صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

رمتني بداءها وانسلت.... حوار سعودي عراقي
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سئلني احد السعوديين في شبكة البالتوك بعد كنت اتحدث عن التحرش الجنسي للاطفال في المملكة في تقرير نشرته mbc  كشف عنه مركز جلوي بن عبد بن مساعد لتنمية الطفل بأن كل 5/22 بالمئة من أطفال المملكة يتعرض للتحرش الجنسي، اي ان واحد من كل اربعة يتعرضون في مملكة هبل الى التحرش، وان 90 بالمئه يتعرضون الى ذات الامر من قبل أقرباءهم .

فجأة يقاطعني سعودي وبكل وقاحة واستهزاء : وماذا بعد، اركبوا أعلى خيولكم، وافعلوا ما شئتم ؟ انتم تصرخون ثم تهمدون، وأي ردة حقيقة على أرض الواقع لا تنتجون . حسبكم ننسى، ما فعله " فائق البطاط " من ضربه حواشي واطراف مخفر للسعودية قبل 3 اعوام ؟

ادركت ان الانفعال غير مجدي، فلابد من المرونه، نعم نحن ننفعل جدا ونخمد جدا بعد حين قصاد انفعالنا، وكانه وجبة سريعه، يلازمها اسهال النسيان، وما علاقة ما نحن بصدده بتلك الحادثه فسئلته:ايها السيد ما نوع الضربة التي ضربتم بها؟   أجابني بالهاونات

كم قتيل وقع في صفوفكم، وكم بناية تهادت الى الارض على ساكنيها ؟

قال: ليس المهم القتلى والبنايات وانما الاعتداء على سيادة دولة . 

وبكل هدوء اجبته : نعم ايها السعودي، انكم تحترمون الدول وشعوبها وسيادتها وعدم التدخل في شؤونها، وانكم من الشفافية كالنسمة ومن النزاهة تنحني لكم القامات عدلا وقسطاطا. 

وبأرتياب وكأن خوالج النفس الدفينه بدأت تتسلق من الاغوار لتفح سما ، حين يكمن فيها الشيطان وهو يرتدي جلباب الشاكي المظلوم فأجاب : أظنك في ريب ومراوغة مما تقول، وان كان تصورك فيما تضمر، هل تظننا حمائم ؟ 

استغفر الله ايها الشقيق السعودي، ولكن كم امعنتم فينا قتلا ، وكم امددتم الى ابادتنا من أذرع وحشية، وخراف بالديناميت والسيفور محشية ؟ كم ضحايانا ، اطفال ونساء وشباب وشيوخ تجاوزت مئات الالاف وبنى تحتيه ؟ كم امتدت أذرعكم من الداخل والخارج الى مفاصل حياتنا قتلا وابادة ، اشلاءا وبقايا أجساد لا نعرف لها هوية. 

قاطعني الرجل وكأنه يفاجئني بالحقيقة التي تحرج وكأني دعي : اين برهانكم ودليلكم واثباتكم على اننا الفاعلون ؟

عفوا ايها الشقيق لقد أحرجتني . انتم لا تحتاجون برمتكم الى دليل ، من مواقف حكومتكم لاعلامكم لمشايخكم لفتاويكم لخرافكم المودعين في السجون ، ما بين من مسك بالجرم المشهود وما بين أميرا للوحوش الذي قتل المئات من العراقيين ، وكل أذرعتكم التي ابادة الامة من شمال افريقيا الى سوريا ؟ 

لازال الغرور بل الغل يملأ صدر هذا الوهابي الذي لا يعرف الا الحقد على البشر . 

