صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

مسيرة العِشق الى سبط النبي"ع
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   كثيرةً هي القصص والروايات التي تتحدث عن العُشاق منذ ان خلق الله البشرية، لكن قصتنا هذه غير تلك القصص، عند التأمل بها والنظر بتفاصيلها، نجدها تختلف عن سابقاتها وما تلاها من القصص والحوادث عِبر التأريخ، كليالي الف ليلة وليلة وقيس وليلى وعنتر وعبلة، وقصتنا هذه زيارة الاربعين لسبط الشهيد "ع". 
 
   واقعة طف كربلاء التي حدثت في العاشر من المحرم بداية عام"61" هجرية، التي وقعت فيها معركة بين الحق المتمثل بالحسين الشهيد "ع" والباطل المتمثل بيزيد وابن زياد، انتهت تلك الحرب باستشهاد الحسين"ع" صاحب مشروع الاصلاح مع اهل بيته واصحابه في تلك الواقعة منتصراً رغم مقتله "استشهاده". 
 
   حادثة مضى عليها زمن ليس بالقليل فما يقارب الاربعة عشر قرناً مضت، لكن عند الوقوف على احداثها وتفاصيلها تجدها رضاً طرية كأنهُ اليوم الذي حدثت فيه "واقعة الطف"، وهذا بحد ذاته يعتبر  إِعجاز سر خلود صاحب الذكرى السبط الشهيد "عليه السلام".
 
   ربما يتسأل المرء ما هو سر الخلود للحسين ابن علي "ع" بالرغم من مرور زمن طويل على الحادثة الآليمة التي جرت على ارض كربلاء? الاجابة تكمن لاسباب عديدة نذكر منها؛ موقف الحسين يوم عاشوراء احيا الامة الاسلامية ورسالة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، التي اراد الامويين واعلامهم ان يُحرف الشريعة والامة عن مسارها الصحيح، وطمس معالم الدين الاسلامي، فدمائه الطاهرة كانت البلسم لِجِراح جسد الاسلام والمسلمين من التحريف.
موقف اخر نذكره لا للحصر وانما لتذكير الذي خلد ذِكراه "ع"، كان بالإِمكان للحسين ابن علي ان يبايع وياخذ ثمن بيعته ليزيد التي عرضت عليه من قِبل وُلات يزيد في المدينة، فقال (عليه السلام) قولته التي بينت الموقف وصكت مسامع السلطة الجائرة "مثلي لايبايع مثله"، لان الحُسين"ع" رآى في بيعته ليزيد محقٌ لدين جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، واعطاء الشريعة ليزيد ولهذا اسس سيد اباة الظيم قاعدة "لا اقر ولا افر" هنا يشير باني لا اقر لكم لكونكم غاصبي للحق ومنتهكي للحرمات وسافكي الدم المحترمة، وبنفس الوقت لا افر بان ساواجهكم بما لدي رغم كل ما يلحق بي من اذى جراء عدم الانصياع لما تريدوه مني بالموالاة لاهوائكم الضالة.  
 
   سر من اسرار الخلود الذي لعب دوراً مهماً في النهضة الحُسينية، الدور الاعلامي الذي تمثل بعقيلة الطالبيين شريكة الحسين بالكِفاح اخت الحُسين السيدة زينب بنت علي "ع"، التي ثبتت بصمودها وصبرهاوبدموعها اركان النهضة لاخيها الحُسين "ع" فكان لصوتها ولدموعها الاثر البالغ في بيان مظلومية الحسين واهل بيته واصحابه. 
 
  مسيرة العِشق الى المعشوق، التي غيرت كل المعادلات الكيميائية والحسابات في علم الرياضيات، التي تحدت كل الظروف القاسية المؤلمة التي فُرضت على روادها، لمنعهم من الوصول الى هدفهم السامي ومعشوقهم الحسين ابن علي "ع" الذي الهم الاحرار وعشاق الحرية والانسانية؛ المجد، والكرامة، والعنفوان، والصلابة، والثبات بوجة الطغاة، لتحرير الانسان من قيود العبودية المقيتة التي استخدمها الامويين طيلة فترة سطوتهم بتكميم الافواه، ولهذا نجد كل الطواغيت يخشون اسم الحسين ومسيرة الاربعين لكونها تزلزل عروش الظالمين وهذا سر من اسرار خلود ذِكرى الحسين الشهيد على مر العصور.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/11



كتابة تعليق لموضوع : مسيرة العِشق الى سبط النبي"ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net