صفحة الكاتب : لجنة الأداء النقابي

ملحق " المقالات " تقريرلجنة الاداء النقابى – أكتوبر 2016
لجنة الأداء النقابي

تاريخ " ابراهيم عيسى " الآسود الذى لم يقله " مكرم " بقلم : عبده المغربى

الصحافة والسياسة وحديث النقيب بقلم : لويس جرجس.

ابراهيم عيسى ومكرم وتلاميذهما بقلم : انجى مصطفى

من أرشيف جريدة " المؤيد " للتذكره : عندما تصدت مصر لمحاولة يهودية لاحتلال الحجاز    بقلم : على القماش

فتنة "تسعين تسعين " بقلم : د . محمود عطية

"الموضوعات الفنكوش" في الاعلام المصرى ... بقلم شكرى القاضى 

خبايا اكاديمية الفنون بقلم اشرف عبد الشافى

ردا على كاتب الاهرام وجابر نصار.. هل " كوبر " مدرب المنتخب مسلما  ؟     بقلم : على القماش

الصمت أمام كذب كتاب تاريخ بمدرسة امريكية فى القاهرة بانتصار اسرائيل فى حرب أكتوبر جريمة وأهانة وارتضاء باخلاق العبيد بقلم : على القماش

يا ساده أنقذوا النيل للآخبار بقلم : عصام العبيدى

كتابة التاريخ" علي الطريقة الأمريكية بقلم : شكرى القاضى

والله عال يا عبدالعال !!    بقلم : سليمان الحكيم

 

عن عصافير الأمن في الصحافة والاعلام بقلم : محمد حماد

 أعلام صديق للطفولة بقلم : فتحى محمود

اعادة اكتشاف رئيس تحرير بقلم :  عزت ابراهيم

مقال وحيد عبد المجيد – الاهرام – الامر العكسى للتلفزيون

قلعة الحشاشين بقلم : وائل عباس 

المطبعون الجدد    بقلم : محمد المنشاوى

نعمات .. وسعده .. وزميلى ! بقلم  : فتحى سالم

حان وقت تكريم هذا الموهوب بقلم : عماد صبحى

ثروت عكاشه وثورته الثقافية المجهضة !! بقلم : محمد عبد الحكم دياب

 

تاريخ " ابراهيم عيسى " الآسود الذى لم يقله " مكرم "

بقلم : عبده المغربى

قبض المليون الأول في حياته من مرشد الإخوان، وقبلهم كان يحصل علي إعانته الشهرية من “ساويرس”.

رفض الهجوم علي صفوت الشريف قبل الثورة ، وكذب علي الرأي العام متعمداً في صفقة بيع “جريدة الدستور”.

لم ينجح في صحافة المعلومة فتطرف في “صحافة هل” وسماها صحافة الرأي ليعوّض فشله في الصحافة الخبرية.

في واحدة من سقطات الزمن، جمعتني بالزميل “إبراهيم عيسي” علاقة عمل، وقتها كنت نائباً لرئيس التحرير في جريدة “صوت الأمة”، كان ذلك في العامين “2004-2005″، جاء “عيسي” إلي رئاسة تحرير الجريدة في أعقاب خلاف نشب بين رئيس تحريرها في ذلك الوقت “عادل حمودة” وبين رئيس مجلس إدارتها الراحل

عصام فهمي”، ارتضي فيه “حمودة” أن يترك الجمل بما حمل ويذهب لتأسيس جريدة جديدة اسماها “الفجر”

قبلها بعامين تقريباً وكنتُ وقتها مع ثلاثة من زملائي هم “محمد عبد اللطيف، وعبد الحفيظ سعد، وشقيق الطاهر” القوة الضاربة  في “صوت الأمة” والذين تتصدر موضوعاتهم العناوين الرئيسية لصفحتها الأولي، طلب مني الراحل “عصام فهمي” ومن الزميل “شقيق الطاهر”  أن نجهز لحملة صحفية ضد “صفوت الشريف” أمين عام الحزب الوطني “المنحل” بصفته رئيساً للمجلس الأعلى للصحافة لرفضه الموافقة علي استخراج رخصة لجريدة تحمل اسم “الدستور” كانت تصدر في السابق بترخيص أجنبي، وأوقفتها الدولة علي خلفية موضوع صحفي نشره “إبراهيم عيسي” يحمل تهديداً من الجماعات الإرهابية باستهداف رجال الأعمال الأقباط، ما اعتبرته الدولة وقتها تهديداً للسلم الاجتماعي، فأغلقت الجريدة، وبعدها سمحت لصاحبها “عصام فهمي” بجريدة أخري هي جريدة “صوت الأمة” برئاسة تحرير “عادل حمودة” بل قيل أن الرخصة صدرت في الأساس لـ”عادل حمودة” وأتي هو  بـ “عصام فهمي” شريكا وممولاً للحصة الأكبر في أسهمها، غير أن حنيناً من “عصام فهمي” لتجربته الأولي “الدستور” دفعه لأن يؤسس لها شركة مساهمة وطلب بموجبها من المجلس الأعلى للصحافة الذي يرأسه “صفوت الشريف” وقتها  التصريح لها برخصة صحفية لكي تعاود “الدستور” الصدور من جديد.

إيماناً مني وقتها بحق “إبراهيم عيسي” في العودة للعمل الصحفي، بعد أن صار مطارداً من الأمن في كل تجربة يسعي لإصدارها، وبعد أن علمت أنه يعيش فقط علي مبلغ شهري يصله من رجل الأعمال “نجيب ساو يرس”  والذي قيل أن موضوع النشر الذي تسبب في إغلاق “الدستور” في نسختها الأولي كان بإيعاز منه رغبة في تأكيد مظلومية  سعي لها “ساو يرس” بأن رجال الأعمال الأقباط في مصر يعانون أشد المعاناة وبأنهم ملاحقون من الجماعات الإسلامية المسلحة و بأنهم يعملون في جو من التهديد والملاحقة الإرهابية أملاً في أن يساهم ذلك كله في مزيد من المكاسب  التي يريد “نجيب ساو يرس” الحصول عليها من نظام مبارك مستخدما هذه “المظلومية " وقد حصل بموجبها علي مكاسب بالفعل، فكان أن استمر في التواصل مع “إبراهيم عيسي” عبر هذه المنحة الشهرية التي كانت تمثل الدخل الوحيد لـ”عيسي”، إلي ما سبق وبسببه وافقت أنا والزميل “شقيق الطاهر” علي التنسيق للحملة، جزء من قبولنا التكليف كان لرغبتنا في ملاحقة فساد “صفوت الشريف” والجزء الثاني كان انتقاماً للزميل “إبراهيم عيسي” الذي يرفض “صفوت الشريف” أن يوافق له علي عودة “الدستور” وقد ساء حاله.

بدأت وزميلي في مطاردة “صفوت الشريف” جمعنا ملفات فساده، وفساد ابنه “أشرف” لم يكن الكثير من الصحفيين يجرؤ علي صنع عداء مع “صفوت الشريف” الرجل صاحب الناب الأزرق كما كانوا يلقبونه في  الأوساط الصحفية، فقط أنا والزميل “شقيق الطاهر” قبلنا المهمة، جمعنا مستندات هامة وقبل أن نبدأ في نشر الحلقة الأولي  رن جرس الراحل “عصام فهمي” وكان علي الطرف الآخر “صفوت الشريف” يبلغه بموافقته علي رخصة جريدة الدستور.

كنا في الدور الأرضي في هذه “الفيلا” التي كانت مقراً لجريدة “صوت الأمة” في ميدان لبنان عندما طلبني “عصام فهمي” يخبرني بنجاح حملتنا التي لم تبدأ، بأن أعادت “الدستور” للصدور، وأبلغني بما دار بينه وبين “صفوت الشريف” في التليفون، وقال لي أنه يريدني نائباً لرئيس التحرير مع “إبراهيم عيسي” في الجريدة الجديدة، صراحة كنت وقتها متيماً بمدرسة “عادل حمودة” التي تقدس “الخبر” وتعطيه المكانة الأبرز في الصحافة، وكان للخبر شهوته التي زرعها فينا المعلم القاسي “عادل حمودة” قسوة وصلت في يوم من الأيام أن اعتبرتها كراهية منه لي، فقد كان ينشر لزملائي مالا ينشره لي، ولا يقبل مني إلا ما يصلح لأن يكون فقط مانشيتاً رئيسياً للجريدة،  وحين أغطس وأعود به أجد فيه حنان الأخ الكبير الذي يستنير بشاشة مع كل خبطة صحفية أدخل بها عليه، و”إبراهيم عيسي” ليس كذلك، “إبراهيم عيسي” لا يقدس الخبر ولا يسعي إليه، بل ولا يحب من يسعي إليه، هو من أنصار صحافة الرأي وصحافة السؤال، صحافة  “هل” التي قال عنها يوماً “مكرم محمد أحمد” نقيب الصحفيين الأسبق في معرض سخريته من هذا النوع من “الصحافة” : ” أنا لم أعرف في تاريخي المهني الطويل هذا النوع من الصحافة إن اعتبرناها صحافة، الصحافة هي تقديم الخبر وتحليل لبياناته، والتعبير بالرأي في مضمونه وداخل إطار المعلومة التي يحتويها، أما صحافة “هل” هذه فأنا لم أفهمها ولم أعرفها في تاريخي الصحفي، ومع ذلك فأنا ضد حبس إبراهيم عيسي”، هذا ما قاله الأستاذ الكبير “مكرم محمد أحمد” وقت أن كان نقيباً للصحفيين في معرض رفضه إحالة “إبراهيم عيسي” للمحاكمة  بتهمة نشر أسئلة يفهم منها تدهور صحة مبارك ” واعتبرتها الدولة في ذلك الحين تهديداً للاقتصاد والأمن الاجتماعي.

رفضت عرض “عصام فهمي” للعمل مع “إبراهيم عيسي” في الجريدة التي خرجت للنور بفضل حملة لم نتمكن من نشرها، وفضلت البقاء مع “عادل حمودة” برغم قسوته المهنية التي  كثيراً ما كان يستهدفني بها، وكانت للأمانة ملهمة للكثير من الخبطات الصحفية، والتي كان أخطرها من وجهة نظري تلك التي دخلت فيها مكتب شركة رجل أعمال شهير واستطعت من خلال موظفة كبيرة لديه – تتبوأ الآن منصباً رسمياً كبيراً في الدولة- عبر صفة مزعومة لي أن أحصل علي أوراق خطيرة من هذه الموظفة تتعلق بمسار الرحلات الجوية  لطائراته الخاصة التي تقلع من “تل أبيب” وتهبط في “دمشق” وهي طائرات من نوع الـ” إير تاكسي” التي كانت يؤجرها لصالح رجال الأعمال العرب والأجانب الذين يتحركون في منطقة الشرق الأوسط، وهو نشاط مشروع، لكن حصولي علي هذه الملفات من مكتبه بهذه الطريقة كان مغامرة صحفية محفوفة بالمخاطر التي يُعد سرد تفاصيلها كافياً أن يذهب بي خلف القضبان.. قيمة هذه الخبطة هي أن  بعض هذا الطائرات جري عليها عمليات صيانة غير دقيقة نشرنا تفاصيلها، وبعضها يهبط في تل أبيب ويعاود الهبوط في دمشق، مع ما يمثله ذلك من خرق لقواعد تفرضها “دمشق” علي هذا النوع من رجال الأعمال ونجحت الحملة في وقف طيران هذه الطائرات إلي “دمشق” و “بيروت” أو حتي المرور في أجوائهما.

 غضب زميلي “شقيق الطاهر” من قرار “عصام فهمي” بعدم نشر الحملة التي جمعنا فيها مستندات كارثية تتعلق بفساد “صفوت الشريف” وتحجج الراحل  “عصام فهمي” وقتها بأنه لا يريد إحراج “عادل حمودة” في نشرها بالجريدة التي يرأس تحريرها، خاصة وأن “حمودة” قد توسط بنفسه عند “صفوت الشريف” لإعادة “الدستور” للصدور، ويبدو أن تفاصيل ما جمعناه من مستندات قد وصل إلي أسماع أمين عام الحزب الوطني، وحتى يهدئ “عصام فهمي” من غضبنا، أخذ الموضوعات، وقال إنه سيعطيها لـ”إبراهيم عيسي” كي ينشرها في الدستور.

عادت جريدة “الدستور” للصدور و عاد “إبراهيم عيسي” للمهنة ولم ينشر الحملة في جريدته طوال السنوات التي استمر فيها رئيساً لتحريرها حتى بيعت قبيل الثورة لمالكها الحالي “رضا ادوارد ”  رسخ طوال هذه السنوات لنوع غريب من الصحافة هو صحافة “هل” التي كان ينشر فيها “معلومات” ليست بمعلومات في صيغة “هل نجح جمال مبارك في كذا، هل يقوي مبارك علي كذا؟” وهي صحافة كانت علي هوي “جماعة الإخوان المسلمين” و “نظام الحزب الوطني ” في نفس الوقت، كونها صحافة خفيفة لطيفة، دافئة، لا يمكن أن تصل بقارئها أو الجماهير إلي درجة الغليان، بل علي العكس هي صحافة دافئة للجميع .. القارئ.. والسلطة .. والإخوان ..التي وقّع  مرشدها العام وقتها “مهدي عاكف” اتفاقا يقضي بشراء الجماعة كل يوم 60 ألف نسخة من الجريدة مقابل نشر أخبار الجماعة، وهو الاتفاق الذي روّج لصحافة “هل” وظن البعض أنها صحافة ناجحة، لم يفهم الغالبية أن السر في انتشار “جريدة الدستور” هو حجم المطبوع الكبير منها بفضل عقد “جماعة الإخوان” الذي يقضي بشراء هذه الكمية الكبيرة كل يوم والذي كان يوفر لها من جهة أخري عرضاً جيداً عند باعة الصحف فيزيد بالتبعية من طريقة عرضها وتزيد بالتالي نسبة مبيعاتها، هناك قاعدة في التوزيع الصحفي تشير إلي أنه كلما كان المطبوع من الجريدة كبيراً كلما زاد من طريقة عرضها وزاد بالتبعية من بيع الجريدة، لكن زيادة المعروض لم تكن بالسهولة التي يمكن معها لصحف أخري أن تحققه إذا لم يكن السحب مناسباً لتكلفة الطباعة، الزيادة في المطبوع لابد وأن يقابلها زيادة في البيع، وهذه هي المعادلة التي تحققت لجريدة “إبراهيم عيسي” والتي كانت بفضل عقده مع  مرشد “الإخوان المسلمين” والذي حقق لكليهما الاستفادة المتبادلة، ومن خلالها قبض إبراهيم عيسي أول مليون في حياته.

