صفحة الكاتب : محمد الشذر

القيادة الامريكية بين الجمهوري والديمقراطي
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ترامب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية، رجل العقارات، والملياردير المشهور، والشخصية الاعلامية في شاشات التلفزة، والذي فاز مؤخرا بالسباق الانتخابي لأمريكا؛ والذي خاض غماره ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون، زوجة الرئيس السابق؛ بيل كلنتون، ليصبح الرئيس 45 لأمريكا.
 
فوز ترامب بالسباق الرئاسي، حرك موجة الرأي العام، سواء على الصعيد الدولي، او على صعيد المجتمع الامريكي، لتصبح شخصية الرجل الابيض، والمتوجه الى البيت الابيض، اكثر اثارة للجدل هذه الايام، فبين التصريحات الدولية من هنا وهناك! والتي يأمل بعضها بأستمرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وآخر يرى خطأ ارتقاء هذا الشخص الى الرئاسة اذ ليس له باع فيها، تصاعدت وتيرة الاحداث.
 
ترامب والذي يملك الشهرة؛ في حياته الاجتماعية قبل خوضه الانتخابات الرئاسية، سهل على الاخرين الوصول الى شخصيته، وتحليلها او التنبؤ بها، لما تملكه هذه الشخصية من احداث في حياتها  المهنية، فالعنصرية التي يمتلكها هذا الرجل، والحدة في الطباع والسلوكيات مع الاخرين، وتصريحاته التي تميل الى التعصب والعنجهية في بعض الاحيان، جعلت البعض يرى شرا بقدوم القائد الجديد!
 
الشارع الامريكي والذي صعق بعضه بفوز الشخص الجمهوري، بعد ان كانت التوقعات والاستطلاعات تشير الى تقدم هيلاري كلنتون، لغاية نشر الوثائق من موقع ويكلكس وما قبلها، اي قبل ان تتهم هيلاري بأستغلالها المال العام، وإيميل الحكومة الرسمي لحملتها الانتخابية، خرج معترضا على نتيجة الانتخابات، وبمظاهرات سلمية؛ جابت شوارع بورتلاند بولاية اوريغون الامريكية، ومنددا بوز ترامب، عادا هذه المرحلة هي مرحلة التقسيم العنصري والطبقي للبلاد.
 
مدن فيلاديلفيا وبالتيمور، وبورتلاند، ودالاس وغراند رابيدز، وميشغان، شهدت هي الاخرى موجة من التظاهرات، والتي تعدت في بعض المدن الى تحطيم واجهات المحلات التجارية، وزجاج السيارات، برسالة واضحة المعنى، بأن التظاهرات تندد بسياسة الشخص الجديد اذا ما سار على نهجه السابق، او يمكن ان تكون رافضة له قطعيا، والتي يمكن ان تتحول الى موجة غضب ولكن سرعان ما سينطفيء فتيلها!.
 
باراك اوباما، والذي قال في بداية الحملة الانتخابية ان ترامب "غير مؤهل" اضطر ان يبادر بأن "يشجع" ترامب بولايته الجديد، ودعاه لزيارة البيت الابيض، تصريح ربما قاد الاخر بأن يقبله على مضض، فالمسرحية تجري ولابد من اكمالها، الى نهاية مقاطعها!.
 
الدول الاخرى باتت مشغولة بأمر الرئاسة الامريكي، حتى اصبحت هي نفسها تتابع اخبار الولايات المتحدة، وحديث الانتخاب فيها، اكثر من متابعة شؤونها ومواطنيها، رغم البون الشاسع في المسافات، والذي يمتد الاف الكيلومترات، ولكن الهيمنة الامريكي عبرت البحار والمحيطات، لتجعل الاخر ينقاد لمعرفة الحليف، او المهيمن، او الحامي، او العدو، او المسيطر، الى اين آلت اموره، ومن سيكون الشخص الجديد الذي سيقود دفة الاحداث؟
 
تناسى متتبعي الاحداث، ان سياسة امريكا في الادارة، والتعامل مع الدول والبلدان هي واحدة، ومهما تغيرت الوجوه، او تعددت الاسامي، فالسير واحد، والمنهج واحد، والتفكير واحد، فكل شيء معد مسبقا، ويجري على وتيرة واحدة وعلى درجة عالية من الدقة في التنفيذ، ومهما تصاعدت وتيرة احداث الشارع الامريكي، على العنصري الجديد، فأنها سرعان ما ستؤول الى مؤيدة او صامتة مكممة الافواه، كما حدث مع من قادوا الحروب، وغزوا البلدان الاخرى سابقا.
 
تتعدد الاساليب، والروى، والمنهجيات، والوجوه، جمهوريا كان ام ديمقراطيا فالنتيجة واحدة!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/12



كتابة تعليق لموضوع : القيادة الامريكية بين الجمهوري والديمقراطي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net