقرّراً له من قِبل النبي، ومن قِبَل الله تعالى.
 
كان هذا اليوم المشؤوم بدايةَ انحرافٍ طويل، ونهايةَ وحيٍ طويل، نهايةَ عهدٍ سعيدٍ بالوحي، تمثّل في مائةٍ وأربعةٍ وعشرين ألف نبي- كما في بعض الروايات‏ -، وكان بداية ظلامٍ ومحنٍ ومآسٍ وفواجع وكوارث من ناحيةٍ اخرى، تمثّلت في ما أعقب وفاةَ النبي من أحداث في تاريخ العالم الإسلامي، هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً قويّاً بما تمّ في هذا اليوم من الفاجعة. انتهى
 
أقول : بعد هذا التأسيس والتبليغ
فهل من المعقول أن يموت صاحب الشريعة الإسلامية والمقتدى لقوافل المسلمين على مر القرون والأجيال ـ بلا وصية؟؟ هل يمكن أن يأمر النبي أمته بالوصية ويتركها هو؟ وعمله حجة وسنة يأخذ بها المسلمون؟ وهو القائل: (من مات بلا وصية مات ميتة جاهلية).
 
إن الأخبار والأحاديث والنصوص الواردة حول وصية النبي (صلّى الله عليه وآله) مستفيضة متواترة، وقد زعم بعض الناس أن رسول الله مات بلا وصية وهم يبتغون من وراء هذا الافتراء تبرير مواقف بعض الأفراد، ولا يهمهم تشويه سمعة النبي والمس بكرامته والحط من مقامه.
وللمرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين كلام قيّم حول هذا الموضوع تقتطف منه محل الحاجة، قال ـ تغمده الله برحمته ـ : ونصوص الوصية متواترة، عن أئمة العترة الطاهرة، وحسبك مما جاء من طريق غيرهم في قول النبي (صلّى الله عليه وآله) وقد أخذ برقبة علي: (هذا أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا).
رواه محمد بن حميد الرازي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (لكل نبي وصي ووارث، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وروى الطبراني في الكبير بالإسناد إلى سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إن وصيي وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهذا نص في كونه الوصي، وصريح في أنه أفضل الناس بعد النبي، وفيه من الدلالة الإلتزامية على خلافته، ووجوب طاعته، ما لا يخفى على أولي الألباب.
 
وكانت اللحظات الأخيرة من حياة النبي (ص) يناجي فيها عليا يوصيه
ويعلمه قبل أن تقبض روحه الطاهرة
وهو في حجر الإمام علي وهو ما تؤكده  روايات الفريقين سنة وشيعة
تقول أم سلمة : والذي أحلف به ، ان كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدنا رسول الله ( ص ) غداة وهو يقول : ( جاء علي ، جاء علي " مرارا فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة قالت : فجاء بعد ، قالت أم سلمة : فظننت ان له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ( ص ) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا.
 
وفي مسند أحمد ج 6 / 300 أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 / 138 - 139 وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في بابه أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الإمام علي ج 3 / 16 - 17 بطرق متعددة ، ومجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي 9 / 112 ط . دار الكتاب بيروت ، وكنز العمال ج 15 / 128 ط . الثانية بحيدرآباد ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، وتذكرة خواص الأمة لابن الجوزي باب حديث النجوى ، والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل وخصائص النسائي .
فلم يكن الإمام علي (ع) ليفارق النبي 
(ص) الى آخر لحظات حياته المباركة
بحيث كان البعض الآخر يخطط ويرسم من أجل اختطاف الوصية والخلافة بعناوين وهمية وأقنعة زائفة ولقضاء على الإسلام المحمدي
واختراع اسلاما غريبا عن القرآن  يناسب تطلعات المغتصبين السياسية 
فلم يمتثلوا أمر الله ورسوله في أن الخلافة حق ثابت للخليفة الشرعي
المختار من قبل السماء وما ورد في دعاء الندبة يصور حقيقة ما جرى بعد وفاة النبي صلوات الله عليه وآله.
لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/29



كتابة تعليق لموضوع : فاجعة رحيل الرسول الأعظم محمد (ص) 28 صفر*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net