ترك “عادل حمودة” جريدة “صوت الأمة” وجاء “إبراهيم عيسي” ليرأس تحريرها إلي جوار رئاسته تحرير “صحيفة هل” ولأن “صوت الأمة”  نشأت علي صحافة المعلومة فقد وقع أول خلاف بيني بصفتي نائباً لرئيس التحرير وبينه بصفته رئيس التحرير الجديد، كان يأتي يوماً واحداً في الأسبوع، فقط ليهدم ما جنيناه من معلومات طول الأسبوع، لم أشأ أن أدخل في صدام تدفع ثمنه الجريدة التي أبلينا جهوداً في نجاحها، تركت العمل مسافرا إلي “بيروت” التي ترأست فيها تحرير مجلة “السفر العربي”  وهي سياحية متخصصة، وبعدها جئت لرئاسة تحرير “جريدة الحادثة” قبل أن يتدخل الأمن لإبعادي عنها بعد أن نشرنا ملفاً كاملاً عن ثروة جمال مبارك بالأرقام والمستندات، بقيت في البيت بلا عمل في وقت كان يتبوأ فيه “إبراهيم عيسي” عرش “النضال” ولم يقترب منه أحد،  حتى التقيت  الراحل “جمال الشويخ” الذي قالها بوضوح :” أنا شربت المر مع الأمن عشان يوافقوا عليك رئيس تحرير لجريدة “الأنباء الدولية”، وافقت وبدأت العمل حتي أخرجني الأمن بعد ثلاثة أشهر علي خلفية موضوع نشرناه بالصور عن المقبرة التي شيدها الرئيس مبارك لنفسه، كان الأمن يلاحقني في كل عمل أبدأ فيه بينما بقي إبراهيم عيسي “المناضل” الوحيد في الساحة، بصحافته الدافئة، ملك صحافة “هل”.

سألت وقتها مسئول كبير في الدولة جمعتني به الصدفة في مناسبة خاصة : لماذا أنا بالذات لا أهنأ بجريدة وهذا أخي “إبراهيم عيسي” يفعل الكثير، ضحك هذا المسئول كثيراً وقال :” يعني لحد دلوقت متعرفش ..يا عبده بيه صحافة إبراهيم سخنة صحيح بس مش  بتنشر معلومات ومستندات، صحافة دافية مش بتمسك في اللحم الحي زيك

 ”. أول مليون قبضه “إبراهيم عيسي” كان في العام 2006 عندما حصل علي أرباح ما نسبته 20% هي حصته في جريدة الدستور، بعدها عرف طريق الملايين، لكن هذا لم يغير من طبيعته شيئاً، لم يُسمع عنه مرة واحدة انه دفع الحساب في أي جلسة جمعته بالأصدقاء علي المقهى، قبل المليون كان لديه عذره، لكن الأمر استمر كذلك بعد المليون وبعد الملايين، أذكر أنه من بين الكثير من أحكام الغرامات التي كانت تنتهي بالبراءة أو التصالح في درجتها الإستئنافية حدث أن وقع حكما واجب النفاذ بغرامة 30 ألف جنيه، خصمها مجلس الإدارة من جملة أجور المحررين، حدث هذا ولم يعترض إبراهيم عيسي، لأن الخصم لم ينل من راتبه مليماً واحدا، ورضي بذلك بل وبرره بسخريته الباهتة.

في واقعة بيع “جريدة الدستور” لرئيس حزب الوفد قبل أن يستخلص مالكها الحالي “رضا ادوارد” الجريدة لنفسه، تحدث السيد البدوي  حول أسباب  إقالته رئيس تحريرها بأن “إبراهيم عيسى” كان يتقاضي أجراً شهرياً سابقاَ قدره 25 ألف جنيه وطلب زيادة أجره إلي 75 ألف جنيه مع عدم خصم الضرائب المستحقة على هذا الأجر وتحميلها للجريدة، كان هذا الكلام علي الهواء مباشرة  قاله “البدوي” وأقره إبراهيم عيسى ضمنياً على الهاتف، لكن رفض المالك الجديد الزيادة  التي طلبها إبراهيم عيسي، وإلغائه العقد دفع “عيسي” لأن يحول القضية إلي أنه استهداف له ونيلاً من حرية الرأي والتعبير وأردف “عيسي” بأن سبب إلغاء العقد حتى لا تنشر الجريدة مقالته عن “الدكتور البراد عي”، فما كان من “البدوي” إلا أن أمر بنشر المقال في الغد|، وقد نشره بالفعل، لكن “إبراهيم عيسي” برغم ذلك نجح في ترويج مزاعمه، نجح في ذلك جيداً علي الرغم من متابعة الوسط الصحفي بالكامل لأسباب الإقالة، لدي إبراهيم عيسي ببراعة غير مسبوقة في قلب الحقيقة، براعة  تمكّن من خلالها أن يقلب الأمر لصالحه وصدّقه الكثير

ضحكت كثيراً للأمانة وأنا أتابع المُعلّم والرائد “مكرم محمد أحمد” وهو يصرخ من خلف الصفوف في ندوة “تأثير وسائل الإعلام علي صناعة الرأي العام” معترضاً علي كلام “إبراهيم عيسي” الذي يطالب في معرض دفاعه عن حرية الرأي والتعبير إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، وهو مطلب حميد لا يختلف عليه إثنين، لكن الذي أغضب “مكرم” ولم يلحظه الكثير مطالبة إبراهيم عيسي بمضاعفة الغرامات إلي حد “مليون أو خمسة مليون” بديلاً عن الحبس في قضايا الرأي، مكرم يعرف حقيقة “إبراهيم عيسي” خصوصاً في عملية الدفع، واطّلع أكثر من مرة علي وقائع سلّم فيها “إبراهيم عيسي” رفاقه من الصحفيين إلي مقصلة الخصم مع كل غرامة محكوم بها علي أحدهم، دون أن يسمح لهذا الخصم ان يقترب من راتبه، و “مكرم” أجهش بغيرة شديدة علي مهنته التي قضي فيها عمره ورآها وقد تحولت إلي سباق للمزايدة السياسية والتزعّم بعيداً عن جوهر الخبر الذي هو عمود المهنة وساري مركبها الذي يحكم إتزانها بعيداً عن الصراعات والو لاءات السياسية، مكرم قال في مؤتمر الشباب في شرم الشيخ نفس كلامه القديم تقريباً الذي قاله أكثر من 8 سنوات في المحكمة لكي يطلب الحكم ببراءة “إبراهيم عيسي” لأن هذه المحاكمات من وجهة نظره لا تضر إلا بسمعة مصر، قال هذا وقال أيضاً انه لا يؤمن بصحافة “هل” هذه، التي لا تقدم للقارئ معلومة، ولا تجتهد في الحصول عليها، بل هي صحافة تخلق قضية من العدم ثم تتساءل وتتساءل حتى تشعل الرأي العام بدون معلومة حقيقة تستند إليها في الواقع، نهض مكرم من خلف الصفوف مستنكراً صحافة “هل” وتقديمها علي أنها صحافة رأي، وقدم الرجل درساً في التفريق بين الصحفي والسياسي، وبين الرأي المبني علي معلومة، والرأي المبني علي “هل” بدون معلومة، نهض من خلف الصفوف غيوراً علي مهنته، وغاضباً من “صحافة هل” التي دمرت سمعة صاحبة الجلالة، وأهانت قيمة الصحفي ونالت من وضعه الاجتماعي، خسرت الصحافة الحقيقة مكانتها الاجتماعية، بينما جمع أصحاب "صحافة هل” الملايين علي حساب سمعتها.

هدأ مكرم محمد أحمد وعاود الجلوس خلف الصفوف بينما بقى مالك صحافة " هل " على المنصه !

الصحافة والسياسة وحديث النقيب

 بقلم : لويس جرجس

 أتمني أن يكون تنوع الآراء الذي ساد مؤتمر الشباب في شرم الشيخ نموذجا يحتذي به في جميع مجالات الحياة في بلدنا قبل اتخاذ أي قرار مصيري يؤثر علي حياة المصريين فذلك هو الضمان الوحيد لكي تتلاقي الأفكار والرؤي ووجهات النظر المتباينة بما يصب في الصالح العام لأن الصوت الواحد يؤدي إلي كوارث وطنية نحن في غني عنها مع تطلعنا إلي بناء وطن جديد تسوده الحرية والعدالة والكرامة. 

كانت تلك المقدمة واجبة قبل الدخول في قضية الإعلام المصري بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة التي أثيرت في المؤتمر وتباينت فيها الآراء. فبينما طالب الصحفي المخضرم نقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ مكرم محمد أحمد بأن نكون صوتا واحدا وتبعها بالقول التنوع مطلوب يجب أن نتنوع في الآراء ولكن نلتزم. قال الاستاذ ابراهيم عيسي: "مافيش حرية من غير تعددية.. مافيش حرية من غير أصوات متعددة". 

أري ان حديث الأستاذ مكرم تضمن تناقضا غير مفهوم فكيف نكون صوتا واحدا بينما التنوع مطلوب؟! أرجو التوضيح. 

ثم تحدث الأستاذ مكرم عن الصحفي السياسي موضحا خطأ الجمع بين الصفتين وهو قول فيه ظلم لتاريخ الصحافة المصرية التي نشأت في حضن السياسة سواء كانت مع الاحتلال الانجليزي والحكام التابعين له أو ضدهم وفيه أيضاً ظلم لتاريخ الصحفيين المصريين الذين خاضوا أشرف المعارك دفاعا عن مصر وعن الشعب المصري وحقوقه في العيش بكرامة. 

الأمثلة كثيرة ربما لا يتسع المجال إلي التوسع فيها ولكن التاريخ يحدثنا عن الصحفي المصري الأول عبدالله النديم الذي كان زعيماً سياسياً شعبياً أيد عرابي بكل قوة وكان في ذات الوقت صحفياً من الطراز الأول تصل كلمته إلي كل فرد في المجتمع ولعب دوراً وطنياً لا ينكره أحد في مواجهة الهجمة الاستعمارية وفي الدعوة إلي العدالة الاجتماعية وإلي تطوير المجتمع اقتصادياً اعتماداً على الذات وتتعدد الأسماء بتوالي الأجيال فنقابل مصطفي كامل الزعيم السياسي وصحيفته "اللواء" التي فضحت جريمة الاحتلال الانجليزي في دنشواي ووقفت في وجه محاولة مد امتياز قناة السويس وزميله الصحفي أحمد حلمي وأيضاً أحمد لطفي السيد وزكي مبارك وفاطمة اليوسف وبديع خيري وسلامة موسي ومحمود عزمي ومحمد مندور وإحسان عبدالقدوس كلهم صحفيون ذوو رأي سياسي واجتماعي خاضوا المعارك دفاعا عن حق الشعب في الاستقلال والحرية والعدالة. 

ثم نأتي إلي تاريخ قريب عاصره جيلنا مع جيل الاستاذ مكرم حيث وقف نقيب النقباء الصحفي الراحل كامل زهيري "1927 - 2008" بصلابة في وجه محاولات الرئيس أنور السادات تحويل نقابة الصحفيين إلي نادي للتخلص من معارضتها المستمرة لسياساته الاقتصادية والاجتماعية المنحازة للأغنياء وضد مصالح فقراء الوطن. كما كان للصحفي كامل زهيري مواقف سياسية وطنية مشهودة ضد اتفاقيات كامب ديفيد وضد مشروع تزويد اسرائيل بمياه النيل. معارك سياسية وطنية مشرفة خاضها كامل زهيري دون أن ينتزع أحد منه صفة الصحفي التي لازمته حتي وفاته.

ابراهيم عيسى ومكرم وتلاميذهما

 بقلم : انجى مصطفى

 

كنت قد عقدت العزم على ألا أكتب عن الكاتب إبراهيم عيسى مرة أخرى، وقد كشفت في عدد من المقالات عن كيفية مزجه للسم في العسل الذي يجيده أيما إجادة، ودعني أعترف لك وأقر أنها تركيبة ساحرة ورائعة. فالرجل يمتلك كل أدوات الإعلامي الناجع، الذي يعلم جيدا كيف يوجه الآراء ناحية الهدف تمامًا، دون أن يتشتت ذهنك بعيدا، صاحبا إياك في رحلة شيقة، حتى إذا ما جاءت لحظة وضع السم في أفكارك، أنحيت له رأسك بكل سرور، بين ثنايا قصصه وحكاياته المسلية سواء على التلفاز في برامجه الحوارية أو من خلال صحيفته التي تشي بشيعية لا يخطئها لب أو عين. إلا أنني سأضطر هنا أن أنحي جانبا كل هذا، وأصفق له بحرارة، منضمة إلى فريق أنصار مبارك أصحاب الشعار الشهير "إحنا آسفين يا ريس" وقد شذ عن جوقة النفاق العام، ومضى في شجاعة في تبيان خطورة الحجر على الرأي العام أكثر من هذا. فإبراهيم عيسى ينتمي إلى الحقبة الزمنية الجميلة، التي تداهن السلطة دون أن تظهر هذا للعيان، فيمسك بعصا المعارضة من جهة ويوجه الرأي العام إلى ما تحبه السلطة وترضاه من جهة أخرى. لم يكن النفاق أبدا بهذه الصورة الفجة التي ينتمي إليها السيد مكرم نقيب الصحفيين الأسبق، في مدرسة "شلوت سيادتك دفعة لنا إلى الأمام" فمجالسة رئيسهم لهو درب من دروب الخيال، فما بالنا وقد أخذ يداعبهم وينشر القهقهات يمينا ويسارا؟ لولا الخجل ولولا حمرة من حياء باقية لديه، لوجدناه خر ساجدا تحت أقدام الرئيس أو مقبلا ليديه، باكيا من شدة تواضع الأخير. وللأسف حين استمعت إلى الشباب المفترض بهم توجيه الرأي العام الشبابي، وجدتهم متدثرين بنفس عباءة السيد مكرم، بل ومتفوقين عليه، حين انبرى أحدهم مطالبا الرئيس بتغليظ العقوبة على الرأي العام، وعدم ترك ألسنة الصحافة تلوك شرف الناس وسمعتهم دون حاكم أو رابط، خالطا في قصد ربما أو عن جهل، بين حرية الصحافة في تناول الرأي العام وبين حرية الحياة الشخصية للأفراد، المغلظة أساسا منذ البداية بقانون السب والقذف. في حين تعجبت إحدى الشابات من أن الشعب المصري يريد ديمقراطية كاملة، وأن الوقت ما زال باكرا لإعمال المكتسبات الديمقراطية للدول المتقدمة، متخذة في هذا درب رئيسها الذي وصف مصر بشبه الدولة، رغم أنه لم توجد حضارة قديمة برقي وعظمة الحضارة المصرية ذات السبعة آلاف عامًا، لنجد أنفسنا ما برحنا مرحلة الـ "كي جي" ديمقراطيا، كما تريد لنا الشابة المثقفة. وقد اتخذ أحد الشباب من السخرية سبيلا لنقد إبرهيم عيسى، عن طريق السخرية من مقدمي البرامج الذين خرجوا عن طور وظيفتهم الحوارية (كما هو مسطور في التعليمات) إلى الاعتقاد بأنهم زعماء رأي. والجميع دون استثناء لم يملكوا ما يردوا على إبراهيم عيسى حجته، سوى الاختباء وراء الديمقراطية المذبوحة في المؤتمر والتي نثروا دماءها علينا بكل غل، تحت شعار "دعنا نكمل، لك إلهك ولنا آلهتنا" الخطير في حديث الشباب، أنهم طوعوا ما يريده النظام الحالي في صورة تبريرات خائبة، لم ينجح بريق الكاميرات والإعلام المدفوع لإظهارها أنها ما يريده الشباب من السيد الرئيس، وقد أتبعها على الفور برامج تنفيذية تالية، قلبها كبت الحريات وعقلها النظام وما يريدون. المؤتمر أقل ما يوصف عنه أنه حفلة نفاق، بذرت أموال الشعب، ليستمعوا إلى هراء غير علمي، عوضا عن حل مشاكلهم الحقيقية، لشباب لا يعرف الفرق بين تعريف الدولة والرئيس والسلطة التنفيذية! وقد ضاع لديهم وسط قصائد الغزل والمداهنة، إرادة النهوض بالوطن (الزيت والماء لا يختلطان) واقترفوا في حق مسجوني الرأي وحقه جريمة لا تغتفر ولا تسقط بالتقادم. ‏ وما طالب به إبراهيم عيسى هو أقل القليل، بل وأدنى أساسيات قيام الدولة، بعيدا عن تعريف الدولة العادلة. ما يريده إبراهيم عيسى أفهمه وأعلم ما وراءه، فهو قالها صراحة، أغلقوا جرائدهم، غرموهم، ولكن لا تسلبوا حياتهم داخل القضبان. ما يريده عيسى هو تحسين شروط العبودية بالعودة بحرية الإعلام إلى العصر المباركي غير المبارك، عوضا عن العصر البائس الذي نعيشه، وهو ذكي ويعلم أن ما يفعله السيسي بأدواته في إدارة الدولة، لن يأتي بالخير أبدا على الاستقرار الذي ينشده. لو كنت في حذاء النظام، لأخذت برأي إبراهيم عيسى ونصائحه الصادقة من كل قلبه، ولنحيت جانبا فجر نفاق من كانوا السبب في رحيل نظام مبارك. إلا أنني أعلم علم اليقين، أن النظام الحالي يتمتع أيما تمتع بالمداهنة وتقبيل الأيادي والأقدام كذلك، بعيدا عن الالتفات إلى نبض الشارع الحقيقي في وسائل الإعلام (الحقيقية) في السوشيال ميديا