فسئلني باستعلاء وعلام سلمتم السعوديين اذا كانوا قتله الى المملكه؟ أهو خوفا ضعفا، ام انكم لم تمتلكوا الدليل ؟ 

لا ايها السيد "السلولي " هي بادرة اخذت ثلاث منحنيات . الاول بادرة حسن النية، والجدير والافضل من عمل ابتداءا لفتح صفحة جديده . والثانية من مسؤول تصرف اما بذكاء ليعلن للعالم سجيتنا الطيبه ، اما غباءا منه حين لم يقرا خوالج انفسكم وديدنكم التي تريد ان تمسح هذا الكرم الذي لم تألفوه . وثالثا انكم اطحتم قطع رؤوس العراقيين في سجونكم، فاردنا انقاذ البقيه بهذا التبادل فرجع صاحبنا الاقرب الى الغباء بخفي حنين. 

وبتشنج وكأن الوجوه الصفراء تحمل اللؤم بعلة ودون علة، وبحماقة من فقد القدرة بادر بصوت مخنوق: لم تجبني عن موقف حكومتكم من " البطاط " أراك تتهرب ؟

 أي بطاط تتحدث عنه، مالكم تحملون وزر احقاد القرون ؟ ان من يخرج عن القانون لا يمثل الدولة حكومة وشعبا وارضا . ومن أين نحمل لكم الاعتذار ، اذا فرغ السند القانوني لرجل خارج حدود الضوابط التي تكلفنا الاعتذار .

 ولكن اسئلك هل اعتذرتم انتم يوما لجرائمكم بحق شعبنا بالجرم المشهود ؟ هل اخرستم دعاة قتلنا من عورانكم هل اوقفتم " العريفي " وهو يعتدي على بلدنا ومقدساتنا وائمتنا باسفل ما يملك لسان وسخ وعقل نتن وفكر قاتل ؟ اسمع ايها السعودي، هناك أدوات يستخدمها المفلسون حين ينحصرون بزاوية ضيقه. حكومتكم تريد ان تشغل داخلكم ، ويوجهونه الى حيث ابتدؤا من ابقاء الجانب الطائفي مشتعلا، وضياع سلطة الممالك التي اوشكت ان تنتهي بعد انتهاء ورقة ضغط البترول ، حيث العراق القادم بتصدير بتروله بتزايد ، وحيث " نفط الصخور " الامريكي الذي سيغطي الحاجة الامريكيه وربما ما يفيض، وستكونون مجرد مملكة كانت براميل نفط ، ودعاة قوة انتهت عند حدود مقاتلي افقر بلد في العالم .

 

وبكل تبجح رد علي الرجل وكأن الحقيقة تباغت من يريد اخفائها: ان تركتنا امريكا فهناك اسرائيل، وهي تستطيع ان تمسحكم عن وجه الارض . اسمعت ايها العراقي ما قاله الرئيس الامريكي ترامب عنكم : انكم بلد بلا سيادة، وان حكامكم سراق، وانه سيحتجز النفط العراقي .

أصابني ارتعاد، حين يشير القاتل الى مواطن الخلل المؤسسة في جسد بلدي، وكمن يهرب من الرمضاء للنار، اوجعني ان يقال عن بلد قدم مئات الالاف من شهداء الحرية، أن يعيرني العار والشنار، عن بلد الاحرار والثوار، عن بعض اللصوص، اللذين أتت بهم الصدفة . لتجعل الامعات والقتله، مرة يطعنون في أعراضنا، وعلى الدوام يحيكون كل شيء لقتلنا، مرة بجحوشهم ومرة بأدواتهم وبيادقهم من داخل أروقتنا . فاجبته في خفر الصبيه : وماذا قال عنكم ترامب ؟

قهقه طويلا، أحسست ان موجات قهقته سكاكين مصوبة نحو قلبي ثم قال : دعك مما يقال عنا، فنحن لنا من التأثير واللوبيات والصداقة الحميمه مع تل أبيب، ستغير خارطة الادعات، مواقع القوة خزائن النفط والمال، هي التي تصنع المحال. 

وبانفعال وكأني أمتلك ورقة الامال : صدق انك ذاهبون الى الزوال، اما نحن علمتنا التجارب كيف نغير الاحوال  ... 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/22



كتابة تعليق لموضوع : رمتني بداءها وانسلت.... حوار سعودي عراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net