صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

ضحايا صراع العروش والكروش
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   حب التسلط، وإستعباد الناس فالتحكم بمصائرهم، هو مرض أغلب الحُكام، حتى باتوا يبذلون في سبيل الوصول إلى إسكاتِ آلامهِ، أرواحهم وأموالهم وأهلهم وذراريهم، ولكن هيهات أن تسكتَ تلك الآلام أو تهدأ، فهم كمدمن المخدرات، كلما إعتاد عليها، زاد شغفاً وطلباً لها...
   فهمتْ الشعوب في جميع بقاع الأرض، مرض الحكام، فتركتْهم في سكرتهم يعمهون، وأهتم الشعب بحقوقهِ والمطالبةِ بها، وتمكنت كثير من الشعوب من نيل ما تريد(وخصوصا الغربية منها)، فغدا الحكام يقتل بعضهم بعضا، بالجهر تارة، وبالسر تارة أُخرى، ليس لشئٍ سوى لمتعة النصر الموهوم...
   بقيت المصيبة لدينا نحن العرب، وفي العراق بصورة خاصة، فبعد أن إستطعنا إيجاد نهاية تقريباً لصراع العروش، ظهر لدينا صراع من نوع آخر، هو صراع الكروش، كروشٌ مفجوعةٌ لا تشبعُ ولا تقنع، حتى ضُربَ بها المثل بـ(قارون)، فلم تمتلئ من نهب أموال الشعب، تحت عنوانين متهرئة، ولم تجد تخفيفاً لآلامِ مرضها أبداً، وما عليك لتعرف المصاب منهم، سوى أن تسمع منه عبارة( أين حصتي؟!)
   المسؤول عندنا، مهما أخذ من راتب ومخصصات منصب، لا يكتفي ولا تهدأ آلامهُ إلا بأخذ الرشوة، أو حسب تعبيرهم(الكومنشنات)، بل ويستلذُ بها...
   يروي لي أبن عمي حكاية، يقول: كان لي شريك في تجارة، وكنا نربح منها كثير من الأموال، وكنتُ أبعثُ في يدهِ أحياناً، أموالاً للذين نتعامل معهم، وذات مرة إشتكاه لي أحد الزبائن، قائلاً: إن الأموال التي تبعثها مع شريكك، تأتي ناقصة بعض الأوراق من كُل رزمة... فأستغربتُ وأخبرتهُ بأني سأتابع الموضوع، فأخذت أموالاً وأعطيتها لشريكي، وقلت لهُ إبعثها إلى فلان، ثم قلتُ له: تعال معي ليوصلك السائق ما دام طريقنا واحد، ثم أذهب أنا، فجلستُ جنب السائق، وجلس شريكي في الخلف، وبدأت أُراقبهُ في المرآة، فرأيتهُ يسحب الأوراق من الرزم، فألتفتُ إليه، وسألتهُ: لماذا تفعل هذا؟! إننا نربح الكثير، فلماذا السرقة؟! فقال: يا صديقي لا أستلذُ أبداً بالأرباح، مهما كانت، ولكن أستلذ وأهدأ بهذه، فقلت له: إذن فهذا فراقُ بيني وبينك...
بقي شئ...
أصحاب الكروش معروفين للشعب، ويعرفهم المسؤول الشريف، فأما أن يقول لهم: هذا فراقُ بيني وبينكم، وإلا فهو واحدٌ منهم. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ضحايا صراع العروش والكروش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net