 

من أرشيف جريدة " المؤيد "

للتذكره : عندما تصدت مصر لمحاولة يهودية لاحتلال الحجاز 

 

بقلم : على القماش

بمناسبة العلاقات الآخيرة بين مصر والمملكة السعودية نذكر بعض مما ورد فى جريدة " المؤيد " عن تصدى مصر لمحاولات يهودية للاستيلاء على الحجاز قبيل بداية القرن الماضى ، حيث حاول اليهودى الالمانى فريدمان احتلال مدين ( قرب العقبة ) والحجاز ( خيبر وموضع بنى قريظة ) بدعوى احياء العودة الى الاماكن التى كان اليهود يعيشون فيها بداية من الاماكن  التى سار عليها موسى عليه السلام

 فقد روت صحيفة " المؤيد " بتاريخ 9 يناير عام1892 وما بعدها  تقارير وتحقيقات صحفية عن هذه المحاولة ، ونشرت " الآهرام " خبر بخصوصها فى العدد الصادر الخميس 11 فبراير 1892

فقد جاء فريدمان الى مصر والتقى بابن بلدته قنصل المانيا ثم التقى بالسير يارنج ( اللورد كرومر )  وتحدث معم فى ألاستيلاء على اراضى بالجزيرة العربية ، وعلم منهما أن هذا الموضوع خاص بالحكومة المصرية ، فألتقى بعدد من كبار الدولة ، وتحدث معهم فى نفس ألآمر ، ولم يكترثوا فى البداية لاعتقادهم أن يريد أعمار قطعة من الآرض غير المنتفع بها ، كما أن الآرض التى طلبها فى البداية وهى قلعة المويلح ومايحيطها لم تكن من حدود الدولة المصرية ، ولكن الحكومة العلية ( الاستانة ) أنابت الحكومة المصرية فى خفارتها نظرا لانها ضمن طريق المحمل الشريف الذى كان يذهب من مصر الى مكة ، وقد تغير الى طريق البحر ، فلم تعد لهذه المنطقة أهمية لمصر

وتقول " المؤيد " لم يمض زمنا حتى أشترى فريدمان وابورا بحريا وحمل عليه من الذخائر والمدافع  ، وقد أرسى سفينته قريبا من جهة الطور ( كان الطور ميناء هام وينقل الحجاج المصريين ) وأتجه للطريق الى مدينة ( مدين ) وضرب الخيام ، الا ان الاعراب المتواجدين بالمنطقة تصدوا له ، كما رفضوا محاولات استمالتهم ، خاصة مع ما لاحظوه من تسليح أتباعه ، فأدعى انه حصل على الآرض برخصة مصرية 

وقالت " المؤيد "  ان مصادر ثقة ذكرت للصحيفة ان المسيو فريدمان يريد تأسيس مملكة اسرائيلية فى أرض بنى اسرائيل الآولى ، وأنه أصطحب معه ثياب الملك ورسوم والقاب  رجال الدولة  

وأنتهى التحقيق الصحفى بجريدة المؤيد بطلب الجريدة من الحكومة المصرية ان لا تسمح باحتلال أجنبى لآى جزء من جزيرة العرب

وفى عددها الصاد بتاريخ السبت 13 فبراير عادت " المؤيد " لذكر أبعاد جديدة فى ذات الموضوع فكتبت : 

...وقد أستحضر الرجل – تقصد فريدمان – بعض زخائر حربية واراد الاستيلاء على بعض الآراضى من مشايخ العرب ، فأستمالهم باعطاء نياشين وهدايا توصلا الى التملك ، رغم انه ممنوع لآى أجنبى كان ، أن يمتلك شبر أرض من الآراضى الحجازية ، وتضمنت الخرائط مناطق قرب المدينة المنورة وميناء ينبع ، فالاطماع اليهودية فى الحجاز ممتدة الى أرض خيبر ومساكن بنى قريظة فى المدينة المنورة

 وزعم فريدمان زورا بأنه مصرح له من المانيا وأنجلترا ومصر ، وهو ما أغضب الباب العالى ، وصادف هذا أن استعمل فريدمان القسوة مع نفر أحضرهم من بولنيا ومن ضمنهم واحد أنجليزى ، وحاكمهم محاكمة عسكرية وقطع عنهم الرواتب بل ومنع عنهم الآكل والشرب ، وهنا أظهر أفلن بارنج ( اللورد كرومر ) الميل الى حسم هذه المسألة ، فطابق ذلك أميال الحكومة المصرية ورغبة الباب العالى فصدرت الآوامر الى فريدمان بالعودة

 

.

فتنة "تسعين تسعين "

بقلم : د . محمود عطية

عادة ما استمع للراديو حين أقود السيارة ومثلي كثيرون، وربما تكون إذاعة تسعين تسعين من المحطات التي أتوقف عندها كثيرا، لكن ما حدث الأسبوع الماضي حين استمعت فيها لأحد المتحدثين من خلال برنامج يتناول أمورا دينية أثار دهشتي، بداية فهمت أن البرنامج يتناوب الحديث فيه العديد من بعض نجوم البرامج الدينية، التي باتت سبوبة مزدهرة، ومن يتحدثون فيه هم من نشاهدهم ونسمعهم عبر كل الموائد الإعلامية الأخري يعرضون بضاعتهم المجمدة علينا.

وغالبا ما لا أحب هذه البرامج التي تتميز بالفهلوة تحت شعار تجديد الخطاب الديني، لكن ما استوقفني هذه المرة حين فتحت الراديو حديث أحدهم عن د.سعد الدين الهلالي، الذي يبدو أنه تناول في حديث سابق النقاب والحجاب، هذا ما فهمته من المتحدث الذي راح يتهكم علي ما قاله الهلالي ورأي أنه مخطئ فيما يقول، لكن ما يستفز هي طريقة الحديث عن رؤية الهلالي للنقاب والحجاب، فكلما ذكر شيئا مما قاله الهلالي ذيله بقوله وهو العالم الكبير الذي نتعلم منه، ومع ذلك يقول أرجو أن يراجع نفسه فيما يقول، ثم يستشهد بتفسيرات لكلمة الخمار والفرق بين الحجاب والخمار ثم يتساءل ألا تعلم ذلك يا دكتورنا العزيز وأنت كبيرنا ومعلمنا..!

طريقة في التهكم مبطنة ومغلفة بمحاولة تبجيل وتعظيم القائل حتي يبدو الخطأ فادحا ولا يقع فيه مثل هذا الأستاذ الأزهري ، ثم يؤكد أنه أزهري أيضا ووسطي، ويظل يروح شمال ويمين حتي يغتال الدكتور معنويا

أظن أنه صراع مصالح وسيطرة، وامتداد نفوذ واللعب علي الوتر الحساس خاصة أنه موضوع يمس النساء التي يجب ألا يظهر منها شيء اطلاقا كما ذكر سيادته.. ولم يكتف بالحديث عن الهلالي وادخل في حديثه المستشار محمد سعيد العشماوي رحمه الله الذي ألف كتابا عن الحجاب لا يساوي وزنه ورقا هكذا أفتي.

 ثم عرج علي ماتش الزمالك في بطولة أفريقيا وأن المصور أصابنا بالذنوب حين صور الفتيات في المدرجات.

 في النهاية أبسط مبادئ الإعلام أن السجال في الآراء لا ينفرد به شخص وإذا أراد تعليقا خاصة في مثل هذه المسائل الخلافية فلابد من تواجد صاحب الرأي والفتوي.. وقانا الله فتنة " تسعين تسعين "

"الموضوعات الفنكوش" في الاعلام المصري 

بقلم : شكرى القاضى

الناس زهقت من السياسة الي حد الاختناق ، فقد ادي ارتفاع اعباء الحياة الي اليأس من الحياة نفسها ، وعلينا ان نقر ونعترف ونبصم بالعشرة ان هناك موضوعات وقضايا تطرح علي الرأي العام عبر النوافذ الاعلامية المختلفة لالهاء الشعب عن القضايا المصيرية ، موضوعات تختلف تماما عن تلك التي اعتاد عليها الشعب وادمنها خلال العقود الثلاثة الماضية والمتمثلة في كرة القدم ، فبالأمس القريب خرج علينا احدهم من منصته الفضائية ليرفع شعار أمل في غد أفضل وأتي بعشرات رجال الأعمال الذين يمثلون عصب الأقتصاد المصري يستجديهم ويستعطفهم ويقبل رءوسهم ويتذوق منتجاتهم ويشيد بمصانعهم وشركاتهم ، وذلك بهدف زرع البسمة علي شفاه الفقراء والكادحين -وهم الأغلبية - والشهادة لله ان الاعلامي الشهير قدم لرجال الأعمال المثل والقدوة قبل ان يستجيبوا لدعوته للتنازل عن جزء من هامش ارباحهم بناء علي اقتراح "ابو هشيمة" صاحب القناة الفضائية ، وذلك بأعلانه علي الهواء مباشرة في حضور رجال الاعمال الذين ازدحم بهم الاستديو ان استضافتهم ليست اعلانا ، وان الأعلان عن منتجاتهم مجانا بناء علي امر الشعب ومن اجل عيون الشعب ...!

-وتحت تأثير الوهج الأعلامي توجهت بعد عدة أيام طبقا للموعد المحدد لبدء العروض المخفضة للحصول علي ثلاثة أكياس من السكر زنة الكيلو جرام ، وإذا بالتاجر وهو جاري يخاطبني مازحا : يا أستاذ أنتم في المطبخ فهل يخدعكم الطباخ ..؟ ورددت علي الفور : سيبك من المطبخ والطباخ وناولني السكر ، فاعتذر الرجل لعدم توفره الان .. هذه واحدة ، والثانية وهي الأهم أنه أكد أن السكر في حال توفره ، فلن يقل سعر الكيلو عن تسعة جنيهات ..!!

**ومن الموضوعات الفنكوش التي استهدفت الهروب بالناس من واقعهم المؤلم ، موضوع النائب اياه الذي شكك في عذرية طالبات الجامعات تحت القبة ، وكان علي الأعلام المرئي او المكتوب ألا يعيره أدني أهتمام ، فالموضوع يتخطي الخطوط الحمراء ، ولكن سحرة فرعون من أصحاب الشاشات والأقلام تعمدوا تناوله دون مراعاة لاية اعتبارات ، وصدق او لا تصدق أن إحدي المطبوعات الاسبوعية قد تورطت في سقطة صحفية وصدرت بغلاف فاضح تتصدره صورة النائب المفضوح وقد تجرد من ثيابه تماما -نعم عاريا - وعلي شفتيه ابتسامة عريضة تحمل من السخرية والتهكم الكثير والكثير ، وأزعم أن مجلس النواب الموقر لن يترك تلك القضية تمر بسلام ، وسوف ينتصر للقيم والأخلاق ويحيل النائب الفاجر للجنة القيم تمهيدا لتنقية المجلس من امثاله !

 -ولا عزاء لانهيار الأقتصاد وتعرض الامة لمحنة هي الأخطر في تاريخنا المعاصر ، خاصة بعد ان اسقطت الولايات المتحدة ورقة التوت وكشفت عن وجهها القبيح بعد رفض الفيتو الرئاسي والموافقة علي قانون : "العدالة ضد رعاة الارهاب ".. بهدف ابتزاز وتركيع المملكة العربية السعودية والحيلولة بينها وبين تنفيذ خطة التنمية عام 2030 .. التفاصيل صادمة ومرعبة ، فالولايات المتحدة تدرك ان سحب الاستثمارات السعودية لديها والتي تقدر بحوالي سبعمائة وخمسين مليار دولار سوف تضرب الأقتصاد الأمريكي في الصميم ، ولذا أقدمت علي إصدار هذا القانون المنافي لكافة الأعراف والقوانين الدولية ، والمعروف بإسم :"قانون جاستا "الذى يضع السعودية فى حال تطبيقه تحت ولاية القضاء الامريكى ،ويحول بينها وتنفيذ خططها لتنمية ،فإن صدور اى حكم من قبل القضاء الامريكى فى هذا الشأن سوف يحول بين المملكة وبين سحب ارصدتها او التصرف فيها حتى اشعار اخر،لكن المؤكد ان الكونجرس الامريكى قد ارتكب خطا فادحا بإصدار هذا القانون لان الولايات المتحدة نفسها تاتى فى مقدمة الدول الراعية للارهاب فى العالم،وكم تسببت فى قتل مئات الالوف وتشريد الملاين و الامثلة التاريخية كثيرة ومتعددة.

**اخر الكلام :

لم يعد هناك كلام ، فقد وصل سعر الدولار الأمريكي في بلادي حتي كتابة تلك السطور الي خمسة عشر جنيها مصريا ، والبقية تأتي . 

#ملحوظة

هذا المقال مُنع من النشر علي صفحات (الجمهورية ) 

اصدقائي الأعزاء رجاء مشاركتي والتواصل معي بحثا عن اجابة لسبب منع النشر خاصة وأن هذه ليست المرة الاولي لمنع النشر

 

خبايا اكاديمية الفنون

بقلم اشرف عبد الشافى

صحفية واحدة أعرفها وتقيم فى بيتى نجحت بمفردها فى تحريك المياه الراكدة داخل أكاديمية الفنون ، ألقت حجراً كبيراً فى مؤسسة ظلت مجهولة وغامضة للصحفيين الذين لا يعرفون الكثير ولا القليل عن الأكاديمية وظلت الترقيات وتوزيع المناصب داخل الأكاديمية "سر حربى" كما ظلت معايير قبول المتقدمين لمعاهد السينما والموسيقى والمسرح .. أكثر غموضاً!

