صفحة الكاتب : عباس طريم

لماذا يخاف العرب وصول ترامب للرئاسة ؟
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الكل يعلم , بان استطلاع الراي , وتحليل كبار الخبراء والمحللين السياسيين وتسليط الضوء على احد المرشحين من قبل الاعلام , لا يأتي بنتائج متوقعة أحيانا في الولايات المتحدة الامريكية , خاصة ان أمريكا محكومة بنظام انتخابي لا يعتمد على كثرة الأصوات في الدوائر الانتخابية  .. والدليل , ان الجميع توقع فوز المرشحة كلنتون , وكلنتون نفسها كانت تستعد للاحتفال بالفوز , لكن الزلزال الترامبي قلب الامور راسا على عقب ,  وكذب جميع التوقعات , واطاح بكل التحليلات المنطقية
  وهذه بعض التصريحات لكبار السياسيين والمحللين الذين وجدوا البون   
الشاسع , والناتج عن عدم تطابق نتائج الاستطلاعات ونتيجة الانتخابات؟
أندرسون كوبر: قلنا سابقا أنها ستكون ليلة تاريخية وهي كذلك بالفعل على أكثر من صعيد. سيد ديفيد أكسلرود! كيف أخطأت جميع استطلاعات الرأي بمعرفة هوية الفائز.
ديفيد أكسلرود، مستشار سابق بإدارة الرئيس باراك أوباما: الأرقام فحسب
أكسلرود: علينا النظر إلى نتائج استطلاعات الرأي بعد التصويت، وبصرف النظر عن صحة الأرقام التي ظهرت فيها، إلا أن الواضح أن هناك توقا للتغيير لدى الكثير من الأمريكيين وكان هناك تعاطف واسع مع أولئك الذين ينتابهم الغضب من أداء الحكومة الاتحادية وقد صب هذا الدعم بشكل كبير لصالح دونالد ترامب رغم أن ثلثيهم كانوا يرون بأنه غير مؤهل ولا يمتلك الصفات المطلوبة للرئاسة .
واي كانت الأسباب التي رشحت كفة السيد ترامب , فسوف يبقى انتخابه امرا داخليا  لا علاقة له بالخارج , الا بما يتعلق بالبرنامج الانتخابي له كمرشح , وما اطلق عن لسانه من تعهدات قابلة للتنفيذ في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية , وحتى هذه لا يمكن الاعتماد عليها وممكن ان تكون وعودا فقط للحصول على أصوات , لا اكثر ولا اقل .
المهم الان , والذي نسعى الى تحليله وتجليات بواطنه الخفية هو : لماذا يخاف العرب من صعود السيد ترامب ؟ , وما هو المتوقع منهم لمواجهة ما صرح به , في حالة التأكد من المسعى لتنفيذه ؟
بصراحة اقولها : لا شيء . لا احد بامكانه مواجهة الاعصار الأمريكي , فقد تعود العرب على التنفيذ , وتعود الرئيس الأمريكي [ أي كان ] على اصدار الأوامر . ولان العرب اليوم في تقاتل مستمر فيما بينهم , ولا يمكن لهم ان يتفقوا على راي او نهج يبيضون فيه وجه التاريخ كأمة من الممكن ان تدافع عن نفسها عندما تشعر برياح الخطر تهب على ارضها وقد تقتلعها من الجذور .
فسوريا في حرب مدمرة منذ 5 سنوات , وقتال بين كر وفر ولا احد يعلم كي ينتهي الامر ولصالح من , والعراق يقاتل الدولة الإسلامية التي احتلت بعض المناطق المهمة والواسعة ,  وجيوشه تقاتل على عدة محاور لاعادتها , واليمن غارق في بحر من الدمار التام تحت تاثير [ عاصفة الحزم ] التي احالته الى ركام , ولبنان الغير مستقر والمنقسم على نفسه الى مؤيد الى السعودية , واخر الى ايران , ويسوده الاضطراب وعدم الاستقرار .
