صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

الشعائر الحسينية بين وصايا المعصوم وتهذيب العلماء
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 حلقة الوصل بين عاشوراء الملحمة والموالي المعزي:
عاشوراء ملحمة الاباء وتضحية المجاهدين العلماء وكفاح الانصار الزاهدين بممالك الدنيا والحياة , سادتهم الفضيلة والتقوى وحصنتهم الشريعة والقران, وميزتهم المعرفة والعلم حتى انتجوا ملحمة كربلاء .
ملحمةٌ ساد الحسين وانصاره العالمين بحروفها المطرزة على نحت الذهب ومعانيها الانيقة بعيدة النظر , فهي الالهام لكل ملهم بل ان قطرات الفداء في كربلاء ودماء الملحمة كانت لكل قطرة منها ملحمة ومعنى وأسلوب وهدف وغاية ووسيلة كان عنوان تلك الملحمة , الفداء في عاشوراء وربط الجأش وتحمل البأس قرباناً الى الله تعالى .
هكذا ملحمة تستحق المتابعة وتستحق الاعادة لذلك كان ولازال هناك الموالي المستعد لأعادتها يوميا فكل أرض كربلاء أين ماحل وأرتحل العاشق كان همه معشوقته كربلاء بتصوراته وأمانيه وحبه ووفائه وكل يوم عاشوراء بملحمتها وأهدافها وغايتها التي يعمل الموالي على إخراجها والاعتبار بها , فهي غاية الالهام ومنطقية العارف , لذلك عاشوراء الملحمة المقدسة . متجددة في روح الانسان وصيرورته راجع لها ؛ لأنها محطة الولاء المنقطع الى الله تعالى .
 
تأييد المعصومين لأقامه الشعائر :
الشعائر مصدر من مصادر الالهام الحسيني ومدرسة من مدارس عاشوراء الملحمة والفداء وواقعا ان لكل انتاج مثقف وحامل بين طياته فكرا معين لابد ان يكون ذو هدف و أن من أسمى اهداف الشعائر الحسينية هي أحياء ذكرى عاشوراء بالمتتابعات الزمنية والتثقيف للإصلاح الذي أراده الحسين في المجتمع الانساني على شكل العموم لذلك مثلت الشعائر من الاهمية ما مثلت حتى اعتبرت الخط الاحمر لدى الكثير من المؤمنين وهي كذلك لأن الحسين كان لله فأعطاه الله ملك الافئدة ليكون العبرة والعبرة قال تعالى {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37] وقد رفض المعصومين الغلاة والمغالات بأي شكل من الاشكال حفاظاً على روحية العقيدة وسلامة الدين من التوهين ودعا المعصومين الى أقامة الشعائر على شكل يجذب المحبين الى خط الرسالة المحمدية من خلال طرح العقائد السليمة وفق الشعائر المطروحة مع التنوع وقد جاء عن زرارة بن اعين عن ابي عبد الله الصادق انه قال: ان السماء بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم، والارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد، والشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه اربعين صباحا وما اختضبت امرأة منا ولاادهنت ولااكتحلت ولارجلت حتى اتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده [مستدرك الوسائل للنوري] , هذا تأييدٌ واضح في اهمية اقامة الشعيرة الحسينية مع مراعات حسن التصرف في تتداولها.
 
ضرورة الاعتدال والسير بالمنهاج العلمائي التهذيبي:
الاعتدال رأس الحكمة ومصدر الانتقاء بالأفعال والسلوكيات وهو سيد الاعمال التي يصل بها الانسان الى ربه ويرتقي من خلالها منصتُ الانسانية , لذلك دعى الله الناس بالحكمة والموعظة لما لها عدليةٍ وأثرٍ على قلوب الملبيين ومن الواجب ان تكون الشعائر التي يمارسها الموالي ضمن منهج الاعتدال بل لابد التَّطبع بمثاليته وشخصيته, ولايمكن التحقق لهكذا اعتدال ان لم يرسم للشعائر منهجاً وشرعةً مميزة متكئة على اثر العلماء ومناهجهم الفكرية كما لابد التنويه ان العلماء لا يحتكروا عقول المجتذبين والمقلدين لهم اذ دائما دعواتهم تنادي بالتفكر بالمواضيع المطروحة وخصوصا الحساسة والشرعية منها , لكن لابد ان يكون المناقش ذو أهلية فكرية تناسب ونوعية النقاش , وكيف لا والله قد دعى الناس الى التفكر بمنهج ليس له مثيل منهاج القران الكريم {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82] .
 
الشعائر و محاكاة الاصلاح :
أن المهمة التي ضحى ونهض وأجتهد الحسين (عليه السلام) بإظهارها هي مهمة إصلاحية بل ان عنوان حركته الرئيسي هو الاصلاح في امة النبي (صلى الله عليه واله) وعلى هذا لابد ان يكون اي شيءٍ له اتصال بالحسين (عليه السلام) وحركته الجهادية ذو باع أصلاحي وهدف توعوي مهمته تطهير المجتمع الانساني لا الإسلامي فقط ودور واسع بالنهوض و الرقي بالواقع الانساني .
فالشعائر واقعا هي محاكاة لتلك الثورة بطرق متعددة كمجالس المواساة واللطم وركضة طويريج وغيرها ممن تدعو الى سلامة الانسان وتطوير فكره وهذا الهدف الحقيقي وراء أقامة الشعائر المقدسة فهي المحاكاة للإصلاح الحسيني والسبيل الاوفى للحفاظ على المنهاج القدسي لنهضة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/26



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية بين وصايا المعصوم وتهذيب العلماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net