لم تفكر الكاتبة والصحفية "ناهد السيد" يوماً فى الكتابة عن أكاديمية الفنون لكن حدثاً كبيراً وقع ، ولم يكن الحدث بعيداً ، فقد استبعدوا طفلها محمد أشرف من اختبارات القبول بمعهد الكونسير، واكتشفنا أن "الحدث " ليس سوى حلقة من حلقات صراع بين الأساتذة ورؤساء الأقسام والعمداء ، وحسب بوصلة الصراع يتم قبول المتقدمين لاختبارات المعاهد المختلفة فإن كنت قد أخطأت وقمت بتدريب ابنك أو ابنتك " عند خصم من الخصوم فلا تسأل عن مستواه أو أسباب رفضه ، فلن يمر تلاميذ وطلاب الخصوم وإن قامت الدنيا ولم تقعد ، ففى الأكاديمية تموت الأسرار ويشرب الصحفيون والإعلاميون المقربون الشاى بالياسمين والقرفة والحليب ويتم تخصيص الحوارات مع كبار مسؤلى الأكاديمية ويتم تقديمهم للرأى العام كعباقرة لا ينامون الليل خوفاً على مستقبل الفنون فى مصر .

كان الخيار صعبا فإما أن ترفض المساومات وتبدأ حملة صحفية لا يحركها الهوى وإما أن تستسلم للواقع وتستفيد بالسنة لابنك وينتهى الأمر .

واخترنا سوياً أن يكون "محمد " قربان الحقيقة وأن أتولى أنا مهمة تأهيله فنياً ونفسياً ليتقبل عدم دخول المعهد وينتظر العام المقبل ، وقمنا بعمل فيديو بمساعدة الأصدقاء لنقول للناس " هذا مستوى طفل مصرى تم رفض قبوله بالمعهد لصراعات بين المشرفة على تدريبه وبين رئيس قسم البيانو بالمعهد ، وتفرغت ناهد لحملتها الصحفية .

قبل أن تدخل ناهد السيد عش الدبابير فى أكاديمية الفنون نبهتها إلى أنها ستكون بمفردها ، فقد علمتنى الخبرات المريرة فى المهنة أن كل الصحف والمواقع يدير أقسامها الفنية والثقافية أصحاب مصالح كبيرة وصغيرة ، وأن أحداً لن يتابع حتى وإن كانت الحقائق مثل الشمس .. فهناك ألف " محجوب عبد الدايم " وهناك ألف مصطفى بكرى صغير .

عموما .. حملت ناهد السيد القضية على كتفها وتحدت مرضها وآلمها وبدأت تتلقى شكاوى المقهورين والمظلومين وضحايا ترسانة فساد قديمة وجديدة جردت أساتذة من مناصبهم وأعدمت فنانين ودفنت أجيال .

وعلى مدار شهرين متواصلين قادت بمفردها حملة لم يقدر عليها جبابرة النضال الثقافى والفنى فى مصر ممن يديرون صحفا ومواقع ونشرات صعيرة وكبيرة ويقدمون انفسهم كثوريين ومناضلين

 تلقت " ناهد السيد " تهديدات برفع دعاوى قضائية واتصالات صبيانية كى تتوقف عن فضح الفاسدين والمتورطين فى تدمير أكاديمية الفنون ، لكنها واصلت حتى اليوم ولن تتوقف رغم التهديدات ورغم تواطؤ زملاء المهنة سواء بالصمت أو بتجميل الفساد ونشر حوارات فارغة للسيدة أحلام يونس رئيس الأكاديمية .

اليوم أقدم التحية المهنية لزوجتى الصحفية " ناهد السيد " .. لكننى لن أترك قائمة المحررين الذين شربوا ويشربون الشاى بالياسمين !!

ردا على كاتب الاهرام وجابر نصار.. هل " كوبر " مدرب المنتخب مسلما  ؟

بقلم : على القماش

 أستفزنى ما يردده احد كتاب الاهرام بتفاهه فى سياق تبريره لقرار جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بالغاء خانة الديانة فى كافة البيانات بان التطرف وصل الى حد يكاد فيه الاقباط ان يختفوا من الفرق الرياضية

هذا الكلام المرسل والكاذب الذى تكرر كثيرا يثير الفتنة ولا يحد منها .

فبداية ان أصغر كاتب او اى صاحب عقل يعرف ان  هناك فارق بين حالة وبين ظاهرة ، وان الحالة تستوجب الانذار والتحذير او المحاسبة ،  والظاهرة تستوجب المواجهه بل وسن القوانين اذا اقتضى الامر

 وليذكر لنا هذا الكذاب الاشر المثير للفتنة كم مسيحى تم استبعاده من فريق كره بسبب الديانة ؟

واذا كان هذا فى خياله المريض فكيف يتفق مع استعانة الفرق بأهم عناصرها وهم المدربين وبمقابل ملايين الدولارات وهم لا يعرف أحد بديانتهم ؟

وهل كوبر مدرب المنتخب القومى الذى يمثل مصر مسلما ؟ وأليس جوزيه أشهر مدرب حقق للنادى الآهلى بطولات مسيحيا ؟ وأى ديانة ينتمى اليها اللاعبين الآفريقيين فى الزمالك والاهلى وغيرهما من الآندية ؟ .. واذا كانت الآندية تتعاقد مع هؤلاء بعملات غير متوفره فكيف ترفض لاعب مصرى يحمل نفس ديانة هؤلاء ؟

وبالمناسبة فى موضوع القول باستبعاد طلاب من الدراسات العليا بالمعهد العالى للدراسات الآفريقية بدعوى انهم أقباط فهل الغاء خانة الديانة سيعجز المتربص – فى هذا الفرض - للوصول لديانتهم ولو من خلال الاسم كاملا ؟ و لماذا لم يتم اعلان اسماء هؤلاء الطلاب ومواجهة من استبعدهم ومحاكمته علنيا بل وتجريسه اذا كان هذا السبب ؟ هل اخفاء اسمه فى هذه الحالة فضيلة أم انه يشكك فى صحة المعلومة ؟

لقد اثار قرار رئيس جامعة القاهرة احتجاج العديد من النواب – وبالمناسبه ليسوا من السلفيين -  فأعلن النائب بالبرلمان عاطف ميخاليف وكيل لجنة عن تقديمه طلب للمجلس لاقالة جابر نصار لانه أثار بلبلة بشأن وجود تمييز ضد طلبة مسيحيين بالدراسات العليا بمعهد الدراسات الآفريقية ،لانه الامر فيه مبالغة ، وانه ليس هذا وقته ، كما ان هذا القرار يخالف الدستور واللوائح والقانون المصرية، ومن يخالف الدستور لا يستحق ان يمسك منصب في البلد"...كما استنكر النائب غريب حسان، عضو لجنة التعليم بالبرلمان مقترح إلغاء خانة الديانة من المستندات والأوراق الرسمية، لافتًا إلى أن هذا المقترح كان مشروع قانون تقدم به بعض النواب ، ولم يتم التصديق عليه حتى الآن وهو ما يعنى ان جابر نصار يتعامل مع الجامعة على إنها مملكته ويصدر قرارات وقوانين على مزاجه! 

وأوضح النائب أن إلغاء خانة الديانة سيثير حالة من الفوضى والبلبلة، نظرًا لأنه سيؤدي إلى انعدام التمييز بين المسلمين والمسيحيين، ما سيؤدي إلى أزمات عدة أبرزها النسب والزواج العرفى بالجامعات

العجيب ان من يدافعون عن قرار جابر نصار كم أشبعونا باحترام الدستور .. فبأى دستور أستند اليه رئيس الجامعة دون علم وموافقة النواب ؟

ان القرار يتوافق كثيرا مع اللادينيين والملحدين والبهائيين وعبدة الشيطان مهما حاولوا تبريره ، بينما كل مسلم وكل قبطى يعتد ويعتز بدينه

  

الصمت أمام كذب كتاب تاريخ بمدرسة امريكية فى القاهرة بانتصار اسرائيل فى حرب أكتوبر جريمة وأهانة وارتضاء باخلاق العبيد

بقلم : على القماش

استقبال تبرير السفارة الآمريكية بانها لا شأن لها بما تدرسه المدرسة الامريكية بالمعادى فى كتاب التاريخ بان اسرائيل هى التى أنتصرت على مصر فى حرب 1973 بالرضاء والصمت و" ببرود " مهزلة تستوجب محاكمة المسئولين فى الخارجية وفى التعليم وكل من صمت ازاء هذه الاهانة

ما شان السفارة الآمريكية بمدرسة على أرض الدولة الا لو كانت المدرسة جزء من السفارة أو أن المنطقة الموجود بها المدرسة بالقاهرة مستعمرة أمريكية ؟!

وهل لو كان هذا التصرف جاء من مدرسة تتبع دولة عربية او افريقية كان سيحدث نفس الموقف فى البحث عن تبرير أم انه كان سيتم بهدلة المدرسة والدولة المنتمية اليها ؟

ان المدرسة الامريكية وغيرها يجب ان تخضع للدولة خاصة اذا كانت ما تدرسه ولطلاب مصريين ليس كذبا فحسب بل اهانة للتاريخ والبطولات وللكرامة وللدماء ولسيناء .. ومن يرضى بغير هذا فليقبع فى اخلاق العبيد ، وليضع الاحذية الامريكية فوق راسه . ولكن هذا شأنه وحده

وللآسف فان ما حدث فى المدرسة الآمريكية ليس جديد ، فقد اثيرت أزمة مشابهة منذ سنوات بسبب ما جاء فى كتاب التاريخ الذى يدرسه تلاميذ المدرسة الدولية الذكية بان اليهود هم بناة الاهرام ، وهو نفس الكتاب الذى يدرس للتلاميذ الانجليز وأشرفت على طباعته جامعة كمبدرج بدون تعديل فى المنهج الذى يدرس بالمدارس فى مصر بالغاء الاكاذيب

 كما قامت وزارة الثقافة وقت فاروق حسنى بوضع موسوعة أمريكية بعنوان " موسوعة الطفل " فى مكتبات المدارس .. وقد أثارت هذه الموسوعة احتجاجات واسعة وقتها ، وتم تشكيل لجنة من التعليم ، كشفت عن اخطاء تاريخية وعلمية ودينية جسيمة منها :

ان كتاب ألف ليلة وليلة يعتبر الكتاب الثانى فى الاسلام بعد القراّن الكريم

ان القدس هى عاصمة اسرائيل

 ان شامير أنضم الى المنظمات التى تقاتل فى سبيل استقلال اسرائيل

 ان صلاح الدين قام بالاستيلاء على القدس 

المعروف ان هناك سيل من الافلام التىتروج للاكاذيب الاسرائيلية ، وهى أفلام تتسلل الى المشاهد المصرى لتدمغ فى رأسه الاكاذيب 

ولكن اذا كانت وزارة التعليم الغت سيرة صلاح الدين الايوبى ومحت ذكر فى المناهج الجهاد ضد اسرائيل ، ووصفت العدو الاسرائيلى فى المناهج بدولة صديقة هل يستغرب أحد مثل هذا التصرف فى المدرسة الآمريكية ؟!

اننا فى انتظار محاكمة وأقاله لمن أرتضوا الكذب فى أغلى نصر وهو نصر أكتوبر ونسبه للعدو الصهيونى .. كما نطالب بمحاكمة أصحاب اخلاق العبيد

يا ساده أنقذوا النيل للآخبار

 بقلم : عصام العبيدى

بعد أن كتبت مقالين فقط فى سلسلة مقالاتى.. عن قناة النيل للأخبار والمهازل التى تجرى فيها.. فوجئت بالعديد من «الوسطاء».. يتدخلون ويجرون الاتصالات..وكان محور أحاديثهم ينصب على ضرورة عمل جلسة ودية.. بينى وبين عمر الشناوى رئيس القناة.. والذى يدير القناة.. وكأنها عزبة ورثها عن أجداده!!

وفى كل مرة أرد على هذه الاتصالات الكريمة.. بأن ما بينى وبين الرجل هو المصلحة العامة فقط.. فليس بينى وبينه خلاف شخصى.. وﻻ نحن فى خناقة.. تحتاج لتدخل أولاد الحلال لإنهائها.. فليس بيننا وبين الرجل -كما قلت- إلا مصلحة القناة والتى كان يعول عليها الكثير والكثير.. أن تنافس بل وتتفوق على قناة الجزيرة.. والتى أصبحت الآن.. هى لسان الشيطان فى العالم العربى.. بل كنا نتوقع أن تتفوق النيل على الجزيرة.. لمَ لا وهى تضم نخبة من الكفاءات والمواهب.. والتى كانت وستظل هى العمود الفقرى.. لكل فضائيات مصر.. والعالم العربى.. فمعظم النجوم الزاهرة فى هذه القنوات.. تجدها هاربة من جحيم النيل للأخبار!

لأنهم باختصار وجدوا «الحاضنة» التى تضمن لهم النجاح.. ولم يجدوا فى طريقهم.. قيادات تعوق العمل وتقيد المواهب.. كأخونا عمرو الشناوى!

فهناك المذيع هو النجم.. صاحب الأمر والنهى.. والجميع يتحلقون حوله..ويخدمون عليه.. وهناك تجد رئيس التحرير ومن معه من فريق الإعداد.. هم القائد والمحرك الأساسى للعمل.. فيتم اختيار الضيف.. حسب الموضوع.. أو كما يقولون دائماً.. الموضوع بينادى صاحبه.. ولا يتدخل رئيس قناة ويفرض عليهم..استضافة كل من له مصلحة أو بيزنس معه.. كما يحدث فى الإعلام الرسمى للأسف!