وليبيا في حالة لا تحسد عليها من الاقتتال الداخلي والانقسامات الحادة بين أبناء البلد الواحد الذين لا يعرفون ان يتفقوا على حكم البلاد , منذ الإطاحة بقائدهم معمر القذافي وقد خسروا من الأرواح , اضعاف ما خسروه في حربهم ضد الرئيس القذافي , ومصر العربية , لا زالت بواد والأمة بواد , وهي في حرب دامية مع " اخوان المسلمين " الذين يقومون بعمليات إجرامية تكاد تكون يوميا ,  
هذه حالة العرب اليوم , حالة يسودها التفكك والانقسام والاقتتال  , وهي اشبه بمجموعات فقدت طريقها واخذت تتخبط في حالة من الياس وفقدان الامل .
وكل دولة تتامر على الأخرى بطريقتها التي تفهمها ولأسباب تافهة لا ترقى الى وضع الدول التي تتخطى بعض الهفوات , وتمرر ما لا يمس بامنها القومي.
ان الدول العظمى , لا تحترم الضعيف وتعامل الدول .. كل حسب ثقله السياسي
وترسانته الحربية , وتأثيره في الساحة الدولية ,
والعرب لا يعنيهم التطور , لا من قريب ولا من بعيد . وهم يعتمدون على ما يصنعه الغير من الاسلحة لشرائه جاهزا . والمعلوم عن الدول العظمى , انها لا تطرح كل انتاجها العسكري
وهناك من الأسلحة ما تحتفظ بها لاجل التفوق النوعي , وكي تحافظ على بقاء  ميزان القوى لصالحها . 
ان القوي يفعل ما يشاء اليوم , وحتى القانون الدولي لا يستطيع محاسبته لانه قوي
بما فيه الكفاية , والكل تطلب وده والتقرب منه , ومن يخرج عن طوعه , ولم يكن على قدر المواجهة ولم يستعد لها كما يجب , فنهايته محتومة مهما طال به الزمن . فنحن نعيش اليوم , على وقع نظرية سيدنا " دارون " التي لخصها في كتابه " اصل الأنواع " والتي اثبتت ان " البقاء للاقوى " لانه الاصلح والاقدر.
[ حكي ان اسدا وذئبا وثعلبا , خرجوا للصيد والقنص في الغابة , وقد صادوا , حمارا وغزالا وارنبا , وعادوا بصيدهم الى عرين الأسد . فقال الأسد : أيها الذئب اقسم بيننا فقد عرفناك عادلا .
فقال : ياسيدي لا يحتاج الامر الى لبيب , فالحمار لك انت , والغزال لي انا , والارنب
لصاحبنا الثعلب. واظنها قسمة عادلة لايعترض عليها احد .فقام الأسد غاضبا
وقال : تقدم قليلا أيها الذئب , خاف الذئب وتقدم بخطا متعثرة .
فعاجله الأسد بضربة اطاحة براسه . ثم التفت الى صاحبه الثعلب قائلا : القول لك الان أيها الثعلب فاحكم بيننا .. وكان الثعلب قد فقد رباطة جاشه , واخذ يرتعد من الخوف واهتزت فرائصه  وتبلل سرواله بماء الرعب . لكنه تحامل على نفسه وقال بصوت يكاد لا ينسمع من الخوف :
ان الحمار لسيدي الاسد يفطر به , وان الغزال لسيدي الأسد يتغدى بها , والارنب لسيدى الاسد يتعشى بها وما يتبقى منها من فضلات , يستحقها خادمكم الثعلب .
فضحك الأسد , وتوجه نحو الثعلب وقال  : يا ثعلب ما عهدناك فيلسوفا ولا عالما
                       
فكيف نزل عليك الوحي لتكون عادلا الى هذا الحد الذي لا نتصوره .؟ وكان
الثعلب قد اصطكت اسنانه من الخوف , باقتراب الأسد منه واعياه النطق وكاد يخشى عليه , لكنه جمع ما تبقى لديه من رباطة جأش واشار الى "راس الذئب" الذي تدحرج حتى وصل اليه [ ففهم منه ان راس الذئب هو الذي الهمه الحكمة في التقسيم ] والتي بها فقط انقذ راسه  , قبل ان يطاح به . 
   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/26



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يخاف العرب وصول ترامب للرئاسة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net