ويبقى الشرف يستجدي الطهر من أطراف عباءة المرأة العراقية
ماجد حاتمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الغضبة العراقية ضد صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية، بسبب تقرير مفبرك عن “الولادات غير الشرعية في المناسبات الدينية بالعراق”، نشرته الصحيفة في عددها الصادر يوم الاحد 20 تشرين الثاني/نوفمبر، فاجأ العالم اجمع وفي مقدمته ممولي الصحيفة.

العراقيون استشعروا ان هناك مخططا تنفذه جهات عبر صحيفة “الشرق الاوسط”، يستهدف اهم عوامل القوة في العراق وهي مراسم احياء ثورة الحسين (ع)، والمرأة العراقية، والعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين العراقي والايراني.
من المؤكد ان “المادة” المفبركة التي نشرها موقع “اصوات حرة” المغمور، جاءت بتوصية من قبل ممولي صحيفة “الشرق الاوسط”، بهدف ابعاد اي شبهة عن الصحيفة في حال نشرت تلك “المادة” على صفحتها، الا ان كيدهم ارتد اليهم بعدما نددت منظمة الصحة العالمية بالتقرير ووصفته بالمفبرك والمغرض، وبعد الغضبة العراقية التي قلبت سحر صحيفة “الشرق الاوسط” عليها.
من يقف وراء هذا التقرير المفبرك يعرف جيدا عوامل القوة لدى العراقيين، فهو استهدف ابرز هذه العوامل، وفي مقدمتها “ثورة كربلاء”، التي تعتبر اقوى عامل ساهم في جعل جذوة التشيع والاسلام الاصيل متقدة في قلوب اتباع اهل البيت (ع) في العراق، فهذه الثورة هي التي اتت على كل ما صنعه ائمة الجور والحاقدون والتكفيريون قديما وحديثا، وجعلته هباء منثورا.
  اما عامل القوة الثاني الذي استهدفه تقرير صحيفة “الشرق الاوسط”، هو “المرأة” العراقية، لانها “الأم ” الذي خرج منها كل هؤلاء الرجال الحسينيون الذين شربوا حب الحسين واهل البيت (ع) مع لبنها منذ طفولتهم، حتى قال قائلهم : لا عذب الله أمي إنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن – وكان لي والد يهوى أبا حسن فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن.
اما العامل الثالث الذي استهدفته صحيفة “الشرق الاوسط“، وهو عامل تعرض في السنوات القليلة الماضية، لحملة شعواء من قبل المعسكر المعادي لاهل البيت (ع) في العراق، هو العلاقة التاريخية والمتميزة التي تربط الشعبين الشقيقين العراقي والايراني، فالصحيفة حاولت وبشكل مقزز ومشين وطائفي مقيت وبعيدا عن اي قيم انسانية واسلامية وعربية، ان تتعرض لهذه العلاقة، عندما ربطت حصول حالات ولادات غير شرعية بوجود الزوار الايرانيين في العراق، ظنا منها ان ستوجه ضربة لهذه العلاقة التي لم تفلح كل محاولات الطائفيين والحاقدين للنيل منها بهدف الاستفراد بالعراق.
قد يُصدم البعض وهو يرى كل هذا الانحطاط الاخلاقي والمهني لصحيفة “الشرق الاوسط”، التي لم تتورع عن استخدام هذه الاساليب الدنيئة لتحقيق اهدافها في النيل من عوامل القوة لدى العراقيين، ولكن حالة الصدمة هذه ما اسرع ان تزول لو عرفنا، ان هذه الصحفية وزميلاتها، تعمل ليل نهار من اجل ترويج عقيدة دموية شبقية لا ترى في الاخر، الا “كافرا”  يجب ان يُقتل، او “أنثى” يجب ان تُغتصب، الم يفت مشايخ هذه العقيدة، بجواز قتل كل من يخالف عقيدتهم في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي لبنان؟ اليسوا هم من افتى بـ”جهاد النكاح”؟ الم يفتوا بعدم جواز خلوة البنت بابيها الا في وجود محرم!!، حتى لا يوسوس له الشيطان وهو ينظر الى جسد ابنته؟ هذا غيض من فيض الاف الفتاوى ولا تجد لهذا الدين من اثر في الجوانب الاخرى من الحياة العلمية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والثقافية والفنية، واذا ما شذ شيخ ما من شيوخ هذه العقيدة وتطرق الى الجوانب العلمية، فنراه يتحفنا بنظرية “تؤكد” ان الارض لا تتحرك وكل ما قيل عن حركتها حول نفسها وحول الشمس ما هي الا اباطيل من صنع الكفرة او اعداء الدين!
الغضبة العراقية، ضد الانحدار الاخلاقي للقائمين على صحيفة “الشرق الاوسط” والعاملين فيها من العراقيين في مكتبها في بغداد تحديدا، وقد تبين انهم من ايتام النظام الصدامي، اثبتت ان ثورة الحسين (ع)، مازالت متوهجة في قلوب العراقيين، وان الشرف يستجدي الطهر والعفة من اطراف عباءة الام والأخت والزوجة والبنت العراقية، وان العلاقة الاخوية والروحية والتاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين الشعبين الجارين الشقيقين العراقي والايراني، ستبقى اكبر من دسائس الحاقدين، ببركة الحسين عليه السلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد حاتمي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/23



كتابة تعليق لموضوع : ويبقى الشرف يستجدي الطهر من أطراف عباءة المرأة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net