لهذا ينجحون ويبدعون ويصبحون نجوم شباك.. تتلقفهم القنوات الخاصة..وتدفع لهم الملايين

"كتابة التاريخ" علي الطريقة الأمريكية

بقلم : شكرى القاضى

لم تكن حرب أكتوبر المجيدة سوي جولة من جولات الصراع العربي  الإسرائيلي ولكنها ستظل الحدث الأعظم في تاريخ المصريين والعرب المعاصر فقد كان انتصار القوات المسلحة المصرية في تلك الحرب موضع اهتمام للأكاديميات العسكرية في مختلف دول العالم وعندما تصر إسرائيل علي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلي المزيد من الضغوطات علي المصريين فانها تراهن علي تغييب العقل الجمعي للأجيال التي خرجت للحياة بعد حرب أكتوبر عام 1973. أقول ذلك علي خلفية الكشف عن "كتاب التاريخ" الذي يتم تدريسه في المدرسة الأمريكية بالمعادي لأكثر من خمسة وأربعين جنسية إلي جانب الطلبة الأمريكان وبينهم طلاب مصريون.. الكتاب المذكور يزيف التاريخ ويتضمن وقائع كاذبة وفاضحة بأن مصر لم تنصر في تلك الحرب وان إسرائيل قد انسحبت من سيناء طواعية لأنها - طيبة القلب - ليس فقط بل تمادي كتاب التاريخ في المدرسة الأمريكية بالقاهرة في الذهاب إلي أبعد من ذلك زاعما ان إسرائيل هي المنتصرة في حرب أكتوبر وكأن تضحيات الجيش المصري الباسل قد ذهبت أدراج الرياح.. كما ألمني ذلك الكتاب وكم جرح كبرياء المصريين وقلل من أهمية إنجازهم العسكري الذي شهدت به الدنيا بأسرها ولست أدري لماذا تم الكشف عن هذه الفرية المفضوحة الآن في ظل احتفالات مصر بالذكري الثالثة والأربعين لهذا اليوم الخالد في تاريخ المصريين علي وجه الخصوص وواقع الحال أن تلك الواقعة المخزية كشفت عن قصور واضح في أداء الأجهزة الثقافية في الداخل فلا يكفي ان تتضمن كتب التاريخ المصرية عدة وريقات تتناول فيها حرب أكتوبر المجيدة وعلي الهيئة العامة للاستعلامات أن تضاعف أنشطتها ومطبوعاتها علي الصعيدين الإقليمي والمحلى

. ** ولا يختلف اثنان علي أن مثل هذا الكتاب المزعوم جزء من مخطط صهيو أمريكي لتشويه صورة جيشنا العظيم والعمل علي النيل منه باعتباره خط الدفاع الأخيرة عن الأمتين العربية والإسلامية. فواقع الحال أن تلك القضية تتجاوز وقائع التزوير بمراحل ولا يجب أن تمر مرور الكرام فالقضية سياسية بعباءة تعليمية والاحتجاج لدي السفارة الأمريكية واجب وضروري وحسناً فعلت بعض الصحف مطالبة في تحقيقات صحفية ومقالات بإغلاق تلك المدرسة ومطالبة مجلس النواب بإعداد مشروع قانون يسمح لوزارة التعليم المصرية بمراجعة مناهج الجاليات الأجنبية في مدارسها علي الأراضي المصرية كالمتبع مع المدارس الدولية. 

- جدير بالذكر ان المدرسة الأمريكية بالقاهرة أنشئت منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وإذا كان المتحدث باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة قد أنكر تبعيتها للسفارة. فإن كل الشواهد تؤكد علي وجود خطة ممنهجة لحصار المصريين علي كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والتعليمية ودعوني اختلف مع الذين يحملون الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم مسئولية التقصير في متابعة مثل تلك المدارس الدولية بمصر. فالمدرسة الأمريكية بالمعادي لا تتبع وزارة التربية والتعليم بالفعل باعتبارها مدرسة جاليات أجنبية وليست ضمن المدارس الدولية الخاضعة لرقابة الوزارة والتي تلتزم بتدريس المواد التي تحافظ علي هوية مصر والمصريين وفي مقدمتها اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية ومن ناحية أخري فإن مدارس الجاليات الأجنبية لا تقبل سوي الأجانب فقط والمصريين مزدوجي الجنسية ولكن المدرسة الأمريكية قبلت مصريين بشرط تسديد المصروفات بالدولار الأمريكي بالمخالفة للقانون. الأمر الذي يخضعها لتقنين أوضاعها بعد مخاطبة وزارة الخارجية. 

** آخر الكلام : 

انتظر علي أحر من الجمر صدور الطبعة الثانية من كتابي: "أغلي الرجال".. شهداء حرب أكتوبر 1973 والمقرر طباعته خلال أيام بالهيئة العامة للكتاب والذي وقع أمر نشره الصديق حلمي النمنم قبل اختياره لحقيبة الثقافة بمنتصف سبتمبر من العام الماضي.. كان من المقرر ان يطرح الكتاب بمنافذ الهيئة يوم السادس من أكتوبر الفائت بناء علي تعليمات مشددة من رئيس الهيئة لكن البيروقراطية دائما ما تقف حجر عثرة دون الإنجاز في كافة المستويات ودعوني أخاطب الدكتور هيثم الحاج علي متسائلاً: ألم يكن الاهتمام بصدور مثل هذا الكتاب في توقيته المناسب خير رد علي كتاب التاريخ المزعوم..؟!

بعد منعها نشر مقال د. عبد الخالق فاروق ضد احمد عز .. " ومقال نور الهدى زكى . " المصرى اليوم " تمنع نشر مقال الحكيم ضد رئيس البرلمان 

والله عال يا عبدالعال..!!

بقلم :سليمان الحكيم

بينما كان كل أعضاء مجلس الشعب "بربطة المعلم" يحتفلون في شرم الشيخ بمرور قرن ونصف على مولد مجلسهم "الموقر" وذلك علي حساب أكبر تاجر محتكر للسكر والأرز وكافة المواد الغذائية. كانت شرطة التموين في مصر الجديدة تلقي القبض على قهوجي غلبان بتهمة الاتجار في السكر لمجرد أن عثرت في حوزته على 10 كيلو جرامات من السكر الذي يبدو أن حيازته أصبحت الأن من المحرمات في حكم المواد المخدرة. أما المعلم الذي ذهب أعضاء مجلس النواب بربطته إلى شرم الشيخ يتمرغوا في خيره وينعموا بعطاياه. فهو رئيس اتحاد الغرف التجارية "شهبندر التجار" الذي تسبب في إحداث أزمة السكر والأرز بسبب احتكاره الذي نجا به من عقاب قانون منع الاحتكار بعزومة شرم الشيخ. وبدلا من أن تقوم الحكومة باقتحام مخازن الأرز التابعة له للاستيلاء على الكميات الهائلة المكدسة فيها والتي قام باحتكارها ليتلاعب بها في السوق السوداء. كما فعلت مع بعض صغار محتكري السكر. تركته الحكومة بغنائمه وراحت تستورد الأرز من الخارج بالعملة الصعبة التي عز وجودها لدي الحكومة والتجار على السواء. وقد رأينا كيف تصرف المغفور له الدكتور أحمد جويلي حين كان وزيرا للتموين في أزمة السكر وقتئذ. ليأمر الجويلي باقتحام المخازن التابعة للصفدي أكبر محتكري السكر في ذلك الوقت. والاستيلاء على ما بها من كميات ليقوم بطرحها في المجمعات الاستهلاكية بالسعر الذي حددته وزارة التموين لتنتهي أزمة السكر في يومين فقط حين كانت الحكومة ووزير تموينها يتمتعون بكرامتهم ولديهم "عين" لم يفلح أحد المحتكرين في كسرها. حسب المثل الشعبي القائل "اطعم الفم تستحي العين". ولكن أعضاء الحكومة ونواب البرلمان الذين ذهبوا إلى شرم الشيخ أبوا إلا أن يحتفلوا بمرور قرن ونصف على بدء الحياة البرلمانية في مصر وسط مناخ فاسد الهواء والرائحة. منتهكين قانونا أصدره زملاء لهم في السابق بتجريم الاحتكار والمحتكرين. فتغاضوا عن القانون الذي يحرمه ويجرمه في مقابل ما أنعم به عليهم أحد كبار التجار المحتكرين. بل هو شيخ التجار ونقيبهم. الذي راح يتحدي سافرا وعيانا بيانا قانون منع الاحتكار بوضع أعلام اتحاد الغرف التجارية وشعاره علي كل منضدة يجلس عليها ضيوفه من أعضاء البرلمان ليذكرهم بالثمن الذي تقاضوه مقابل ضرب القانون في عرض الحائط. والغريب أن أحدا من أعضاء المجلس "الموقر" لم يشعر بالغيرة على القانون الذي هو مسؤوليتهم الأولي. فيغادر المكان محتجا على هذا الثمن البخس المدفوع لهم لقاء تواطؤهم بعد أن تخلصوا من ضمائرهم ووأدوا أي شعور بالنخوة والشرف. فرضخوا قانعين لهذا المحتكر. و"المحتقر" للقانون والدستور. فأكلوا وشربوا وناموا مستريحي الضمير الذي جري تدريبه على قبول مثل هذه المواقف المخزية. الاف الأطنان من السكر مكدسة في مخازن المحتكرين. تغض الحكومة الطرف عنها. وتبحث عن كبش فداء أخر تضع في رقبته مسؤولية الأزمة فلم تجد سوي هذا القهوجي الغلبان وفي حيازته عشرة كيلو فقط هي السبب الذي رأته الحكومة في أزمة السكر ورفع أسعاره. وهي نفسها التي ألقت القبض من قبل على أحد الصبية في بني سويف لأنه سرق خمسة أرغفة من أحد المخابز رأت الحكومة أيضا أنه السبب في أزمة الخبز والدقيق. ولم تنس بعدها أن تخرج علينا ببيانات وتصريحات تدعي فيها أنها تكافح الفساد وتستأصل شأفته. بينما هي نفسها غارقة فيه بتجاوز ركب زكريا عزمي إلى رأس "شريف"..نعم شريف... ونص!!

 

عن عصافير الأمن في الصحافة والاعلام

 

بقلم : محمد حماد 

في كل جريدة ؛ كما في كل عمل له علاقة مباشرة بالتواصل مع الناس؛ يكون هناك عيون للأمن؛ غالباً من العاملين في الجريدة ؛ وأذكر أننا عقدنا عدة جلسات مكثفة لاختيار المرشحين للتعيين في جريدة العربي الناصرية ؛ وكان من بين المرشحين واحد من هؤلاء الذين كنا نسميهم "عيون الأمن" ؛ وكنت أستغرب تحمس أحد قيادات الجريدة لتعيين هذا الشخص؛ وبدأت أشك في أن هذا التحمس وراءه رضا من رئيس التحرير ؛ فانتحيت به جانباً وقلت له بشكل مباشر : 

- أخشى أن نكون في طريقنا لتعيين واحد الكل يعرف ارتباطه بأمن الدولة..!

لم أفاجأ بموقفه ولا برد فعله ولكني فوجئت بمنطقه ؛ قال:

- دعنا نعيين من نعرف أنه على صلة بهم؛ بدلاً من ندفعهم الى التعامل مع أحد المعينين وساعتها لن نعرف علاقته بهم !

عصافير الأمن المنتشرين في الصحافة والاعلام كانوا محل مناقشة بين الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين مع وزير الداخلية ورئيس الوزراء الأسبق ممدوح سالم:

قال له ممدوح سالم ما معناه:

— " كل التقارير التي تتلقاها أجهزة الأمن ضد الصحفيين يكتبها صحفيون منكم".

وكان رد الاستاذ بهاء منطقياً فقال له:

— " هذا طبيعي فأدق التقارير عن الطلبة لابد أن يكتبها طلبة؛ وهكذا الشأن في كل مجال، ونحن نعرف الصحفيين الذين يحترفون كتابة التقارير السرية لأجهزة الأمن ضد زملائهم، 

ولكنكم لو تحريتم عنهم قبل أن تأخذوا بكلامهم لعرفتم أنهم من أردأ نوعيات الصحفيين الفاشلين المملوءة قلوبهم بالضغينة ضد كل صحفي ناجح".

يقول الأستاذ بهاء:

— رد عليَ ممدوح سالم ردأ لا انساه لطرافته وصدقه معا فقال لي على الفور:

"طبعاً ونحن نعرف ذلك، ولكن هل تتوقع من صحفي مستقيم حسن الأخلاق ، ابن ناس، وناجح في عمله ، أن يكتب تقارير للمباحث نظير أجر؟

" هات لي عشرة من هؤلاء ولو كانوا من متخرجي أكسفورد يرضون أن يكتبوا تقارير للمباحث وسوف تستغني المباحث فورا عن النوعية التي تكتب التقارير عادة"

وأغرقنا في ضحك طويل

 أعلام صديق للطفولة

 

بقلم : فتحى محمود

«نريد تغيير العقول قبل تغيير المناهج» .. مقولة مهمة شدتنى بقوة خاصة إذا كان قائلها عالما ومفكرا كبيرا ليسعلى المستوى المحلى فقط, ولكن عربيا ودوليا أيضا، وهو الدكتور حسن البيلاوى الخبير التربوى العالمي, والأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية، والمناسبة كانت خلال أعمال ورشة عمل الإعلاميين حول معالجة الإعلام العربى قضايا حقوق الطفل تحت شعار «إعلام صديق للطفولة» والتى نظمها المجلس العربى الأسبوع الماضى مع معهد الأهرام الإقليمى للصحافة وإدارة المرأة والاسرة والطفولة بجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربى للتنمية «اجفند»، وذلك بمقر مؤسسة الاهرام بالقاهرة.

 

وأوضح خلالها الدكتور البيلاوى أن المجلس يسعى لتحقيق رؤيته الاستراتيجية للعمل مع الطفولة من خلال تبنى نموذج تنشئة، يقوم على بناء عقل جديد لمجتمع جديد فى عالم جديد، وذلك وفق مبادئ تعتمد على العدل الاجتماعى والحرية والمواطنة والكرامة والتمكين، وكلها مبادئ أقرها الدستور المصرى للعام 2014، إلى جانب أن مستقبل مصر يكمن فى قدرتها فى التعامل مع الطفولة التى تمثل أكثر من 40% من عدد السكان، وأن مصر - فى هذه المرحلة المهمة - تحتاج إلى تغيير جذرى ينقلها إلى التقدم، وهذا لن يتم إلا بوجود كتل من الفاعلين الاجتماعيين لقيادة وتبنى الأفكار نحو التغيير، وهو ما يمكن أن يقوم به الإعلام باعتباره أحد هذه الكتل الفاعلة اجتماعيا والقادرة على نقل الرؤى والأفكار إلى القاعدة الجماهيرية، وبما يسهم فى إحداث التغيير المنشود، مشيرا إلى أنه من هنا جاءت أهمية العمل فى هذه الورشة مع مؤسسة إعلامية مثل مؤسسة الأهرام العريقة

الحقيقة أن المجلس العربى للطفولة والتنمية برئاسة الأمير طلال بن عبد العزيز يقوم بدور مهم على المستوى القومى والمحلى فى ظل الظروف التى تمر بها الأمة العربية الآن، ومنذ ثلاثة أشهر فقط وقع الأمير طلال أربع اتفاقيات دعم فى مجالات تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأولى عن دمج وتأهيل الأطفال فى وضعية الشارع، والثانية عن تنمية الطفولة المبكرة، والثالثة عن دعم دور المجتمع المدنى والإعلام، والرابعة حول إعداد المعلم العربى معرفيا ومهنيا، بتمويل من برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» الذى يترأسه.

 

كان نصيب المجلس العربى منها اتفاقيتين، الأولى خاصة بالمرحلة الثانية من مشروع تأهيل ودمج الأطفال فى وضعية الشارع بمصر من خلال تربية الأمل تحت شعار(أنا اخترت الأمل) والذى يعمل على تطبيق مدخل علمى جديد يعتمد على تأهيل ودمج الأطفال فى وضعية الشارع فى حياة إنسانية كريمة, عبر تطبيق حزمة من البرامج التى تعتمد على التعليم والفنون والتربية الرياضية لكسب الثقة وتربية الأمل واكتشاف الذات وتنمية مهارات الحياة المؤهلة للدمج الاجتماعي.

 

والاتفاقية الثانية خاصة بدعم الارتقاء بمركز تطوير وتنمية رياض الأطفال بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر وتحسين الاستعداد المدرسى فى مرحلة الطفولة المبكرة،

 

لدى 15 ألف طفل فى رياض الأطفال من خلال تنمية البيئة المؤسسية لـ 300 روضة أطفال فى خمس محافظات مصرية.

