صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

ظاهرة السير الى كربلاء والاعلام العربي
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن الانسان قد يصاب الحيرة عندما يرى ظاهرة غريبة وتراه يبحث عن تفسير مقنع لتلك الظاهرة، أما إذا صارت الظاهرة حالة عامة فالعجب يزداد ويصعب البحث عن شيء مقنع لها.

 
وعندما يتأمل الانسان في مسيرة العشق الحسيني وما يحصل فيها من أعمال سير لمسافات شاسعة وبذل لكل ما يملكه الانسان يشعر بالعجز عن تفسير مثل هذه الأمور وكأن الله أراد ان تبقى هذه الأمور اسرارا لا يعرف كنهها سوى المتيمون بالحسين عليه السلام.
 
 وفي كل عام ترى المشاركة تزداد والاعداد تتضاعف ولا توجد في المقابل أي حيرة في مأكل أو مشرب وكأن الجميع جاء برزقه معه وترى الطرقات تغص بأنواع الطعام ولا أحد يأخذ منها والاجناس قد تداخلت والألوان واللغات وأصبح الطريق الى الحسين حديقة زرعت بشتى أنواع الورود فمن تقصى بلاد الأفارقة الى أقصى بلاد أوربا ترى الجميع يجتمعون على غير ميعاد ليس لهم سوى هدف واحد هو الوصول الى الضريح الطاهر الذي انتصر بدمه على كل الطغاة.
 
وخلال السنوات الأخيرة حار العالم في هذه القضية بعد أن نقل الاعلام عدد الأشخاص الذين يدخلون في كل عام من أجل المشاركة في هذه المسيرة فأخذت بعض المؤسسات تتحدث عن الشعب الأول في تقبل الضيوف من خارج وأصبحت بعض المؤسسات تبحث عن الطرق التي تستخدم في جذب الناس لمثل هذا المكان وهكذا ... فالكل يبحث عن التفسير والحقيقة لا يوجد تفسير وإنما توجد حالة جذب رباني بين قلوب الملايين تلتقي فيها عند نقطة واحدة وهي أرض كربلاء التي أصبحت كعبة للعاشقين ومناراً للمستضعفين؛ إذ أصبح الحسين عليه السلام هو النور التي تلتقي عليه كلمة الإنسانية والضمير الذي أيقظ الكثير من الشعوب النائمة تحت سلطة الظالمين ...
 
أما العدد فقد فاق كل التوقعات لأنه لا يوجد تجمع بشري بهذا المستوى لا تتدخل فيه دول أو جماعات أو مؤسسات وعندما ننظر الى الحج فنحن نقارن بين الواحد الى العشرة أو الواحد الى العشرين والعدد لا يتوقف الا بإغلاق الحدود ومنع المزيد...
 
وكان السؤال الذي حير الاعلام: لماذا لا تتم الاستفادة من هذا التجمع اقتصاديا ولماذا نرى أصحاب المهن يأتون لهذا المكان ليمارسوا أعمالهم بالمجان وهم قادرون على اخذ الأجرة؟
 
والأغرب من هذا ماذا يستفيد هؤلاء الذين يمسحون أحذية الماشين ولماذا يجمعون الغبار الذي علق بتلك الأحذية؟؟؟
 
إنها أسرار جاءت المؤسسات الإعلامية الغربية لتقف عن كثب على تلك الاسرار وتفهم الامر الحاصل فيما يغط الاعلام العربي في نوم عميق وكأن الأمر لا يعنيهم مع أن أبناء بلدانهم مشاركون في تلك المسيرة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/27



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرة السير الى كربلاء والاعلام العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net