صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

التحالف الوطني يخون العراقيين بحقن دماءهم...!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يرهق المواطن نفسه أحياناً، بالبحث عن تفاصيل علبة الطعام، تحسباً للحفاظ على حياته، ويزهد بالبحث في مشروع وطني..! يهتم بحياته وحياة الأجيال من بعده، خصوصاً وهو لم يدرك شخص تسمم قبله، بنفس العلبة، ولكن شاهد ملايين الأرواح تُقتل أمامه، بسبب غياب أو تأخر هذا المشروع، ولسببين:- أولهما: سذاجة تتملك عقول وأنفس البسطاء، وتُدرك الأمور على أشكالها لا مضامينها، أضف إليه ثانياً: الإعلام المضلل القوي، الذي بدأ يصور ذلك المشروع، شبح يهدد العراق!
مشروع التسوية الذي تبناه "التحالف الوطني" مؤخراً، ما هي بنوده؟ وما هي أسسه؟ومن هم شركاءه؟ وأنا أقرأ ذلك المشروع بكافة ما ينص عليه، وجدته هو قارب الإنقاذ، الذي يتكفل بحل الأزمة، وإخراج الجميع من التيه السياسي، وبحر الدم والفساد، الذي ضرب العراق، ومن الغريب أن أسجل لهذا المشروع، معارض واحد، ولكن أتفاجئ اليوم بكثرة المنتقدين له، في الوقت الذي لم يطلعوا على أبسط هوامش بنوده، وكيفية تطبيقها على الواقع.
جُل ما عرفت من المنتقدين، ان المشروع سيرجع بعض من صدرت عليهم مذكرات القاء قبض، بتهم القتل للحكومة! ولعلها مزحة او أكذوبة، كالتي غرسها معاوية في أذهان الشيعة، وصور لهم أن "الإمام الحسن" ترك شيعته مقابل ولاية العهد، الأمر الذي جعل من "الإمام" في موضع اللائمة، من قبل شيعته والمقربين منه! أو لعلها تشبه كذبة "المأمون" عندما صور للشيعة، أن "الإمام الرضا" باع شيعته بمنصب ولاية العهد، الأمر الذي أوصلهم الى محاولة إغتياله! اليوم الوقوف بوجه هذا المشروع، ومحاربته وإطلاق الاباطيل ضده، هي نفسها تلك التي صدقها الشيعة ضد أئمتهم.
مشروع التسوية، يهدف الى لم شمل الشركاء السياسيين، وإعادة سلسلة جديدة من المفاوضات للتفاهم، والخروج بنتيجة تخرج البلد من ضائقته، ولا صحة لرجوع المطلوبين قضائياً، ولكنها أكاذيب وأباطيل إشترك بها المطلوبين أنفسهم، وبعض الجهات المستفيدة من الوضع المزري للعراق، للحيلولة دون تطبيق المشروع، وإبقاء العراق على حاله، ومن الغريب وبعد هذا المخاض السياسي العسير، يبقى الى اليوم الشعب العراقي بهذه البساطة، التي تنطلي عليه الأكاذيب بسهولة.
المشروع، يحقن دماء العراقيين، ويوجه دفه الحكم بالإتجاه الصحيح، ليسرع بإنتشال البلد من الأزمة، من حيث تضيق فجوى الإختلاف، بين الشركاء السياسيين والحكومة، وليس إعادة للمطلوبين كما يروج بعضهم، وعلى الشعب ان يقف موقف جدي، مساند لهذا المشروع، ونحفظ ما تبقى لدينا من أرواح لم تزهق، ودماء لم تراق، وأموال لم تنهب، وسياسة لم تفنى، وليس في هذا المشروع، باب للسجال والمناكفات السياسية، وإستخدام الجماهير البسيطة، أدوات لضياع العراق الى الأخير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/26



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الوطني يخون العراقيين بحقن دماءهم...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net