وهذا يعنى اننا أمام منظمة عربية لديها رؤية استراتيجية محددة للتعامل مع قضايا الطفولة فى الوطن العربي، لكن الاهتمام بمعالجة الإعلام العربى لقضايا حقوق الطفل عمل ذو أهمية قصوى يستحق التأمل، فالترويج والالتزام بالمبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربى قضايا حقوق الطفل ، كخطوة أساسية ـ كما يقول الدكتور حسن ـ فى تنفيذ مشروع المرصد الإعلامى لحقوق الطفل العربي، الذى بادر المجلس بتأسيسه بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج «أجفند» ليكون آلية تعنى برصد ومتابعة ومراقبة الإعلام العربى فيما يخص حقوق الطفل، وأن المرصد الإعلامى سبق وأن قام بإجراء دراسة علمية حول واقع الأداء الإعلامى لمعالجة قضايا حقوق الطفل العربى طبقت فى ست دول عربية من بينها مصر، كانت نتائجها مقلقة ومؤكدة عن غياب أجندة عربية لقضايا الطفولة والحاجة إلى تلك المبادئ كضوابط مهنية عند تناول قضايا حقوق الطفل.

 

وقد سبق أن رأينا أمثلة فجة على هذه الانتهاكات الإعلامية خلال شهر رمضان الماضى من خلال بعض الإعلانات والمسلسلات التليفزيونية، الأمر الذى يؤكد أهمية النشاط الكبير الذى يقوم به المجلس العربى بهذا الصدد والذى يجب أن يلقى تعاونا كاملا من جميع وسائل الإعلام العربية

 

اعادة اكتشاف رئيس تحرير

 بقلم :  عزت ابراهيم

 

بيروت ــ أنعشت مناسبة العيد الـ 140 لتأسيس «الأهرام» ذاكرة الصحيفة من خلال القراءة العميقة لتاريخ استثنائى لا يقارن فى مشوار الصحافة العربية. الخيط المشدود بين القاهرة وبيروت لم ينقطع فى الصحافة مثلما لم ينقطع فى الثقافة والفكر والفن وجيل الرواد اللبنانيين فى مهنة القلم مثار فخار وزهو بين أجيال من اللبنانيين خاصة بما قدموه فى مصر فى أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. واحدة من ميزات إعادة قراءة تاريخ صحيفة عريقة أن تنقب فى التاريخ وتنفض الغبار عن شخصيات أثرت الحياة العامة لكن صفحتها فى التاريخ لم تأخذ حقها وفى مقدمة هؤلاء داوود بركات الذى تسلم رئاسة التحرير من جيل المؤسسين العظام آل تقلا، فكان بحق صاحب البصمة الفريدة التى وضعت أسس الأهرام كمؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية بحق. من يعرف أن بركات كتب 7 آلاف مقال من علامات الفكر السياسى عندما جمعتها العائلة بعد وفاته بين دفتى كتاب ظهر كتابان مهمان فى دراسة تاريخ مصر المعاصر لا يلتفت إليهما الكثيرون وهما «السودان ومطامع السياسة البريطانية»، و«البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام 1832»! فى حضرة داوود بركات، أقامت جمعية تحمل اسمه فى بيروت احتفالا فريدا يوم الجمعة الماضي، بجامعة سيدة اللوزية، تبارى فيه رموز المجتمع اللبنانى فى الحديث عن خصال شيخ الصحافة العربية الذى جلس على مقعد رئيس التحرير 34 عاما (1898-1932) قلب خلالها موازين المهنة وثبت أركانها، وقال عنه ممثل البطريريك المارونى مار بشارة بطرس الراعى أن الرجل الذى تسلم الأهرام أربع صفحات وسلمها 14 صفحة مشيرا إلى كلمة توفيق اليازجى «حياة الأهرام من روح داوود.. وروح الأهرام من إيمانه» وما قاله صاحب جريدة السياسة محمد حسين هيكل من أن داود بركات قد «تمثلت فيه إرادة أمة وثورة أمة.. أدى الوفاء للبنان الحبيب وأخلص الولاء لمصر العزيزة». كم الحب والتقدير لمصر والأهرام فى احتفالية بركات جاء على قدر ما قدمته مصر لكل تلك الشخصيات التى انصهرت فى البوتقة المصرية لتخرج إبداعا عظيما فى الصحافة والمسرح والثقافة والسينما والغناء.

 

الأفكار التقدمية لداود بركات لم تأخذ حقها مثلما حدث مع أسماء أخرى فى مطلع القرن العشرين ربما لأنه كان ينشر تأثيره على صفحات الأهرام ويعززه بدور سياسى مرموق لم يبرزه المؤرخون أو يعطوه حق قدره. يلفت الكاتب سهيل مطر، من جامعة السيدة اللويزية، أن كثيرا من الأفكار التى مازالت رائجة فى المحيط العربى اليوم تحدث عنها داوود بركات قبل أكثر من مائة عام ومنها: «الرجال فى كل أمة يقاسون بأعمالهم لا بأموالهم» و«خير للأمة ألا يكون لها نواب من أن يكون لها نواب يخدمون الأشخاص على حساب الوطن»، وهناك مقالات يتحدث فيها عن كارثة الخلط بين الدين والسياسة وهو بمثابة إنذار مبكر عن ظاهرة ندفع ثمنها اليوم حيث يقول «يجب تحطم الروحانية الزائفة وقراءة النص الدينى وفق متطلبات العصر»، وأيضا «بعض رجال الدين فى الشرق أصبحوا أصحاب حرفة يسعون من خلالها إلى كسب المال

ويقول رياض نخول صاحب كتاب «داود بركات شيخ الصحافة العربية»، الصادر حديثاً، إن بركات قد امتاز بأنه قد «خبا عنده الشعور الدينى لمصلحة الروح الوطنية» فهاجم تدخل رجال الدين فى السياسة وتبنى مبكرا «الجنسية الوطنية» دينا ودستورا وطرح العلمنة السياسية سبيلا لإدراك الوطنية الحقيقية المنبثقة من الاشتراكية العادلة كحل لقضايا الشرق المعقدة لكى لا تحيله جلافة تقاليده وموروثاته البالية والمتحجرة سطحا بلا عمق فتصب تنوعاته الحية فى القالب القاهر للغالبية العددية.

 

واتساقا مع دوره الوطني، كتب بركات مقالات لإعادة الاعتبار للثورة العرابية ثم وقف بصلابة مدافعا عن الزعيم مصطفى كامل وداعما لثورة 1919 فقال عنه محرر صحيفة البلاغ الوفدية «لقد وسع صدر الأمة حين ضيقت السلطة العسكرية الدنيا على صحافة مصر وكتابها، فكانت الأهرام هى الصحيفة التى نشر فيها الوطنيون دعوتهم وبعثوا منها إلى الأمة برسالتهم.. كانت الصحف فى عهد الاحتلال تناويء مصطفى كامل أو تخالفه إلا داود بركات فقد كان يصفو إلى الزعيم الوطنى بالود ويشايعه ويظهره وينصره بقلمه وبجريدته الأهرام«. ويشير نخول إلى أن بركات كان يستغل موقعه فى «الأهرام» لبث أفكاره الإصلاحية متأثرا بالثقافة الأوروبية- وهو فيما يبدو منهاج سارت عليه الصحيفة فى قيادة التحديث والتطوير فى المجتمع المصرى والعربى حتى يومنا هذا

وكان بركات من مهندسى المقاومة الثقافية ضد المحتلين على اختلاف أنواعهم فيما كان الخط القومى العربى يسير بالتوازى مع فكرة الانتصار لاستقلال لبنان. وقد اعتبر الصحفى الكبير نجيب كنعان مساهمات داود بركات فى طرح فكرة ظهور الجامعة العربية بمثابة مشاركة فى التأسيس حيث قال إن الجامعة قد تكونت فى مكتبه قبل إعلانها بسنوات. ومصير لبنان كان هماً خاصاً لشيخ الصحافة حيث تشير المراجع اللبنانية إلى اجتماع «بيكو»، المسئول الفرنسى عما عرف فيما بعد باتفاقيات سايكس- بيكو بين إنجلترا وفرنسا، بكل من داود بركات وأنطون الجميل وجبرائيل تقلا وأوغست أديب فى عام 1918 لاقناعهم بالتخلى عن امتيازات لبنان واستقلاله، لكن بركات رفض وتمسك بالكيان المستقل بضمان الدول الكبرى وفيما بعد تردد أسمه مرشحا لرئاسة البلاد إلا انه رفض! كما كرس بركات قلمه للقضايا العربية داعيا دوماً إلى مواجهة سلطة العثمانيين وعملية «التتريك» وأسس «حزب الاتحاد اللبناني» ليكون نواة المقاومة فى وجه الانتداب الفرنسي.

 

ويوضح نخول أن فى لحظة انكشاف عملية تقسيم المنطقة وصدور «وعد بلفور» أسس الحزب «الاتحاد السوري» المطالب باستقلال سوريا الطبيعية «بضمانة الدول الكبرى مع مراعاة وضع لبنان المستقل بحدوده التاريخية» طارحا كيمياء سياسية خاصة ما بين الاتحاد السورى واللبناني. وفى وداعه، كتب أحمد زكى باشا قائلا: «أيها الناس لقد دفنتم فى هذا القبر قلما، أمضى من السيف وأنور من البدر.. قلم كان أمة لوحده.. دافع عن مصر والعروبة وأيضا عن الإسلام

حياة داوود بركات لم تكن عابرة فى تاريخ مصر المعاصرة وقد طالت سيرته الإهمال مثلما طالت شخصيات كثيرة لكن «الأهرام» و«جمعية داود بركات الثقافية» يمكنهما تنوير المصريين واللبنانيين المعاصرين بصفحات عطرة من سير عظيمة لا نعرف عنها اليوم سوى قشور!

 

الآثر العكسى للتلفزيون

بقلم : د وحيد عبد المجيد

لا يخفى الدور الكبير الذى يقوم به التليفزيون منذ ستينيات القرن الماضى فى صنع حكام وسياسيين عن طريق رسم صورة معينة تختلف عن الواقع. ووصل الأمر إلى حد أن بعض الحكام المستبدين اعتمدوا عليه اعتماداً شبه كامل فى الوصول إلى السلطة والبقاء فيها طيلة حياتهم. والمثال الأبرز على ذلك الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو شافيز الذى تولى السلطة لمدة 15 عاماً، ولم يتركها إلا إلى العالم الآخر. فقد برع فى استخدام الشاشة لاستمالة الجمهور بحكم خبرته قبل الرئاسة كمقدم برامج ومسابقات تليفزيونية، حيث كان قادراً على جذب أعداد كبيرة من المشاهدين وإشعال حماسهم. 

 

ولذلك فعندما ظهر دونالد ترامب على مسرح الانتخابات الأمريكية، بدا أن تجربته التليفزيونية ستكون عاملاً مهماً فى رفع أسهمه وتيسير مهمته. فهو يتميز بحضور قوى وشخصية ذات سمات قيادية، فضلاً عن خبرته فى برنامج تليفزيونى يسمى «ذا إبرانتيز» أى المبتدئ، حيث كان يُقدّمه ويقوم بدور الحكم بين المشاركين أو المتسابقين فيه. كما أنه يجيد إطلاق تصريحات تخلق أثراً عاطفياً أو انفعالياً فورياً، وتؤدى إلى ازدياد التفاعل معه. وكثيرة بالفعل النيران الإعلامية التى أوقدها منذ بداية الحملة الانتخابية، واشتعل فيها سحر حضوره التليفزيونى الذى يضعف أمامه المشاهدون الأقل وعياً. غير أن هذا السحر الذى يجيده انقلب عليه، وأصبح من عوامل تراجعه أمام منافسته المخضرمة هيلارى كلينتون. فقد تحول الأثر الإيجابى لحضوره التليفزيونى فى اتجاه معاكس فى الأسابيع الأخيرة التى ظهر فيها مضطرباً وعاجزاً عن مجاراة منافسته، وخصوصاً منذ المناظرة الأولى التى كان واضحاً أنها بذلت جهداً فى الإعداد الجيد لها، واعتمدت على تقديم رسائل سياسية محددة، وليس على صورة تريد أن ترسمها لنفسها

وتكرر ذلك فى المناظرتين التاليتين، إذ لم تفد خبرة ترامب التليفزيونية الطويلة فى موقف يتطلب خبرة من نوع آخر. وسقط الاعتقاد الذى كان شائعاً فى أن التليفزيون يُعد أداة ترامب التى يمتلكها، والوسيلة الأكثر فاعلية فى حملته الانتخابية. 

ولا غرابة فى ذلك، لأن الاعتماد على صورة يرسمها الإعلام بمنأى عن الواقع قد يفلح لبعض الوقت، ولكنه لا يفيد طول الوقت، حيث يظهر أثره العكسى عاجلاً أو آجلاً.

 

قلعة الحشاشين

بقلم : وائل عباس 

الكثير منكم يلعب لعبة الفيديو جيم الشهيرة Assassin’s Creed منذ عدة سنوات الآن، بل إن هوليود أنتجت فيلما مقتبسا عن اللعبة تم تصويره بالفعل والانتهاء منه في يناير الماضي ومقرر له العرض في دور السينما يوم 21 ديسمبر القادم، سيكون أبطاله مايكل فاسبندر وماريون كوتيارد. طبعا الفيلم خيالي تماما كما هي اللعبة، لكن للقصة أصول حقيقية ذات علاقة بالإسلام وبمصر، وجدت أنه يلزم علينا أن نعرفها خشية أن يسرق الغرب تاريخنا ويتلاعب به ويحوله إلى مجرد خرافة ولعبة الكترونية للمراهقين.

 

الطريقة النزارية هي ثاني أكبر طريقة في المذهب الشيعي بعد الإثنا عشرية، وهي فرع من الاسماعيلية التي انقسمت عن الإثناعشرية بسبب الخلاف على إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، وأسست الدولة الفاطمية التي بنت مدينة القاهرة. يعتنق النزارية ما يقرب من 25 مليون مسلم على الكوكب ينتشرون ما بين 25 دولة، وتقوم النزارية على استخدام العقل والاجتهاد بجانب استخدام النصوص، كما تقوم على الاحتواء للمختلفين وعلى العدالة الاجتماعية. ينتمي اليهم رابع أغنى أغنياء الهند عظيم برمجي، وعائلة منصور لالجي واحدة من أغنى عائلات كندا.

 

ونزار هو ابن الخليفة الفاطمي في مصر وقتذاك المستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر، وأعلن المستنصر أن نزار هو وريثه والخليفة القادم. إلا أن الوزير القوي الأرمني الأصل الأفضل شاهنشاه، وهو بالمناسبة ابن بدر الدين الجمالي الوزير الفاطمي الشهير الذي سميت على اسمه الجمالية. قام شاهنشاه بما يسمى بانقلاب عسكري داخل القصر لأنه كان أيضا قائد الجيوش، وأعلن المستعلي خليفة للمسلمين وأجبر القضاة بقوة الجيش على الاعتراف به، فهرب نزار إلى الاسكندرية وأعلن خلافته هناك وسك لنفسه عملة باسمه، فحاربه شاهنشاه وأسره وأعدمه. وفي روايات أخرى سجنه في الاسكندرية حتى مات. وهنا كان انقسام الشيعة الإسماعيلية إلى "نزاريون" و"مستعليون" حتى يومنا هذا.

 

كان لنزار ابن اسمه الهادي، هربه أتباعه بأمان من الإسكندرية إلى قلعة الاموت، وكلمة الاموت تعني عش النسر بالفارسية، وتقع في جبال البرز شمال إيران وعلى ساحل بحر قزوين. وكانت قلعة الاموت تقع تحت حكم حسن الصباح أو حسن بن على بن محمد الصباح الحميري والمسمى بشيخ الجبل، وحسن الصباح اعتنق المذهب الفاطمي في سن السابعة عشر ثم سافر الى أصفهان وألبانيا ثم مصر حيث صقل تعليمه هناك لمدة ثلاث سنوات، وحبسه شاهنشاه لفترة في مصر لتأييده لخلافة نزار، لكن مئذنة السجن انهارت فاعتبر شاهنشاه أن حبس هذا الرجل نذير شؤم وأطلق سراحه

المطبعون الجدد

بقلم : محمد المنشاوى

 

دخلنا كدول عربية أخطر مراحل التطبيع مع إسرائيل، وهى ما أطلق عليه مرحلة «التطبيع بلا مقابل.. لمواجهة أوهام وجود أخطار مشتركة»! ويحاول المطبعون الجدد إقناع شعوبهم العربية بأن هناك أخطارا تهددهم وتهدد إسرائيل معهم مثل الخطر الشيعى، وخطر تنظيم داعش، وخطر الإرهاب... من هنا وجب علينا (نحن وإسرائيل) مواجهة هذه الأخطار معا. من هنا فنحن نشهد اليوم أخطر مراحل الدفع المتعدد المنصات تجاه تبنى خطوات وسياسات تطبيعية تتجاوز كل ما سبق. ويمكن بسهولة رصد منصة واشنطن وما يجرى فيها وما يخرج منها فى هذا الاتجاه. وهناك منصة الهرولة التى يهرع إليها بعض الحكام العرب مستغلين حالة رسم خريطة تحالفات جديدة بالمنطقة، إلا أن الخطر هو منصة التعليم العربى، وما يجرى فيها من أجل فرض واقع مزيف جديد يحجب عن الأجيال الجديدة من أطفال وشباب العرب حقائق تاريخية طالما آمن بها آباؤهم وأجدادهم.

 

تاريخيا وعلى الرغم من هزائمها العسكرية المدوية أمام إسرائيل، التزمت الدول العربية، ولو شكليا، بشروط الحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 1967، قبل دخولها فى أى مفاوضات سلام مع إسرائيل. وبعدما عقدت مصر ومن بعدها الأردن اتفاقيات سلام منفصلة، بادرت المملكة العربية السعودية لإطلاق مبادرة عربية عام 2002 تضمنت وللمرة الأولى استعداد الدول العربية اعتبار النزاع العربى الإسرائيلى منتهيا، والدخول فى اتفاقيات سلام مع إسرائيل بهدف تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة بشرط الانسحاب الكامل من الأراضى العربية المحتلة عام 1967، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يُتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194 مقابل تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. إلا أن التطبيعيين الجدد لم يعد هناك ما يلزمهم بهذا الحد الأدنى من ضرورة إقرار الحقوق الفلسطينية.

 

 

**

من واشنطن يزداد الحديث عن «التحالف العربى الإسرائيلى» كواقع جديد، وهو ما يمثل وسيلة ضغط مباشرة وفعالة على العقل الجمعى العربى للتأقلم على وضع مخالف لما آمنت به شعوب العرب لعقود. ومن مظاهر هذا التوجه عقد فاعليات علنية تجمع مسئولين إسرائيليين بنظرائهم العرب ممن لا تقيم دولهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وشهد مجلس العلاقات الخارجية اجتماعا بين اللواء السعودى «أنور عشقى»، الذى يرأس حاليا مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» بمدينة جدة، إضافة للمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية «دور جولد». بعد ذلك شهد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمعروف بقربه من دوائر اللوبى اليهودى، جلسة علنية جمعت بين الأمير «تركى الفيصل»، رئيس المخابرات السعودى الأسبق، وبين«يعقوب عميدور» مستشار الأمن القومى الإسرائيلى الأسبق. وتحدث السعوديون عن مشكلات الشرق الأوسط وعن ضرورة دمج إسرائيل فى منظومة مواجهة التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والخطر الإيرانى.

 

كذلك تشتد الجهود الإسرائيلية داخل واشنطن لاستغلال حالة الضعف العربى غير المسبوق من أجل تحسين وضعها التفاوضى فى أى عملية سلام مستقبلية مع الفلسطينيين. وتركز هذه الجهود على القضاء على أى مسوغات قانونية دولية دعت فى السابق لانسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها فى حرب يونيو 1967 عن طريق المطالبة بإعادة كتابة قرار مجلس الأمن 242، والذى صدر قبل 47 عاما وأقره مجلس الأمن بإجماع الأصوات.

 

 

**

أما هرولة القادة العرب تجاه إسرائيل فلم تعد سرا، وتحدث حاكم عربى خلال زيارته لمدينة نيويورك فى جلسة مغلقة جمعته بقادة منظمات يهودية، إضافة لعدد من كبار المفكرين وخبراء شئون الشرق الأوسط من عدة مراكز بحثية أمريكية، نادى خلالها بضرورة استغلال واشطن لحالة الضعف العربى غير المسبوق، والانقسام والتشتت الفلسطينى من أجل إنهاء قضية فلسطين. وقال ذلك الحاكم إن العرب، حكومات وشعوبا، مشغولون بدرجة كبيرة بشئونهم الداخلية الضيقة سواء كانت تلك تبعات للربيع العربى، أو تبعات ظهور وتمدد تنظيم داعش، وهو ما سمح بتلاشى الاهتمام الشعبى والحكومى الرسمى بالشأن الفلسطينى. وذكر الحاكم العربى الحاضرين بأن الدول العربية المعتدلة ستضغط على الفلسطينيين للقبول بدولة تقدمها وتعرفها وتصمم حدودها إسرائيل. ونصح الحاكم الحاضرين بضرورة استغلال فرصة الوضع العربى الراهن، وبسرعة استغلال هذه الفرصة الفريدة لمنح الفلسطينيين ما يشبه الدولة لأنه لا أحد يضمن ما سيأتى به الغد. وجاء الادعاء الحكومى المصرى أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان لتنتقل معه التزامات مصر تجاه إسرائيل للمملكة السعودية خاصة بعدما أكد وزير خارجيتها عادل الجبير التزام بلاده بكل الاتفاقيات الدولية التى أبرمتها مصر بشأن الجزيرتين، ومنها اتفاقية «كامب ديفيد» بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما يمثل صورة أخرى غير مباشرة تدفع فى نفس الاتجاه.

 

***

 

إلا أن أخطر أساليب المطبعين الجدد ظهر جليا فى تغيير المناهج التعليمية للأطفال العرب. فقد اطلعت أخيرا على دراسة جديدة للباحث الإسرائيلى أوفير وينتر بعنوان «السلام مع إسرائيل فى الكتب الدراسية المصرية: ما الذى تغير بين عهدى مبارك والسيسى؟»، ونُشرت فى دورية «تقديرات استراتيجية» عدد أبريل ــ مايو 2016 الصادر عن معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى بجامعة تل أبيب. ومن خلال تحليل محتوى كتاب «جغرافية العالم العربى وتاريخ مصر الحديث» والذى تم تطويره أخيرا والمقرر على المرحلة الإعدادية فى مصر، خلصت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن «هناك تغييرات إيجابية فى تناول قضية السلام مع إسرائيل بالمقارنة بالكتب الدراسية السابقة، حيث تم تناول السلام كشرط مسبق لإحياء الاقتصاد المصرى وتم تناول إسرائيل كشريك شرعى فى السلام يحظى بعلاقات ودية مع الدولة المصرية. فى حين حظى الصراع العربى  الإسرائيلى والقضية الفلسطينية بمساحة نصية أقل من الماضى وتراجع التركيز على الالتزام المصرى تجاه الفلسطينيين ودور الرئيس المصرى فى الاتفاقات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، وهو ما يعكس تغير أولويات النظام المصرى». وتطلق هذه الدراسات ناقوس خطر كبير، إذ أنه وبينما النخب تغرق وسط فوضى الأزمات اليومية التى يحيون فيها، يركز البعض على جهود تُنسى الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال العرب أصل الصراع، وهو ما يعنى إنجاح استراتيجية إسرائيل فى محاولة إقناع العرب أن «الاحتلال ليس هو أصل القضية»، وأن احتلال فلسطين ليس قضيتهم على الإطلاق

 

 

نعمات .. وسعده .. وزميلى  !

بقلم: فتحي سالم - أخبار اليوم

 رحلت عن دنيانا الفانية الكاتبة والأستاذة الجامعية المرموقة نعمات أحمد فؤاد.. حارسة النيل، وحامية هضبة الأهرام من المشروعات الاستثمارية المدمرة، ومانعة التعدي علي قبة الإمام الحسين وعلي تراثنا الاسلامي المعماري، والمتصدية بشراسة لتأجير صحرائنا الشرقية مدفنا لنفايات النمسا النووية.. وآخر سلسلة نسائنا العظيمات: نبوية موسي - درية شفيق - بنت الشاطيء - أمينة السعيد - سهير القلماوي - مفيدة عبدالرحمن - آمال فهمي (أطال الله عمرها) - صفية المهندس - أمينة رزق - ماري منيب - فاتن حمامة - العملاقة سميحة أيوب (حفظها الله).

وقد أثار رحيل الدكتورة نعمات شجوني.. لاني عرفتها في التسعينيات عن طريق التليفون مبديا إعجابي بكتاباتها وانبهاري بمعاركها.. عندما استدعاني رئيسي الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» وقتها وقال لي: «فتحي.. لقد أسندت لك الإشراف علي صفحتي الرأي الي جانب اختصاصك في التحقيقات الصحفية.. آملاً في تطويرهما واستكتاب نخبة جديدة من أصحاب الرأي.. وعاوزك تبدأ فوراً»... فخرجت من لقائي معه لأعود إليه بعد ساعة بقائمة اختياراتي.. التي قرأها بعناية ووافق عليها كلها.. وكان من بين الأسماء التي اقترحتها اسم الدكتورة نعمات فؤاد.. وذهبت إلي مكتبي لأبحث عن تليفونات أول مجموعة سأتصل بها.. وكانوا خمسة منهم نعمات.. فاتصلت بهم.

وبعد يومين تلقيت أول استجابة وكانت من د. نعمات التي طلبت إرسال ساعي المراسلة بالموتوسيكل لعنوانها بحي الزمالك (القريب جداً من مقر الجريدة) لتسلمه المقال.. فأسرعت إلي زميل في السكرتارية الفنية يشرف علي هذه التشهيلات الذي قال لي: حالاً.. وعدت إلي مكتبي.. ومضت ساعتان.. ثم ثلاث ساعات دون أن يأتيني المقال المنتظر.. وإذا بتليفون ثائر جداً من الدكتورة نعمات يتهمني ورئيس التحرير بخداعها وتضييع وقتها وجهدها بدون أي ذنب من جانبها ولا حتي طلب منها بل كان الطلب من جانبنا نحن بألاعيب لا تعرف هي سببها ولا سرها!! وعرفت أن «المراسلة» لم يذهب إليها وأنني عطلتها عن موعد مهم وبالتالي  فأنا مذنب في حقها.. ولم تقبل اعتذاراتي وأغلقت الخط.

فأسرعت إلي زميلي حانقا ومذهولا لأستفسر عما حدث، فإذا به «يصعقني» بأن زميلا كبيرا له تاريخه في الاستئثار بفرص العمل الحساسة ومحاربة كل من يقع في طريقه بالدسائس والمكائد وكتابة التقارير السرية ، فضلا عن أنه كان هو المشرف علي صفحتي الرأي، وقد علم بتكليف رئيس التحرير لي بعمله، فأنذر الزميل بالويل والثبور طالبا منه عدم ارسال الساعي لاحضار المقال من نعمات، فألغي الزميل ارسال الساعي ولم يخبرني بذلك كما أمره لأقع أنا في المصيدة في مواجهة نعمات!! فبحثت عن رئيس التحرير ليرد لي اعتباري فاكتشفت سفره للخارج، وابتلعت همي وقهري، كما سبق ان ابتلعته في واقعة سابقة من نفس الشخص عندما تسلم خطابا من الاستاذ محمود العالم رئيس مجلس الادارة موجها الي رئيس البرلمان باختياري محررا برلمانيا لاخبار اليوم، بدعوي توصيله لرئيس البرلمان الذي يعرفه، وإذا به يخفي ويمزق الخطاب ليحل هو محلي في ذلك، ولم اعرف الحقيقة الا بعد شهور من مراوغته وأكاذيبه.. فآثرت السلامة وتركت له الجمل بما حمل!!

وانتظرت عودة ابراهيم سعده رئيس التحرير ليفاتحني، ولأشكو له. لكنه لم يفعل، ولم افعل أنا بالتالي!! ومات سر أزمة نعمات، كما ماتت هي مؤخرا، ومات الزميل.. ولا يعرف السر سوي سعده المقيم في سويسرا حاليا..  رحم الله نعمات، وغفر للجميع

.

حان وقت تكريم هذا الموهوب

بقلم : عماد صبحى

. حان وقت أن يحصل هذا المبدع العبقرى الرائع الخلوق على ما يستحق من تقدير وتكريم من الدولة ومن نقابتنا "الصحفيين" ومن مؤسسته "الأهرام".

 

أتحدث عن ياسر ثابت، ذلك الموهوب الذي أثرى المكتبة بـ 50 كتابًا في زمن نضبت فيه المواهب، المسكون بروح الإبداع، المعجون بماء العبقرية، هو روائى وأديب وشاعر ومفكر، هو شعلة إبداع غزير لا ينطفئ نورها أبدًا، يمتلك قاموسًا لغويًا بعمق بحر بلا أعماق، موسوعى وقابض على مصطلحاته، قدرته على الوصف والتعبير ليس لها حدود، لغته أقرب إلى الشعر، سواء في تكثيفها أو في تركيباتها الجمالية، تشعر وأنت تقرأ له وكأنه طائر يغرد محلقًا بجناحيه في أفق الإبداع البعيد، أو موسيقار يعزف أروع الألحان.

 

كل يوم أستلهم من مرادفاته اللغوية الرائعة معاني وأتعلم منه كيف تكون الكتابة وكيف يكون الإبداع والتعبير، وأنصح كل زملائى في الإعلام والصحافة باقتناء كتبه وحصيلة إبداعاته وقراءتها، فهى كفيلة بأن تجعلهم يمتلكون كل أدوات مهنتهم كاملة وتضعهم على طريق الموهبة.

 

موهبة ياسر تفتح نوافذ الأمل في أنه ما زال في المواهب بقية، بعد أن طفح على السطح عديمو الموهبة والجهلاء والوصوليون والانتهازيون تمامًا كالبيض الفاسد

ياسر مولود في مدينة كولونيا بألمانيا، وهو من أبناء جيلى، ويسبقنى في التخرج من كلية الإعلام "قسم الصحافة" بجامعة القاهرة بدفعة واحدة، 1985، ونال الماجستير من كلية الصحافة بجامعة "كارديف ويلز" البريطانية عام 1997، ثم حصل على الدكتوراه في الصحافة من جامعة بوسطن، الولايات المتحدة عام 2000، تعرفت عليه في مكتب صحيفة "الوطن" الكويتية في مصر في أواخر ثمانينيات القرن الماضى، حيث كنت مسئولا عن الديسك ولفت نظرى غزارة إنتاجه وروعة أسلوبه وصياغته، ثم تزاملنا في "العالم اليوم" إلى أن التقينا في الإمارات عام 2007 حيث كان رئيسًا لتحرير غرفة الأخبار في قناة "العربية"، ثم عمل مديرًا للأخبار في قناة "سكاي نيوز عربية" عام 2011، قبل أن يعود إلى مصر، ونال إشادة من كُتاب وباحثين أمريكيين تقديرًا لمهنيته وكفاءته خلال عمله كرئيس لتحرير غرفة الأخبار خلال تجربة مهنية قصيرة في قناة الحرة بأمريكا، وكان أحد المؤسسين لصحيفة "الدستور" التي حققت أرقام توزيع غير مسبوقة في مصر.

 

لذة الكتابة في تقديره تكمن في أنها العلامة الكاملة للحياة، والطوق الأخير للنجاة، حروف اللغة عنده تأخذ شكلًا جديدًا، أكثر رشاقة وتركيزًا، لتؤلف جملًا وعبارات تحدد المعاني تخومها وأبعادها وبداياتها ونهاياتها، الكتابة عنده هي ابنة الذاكرة، يقول: "حين نكتب نشعر بالحنين والفقد والشغف، كعشاق حفظوا الهوى أو ودعوه رغمًا عنهم، وبعض تغريداتنا رسائل مشفرة ننثرها في الفضاء الواسع ليفهمها فقط من قُدِر لهم ذلك"، الكتابة لديه هي بوابة الصوت، والكاتب بأحلامه الكبيرة يساعد قراءة على الحياة.

ياسر لم يقدم كل ما لديه بعد، وفيضه الهائل من الإبداعات الأدبية وصل إلى 49 كتابًا أثرى بها المكتبات المصرية والعربية ومنها "الموت على الطريقة المصرية"- "حرائق التفكير والتكفير" "جمرتان: تمارين على النسيان"-"العصا والمطرقة: صراع السلطة والقضاء" - "وطن محلك سر"- "صديق الرئيس: حكام مصر السريون"-"المتلاعبون بالعقول: سقطات الإعلام في مصر" - "دين مصر: أمراء الدم والفيديو"- "حروب الهوانم" - "حكام مصر من الملكية إلى السيسي" - "مصر قبل المونتاج" - "غرفة خلع الملابس: وجوه وقياسات"- "أجمل القتلة" - "ذنب"- "الصراع على مصر: ذئاب مبارك والعهد الجديد" - "أيامنا المنسيـّة" - "تحت معطف الغرام"- "مراودة"- "زمن العائلة: صفقات المال والإخوان والسلطة" - "صناعة الطاغية: سقوط النخب وبذور الاستبداد" - "رئيس الفرص الضائعة: مرسي بين مصر والجماعة"-"حروب العشيرة: مرسي في شهور الريبة"-"محاكمة الرئيس: البحث عن القانون الغائب"-"دولة الألتراس: أسفار الثورة والمذبحة"-"قصة الثروة في مصر"- "شهقة اليائسين: الانتحار في العالم العربي" "هيا بنا نلعب: عن الأوطان.. والأوثان" - "فضة الدهشة: تغريد على غصن تويتر"- "لحظات تويتر: ألف تغريدة وتغريدة" - "فتوات وأفندية" - "حروب كرة القدم" - "جرائم بالحبر السري" - "كتاب الرغبة"- "فيلم مصري طويل"- "جرائم العاطفة في مصر النازفة"- "يوميات ساحر متقاعد"- "قبل الطوفان: التاريخ الضائع للمحروسة في مدونة مصرية"- "جمهورية الفوضى: قصة انحسار الوطن وانكسار المواطن" - "ذاكرة القرن العشرين" - "موسوعة كأس العالم لكرة القدم".

ياسر ثابت ذلك الصحفى المتواضع البسيط لا يقل في عطائه الفكرى عن كثير من المبدعين، وحان وقت أن تلتفت له الدولة وتمنحه ما يستحق

 

ثروت عكاشه وثورته الثقافية المجهضة !!

بقلم : محمد عبد الحكم دياب

الحديث عن رواد التنوير العربي ورموزه يبقى ناقصا إذا لم تتعرف الأجيال الجديدة على الدكتور ثروت عكاشة ودوره؛ كظاهرة متفردة تخطت تخصصها الوظيفي والمهني وتجاوزت حدود الجغرافيا السياسية لمصر والوطن العربي، وجعلت من الثقافة العربية قوة ناعمة مؤثرة في الثقافة الثورية المعاصرة؛ وإليهم أقدم هذا التعريف المختصر بهذا المثقف الكبير: 

 

١٥ - ثروت عكاشة (١٩٢١ - ٢٠١٢)؛ قاهري المو لد سنة ١٩٢١، بدأ حياته الوظيفية ضابطا بالقوات المسلحة، بعد حصوله على بكالوريوس العلوم العسكرية عام ١٩٣٩، وأتم دراسته في كلية أركان الحرب عام ١٩٤٨، وحصل على دبلوم الصحافة من جامعة فؤاد الأول سنة ١٩٥١، ودكتوراه الآداب من جامعة السوربون١٩٦٠، ورأس تحرير مجلة التحرير (١٩٥٢ – ١٩٥٣). وأُرْسِل ملحقا عسكريا بسفارة مصر في بون ثم باريس فمدريد (١٩٥٣- ١٩٥٦)، وأصبح سفيرا في روما (١٩٥٧ - ١٩٥٨)، ووزيرا للثقافة والإرشاد القومي (١٩٥٨ - ١٩٦٢)، وعضو مجلس الأمة (١٩٦٤ - ١٩٦٦) وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو (١٩٦٢ ١٩٧٠)، ورأس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية سنوات ١٩٦٢ و١٩٦٦ و١٩٧٠، وتولى رئاسة البنك الأهلي المصري من ١٩٦٢ إلى ١٩٦٦.وعينه الرئيس عبد الناصر نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للثقافة في ١٩٦٦ و١٩٦٧، وأختير نائبا لرئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية في ١٩٦٧ واستمر في ذلك المنصب حتى ١٩٧٧.

وعين زيرا للثقافـة للمرة الثانية من ١٩٦٧ إلى ١٩٧٠، ثم مساعدا لرئيس الجمهورية للشئون الثقافية من ١٩٧٠ إلى ١٩٧٢، وأستاذا زائرا لمادة تاريخ الفن بالكوليج دو فرانس بباريس في ١٩٧٣، وزميلا بالأكاديمية الملكية البريطانية ١٩٧٥. ورئيس اللجنة الاستشارية الثقافية بمعهد العالم العربي بباريس ١٩٩ ٠ - ١٩٩٣، ، وعضوا عاملا في المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية؛ مآب مؤسسة آل البيت ١٩٩٤

وفي ملف أعدته عنه صحيفة البوابة في ذكرى رحيله الثانية وصفته بمقريزي عصر النهضة الثقافية المصرية، ومقريزي النهضة الثقافية العربية والإسلامية والإنسانية في عمومها.. وكان وزيرا للثقافة في فترتين من أهم فترات التحول والتحرر والاستقلال، وقاد فيهما ثورة ثقافية كبرى، كانت الأولى مع قيام أول وحدة عربية من مصر وسوريا بين عامي ١٩٥٨ و١٩٦٢، وفي الثانية من ١٩٦٦ حتى ١٩٧٠ حدثت النكسة واندلعت حرب الاستنزاف، وتغير المشهد الثقافي العربي كاملا، ورغم الشدة توالت ق� ���الثورة الثقافية واكتملت بنيتها العملاقة، وعلت صروح الفنون والآداب الأكاديمية والمهنية وارتقت بالأداء وحققت الانتشار، وحملت مفهوما واسعا أوصل الثقافة للمواطنين؛ في المدن والقرى والنجوع؛ فضلا عن حفظ التراث وإنقاذ الآثار، وعاد لمصر بهاؤها ورونقها، وأضحت منارة كبرى للتنوير في العالم. واحتل عكاشة مكانة الشخصية الأبرز في التاريخ الثقافي، ويتردد اسمه على امتداد الوطن العربي، وفي عواصم الثقافة العالمية، وبين أروقة اليونسكو ومعهد العالم العربي في باريس. 

 

قال له الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: مهمتك تمهيد المناخ الثقافي لإعادة صياغة الوج دان الوطني والقومي والأخلاقي.. وبناء الإنسان أصعب جدا من بناء المصانع! !وفوجئ مساء الثامن من أكتوبر ١٩٥٨ بسماع خبر تشكيل حكومة جديدة؛ ضمت اسمه وزيرا للثقافة والإرشاد القومي، وذلك في نشرة أخبار الحادية عشرة مساء من إذاعة القاهرة، وكان وقتها سفيرا في إيطاليا، وحسب ما روى فقد سيطر عليه القلق، وشرد ذهنه إلى ما ينتظره في القاهرة. فمنصب الوزير يُدخله دائرة العمل بالسياسة، وهو ما لا يريده.. ويرى طبع رجالها مخالف لطبعه. وسبق وتنازل طواعية عن مكانه في مجلس قيادة الثورة لزميل آخر؛ ابتعادا عن تيارات السياسة؛ واضعا نصب عينه أن يقدم لوطنه ما تسمح به إمكانات� � 

 

وقرر السفر إلى القاهرة فورا، ومقابلة الرئيس طلبا لإعفائه من شغل المنصب. ويحكي عن اللقاء أن جمال عبد الناصر أدرك ما يعتمل في صدره واستمع إليه مصغيا ومقدرا مشاعره وأحاسيسه، وسعى لإقناعه بقوله: إن منصبه (منصب عكاشة) يعلو وضع بعض من لا تطمئن إليهم، وستشغل مكانا مستقلا بقصر عابدين، وستكثر لقاءاتنا المنتظمة معا، كما أن المنصب لن يغير شيئا؛ حيث تستطيع أن تجد بابي مفتوحا لك، أو أن تتصل برقم تليفوني المباشر. وصارح الرئيس عكاشة بأنه سيحمل عبئا لا يجرؤ على التصدي لحمله إلا قلة من الذين حملوا في قلوبهم وهج الثورة حتى أشعلوها، ومصر كالحقل البكر، تحت اج تربتها إلى من يعزقها، ويغرس فيها بذورا جديدة تنبت أجيالا مؤمنة بحقها في الحياة والحرية والمساواة. ودعاه أن يُقبل على هذا العناء وذاك العمل، ويُشمر عن ساعد الجد ويشارك في إعداد الأرض القاحلة وإخصابها، وتمهيد المناخ لإعادة صياغة الوجدان الوطني.

 

وحين أفصح عكاشة بأنه لا يأمن السهام الطائشة المصوبة نحوه من ذوى الأغراض. رد الرئيس بهدوء: “ومن منا الذي يعمل آمنا من السهام المعادية؟”.. وذكَّره بخروج ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وكل منهما يحمل روحه على كفه، ويضع احتمال ألا يعود إلى أسرته سالما، وما سيفعله في وزارة الثقافة هو تحقيق أحلام رواها على م سامع عبد الناصر قبل الثورة وبعدها. وذكَّره بحديثهما عن انحسار المتعة الثقافية من الفنون الراقية في رقعة ضيقة للأثرياء، وينبغي أن تصبح في متناول الجماهير العريضة، وأن تخرج من أسوار القاهرة والإسكندرية إلى القرى والنجوع، فمن أعماق الريف بالدلتا والصعيد يمكن أن يبزغ فنانين يعكسون في إبداعهم أصالتهم الحضارية، وأن الأوان لتحقيق هذا المطمح، وأنه انتظر هذه اللحظة ليسند إليه مهمة وزير الثقافة، ولا يتصور أنه أوفده إلى عواصم أوربا في مهام دبلوماسية طويلة في باريس وروما دون أن يضع في اعتباره ما تتيحه له من دراسة الثقافة والفنون في أهم عواصمها العالمي ة، وأمامه رحلات إلى عواصم أخرى تضيف إليه زادا جديدا، وسيقوم بها كوزير ثقافة، وهو ما يتيح له فوائد أعظم وهو يُشيِّد البنية الأساسية للثقافة والفنون والأداب.

 

أحس الدكتور عكاشة أن عبد الناصر ضيَّق عليه الحصار ولمس أوتار قلبه، وأيقظ فيه أحلام وذكريات ألهبت خواطره وأشعلت في وجدانه فورانا عصيا على الخمود. ورجا أن يمنحه فرصة يعيد فيها النظر. فرد عبد الناصر مبتسما: “حسبتك تريد فرصة تجرب فيها حظك في موقع وزير الثقافة، وعلى كل فليكن لك ما تريد، أخلد إلى عزلتك ليلة أو ليلتين”. وصافحه عبد الناصر مودعا بعد أربع ساعات من النقاش؛ كان فيها بالغ الصب ر، واعترف عكاشه أنه كان شديد العناد والتصلب، وبعد اللقاء اتجه عكاشة إلى بيت المشير عامر الذي هنأه بوزارة الثقافة قائلا: “أنت الآن في الموقع المناسب لتكوينك وتحقيق أمنياتك القديمة لصالح الفن والثقافة”.

 

واعتكف الدكتور ثروت عكاشة في بيته ليلتين كما أشار عبد الناصر، وفى صباح اليوم الثالث تلقى مكالمة منه يسأله عما انتهى إليه، فصارحه أنه لم يحس بالراحة لقبول المنصب، فرد عبد الناصر ضاحكا: هيا إلى مكتبك على بركة الله؛ لا تهتم براحة النفس هذه فأنا كفيل بتحقيقها لك، ونظر بعدها إلى رفيق السلاح يوسف السباعي، وكان يزوره، ولم يكد عكاشه يكرر علي� �قول عبد الناصر حتى انفجر ضاحكا وقال له بمرحه المعهود: أسرع يا ثروت، فأنت لا تدرك مفهوم كلمة "الراحة" في لغة أهل الصعيد؛ إنها تعنى أحيانا "الراحة الأبدية" وما أظنك ترحب بها الآن. 

 

هناك الكثير مما يمكن أن يقال ويكتب عن ثروت عكاشة وثورته الثقافية؛ كأساس التنوير والتقدم والاستقرار.. وكانت مهمته شاقة لكنها حققت إنجازات عملاقة سطرتها سجلات التاريخ الوطني والقومي والإنساني المعاصر.. وما زالت إنجازاته؛ رغم تغير العصور وانقلاب الأوضاع؛ من معالم عصر قدمت فيه مصر مع عمقها العربي أقصى ما يمكن لخدمة الثقافة والارتقاء بسلوك وذوق المواطن.. وكل هذا للأسف وجد من يجهضه من أباطرة المال والسماسرة والمفسدين والمتخلفين عقليا، لكن تبقى الثقافة مصدرا للإبداع والتنوير الذي يحتاجه عرب اليوم!!  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لجنة الأداء النقابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/09



كتابة تعليق لموضوع : ملحق " المقالات " تقريرلجنة الاداء النقابى – أكتوبر 2016
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net