صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

بين السطور : قائد ..ضرورة
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كانت توصي طفلتها قبل التوجه الى روضة الاطفال بأن تقول ( بابا صدام ) حين يذكر اسم رئيس الدولة وان لاتنقل مايدور بين والديها من حديث اذا كان يمس نظام الحكم ، بعد سقوط النظام ، لم تعد المحرمات قائمة الا ان تلقين الاطفال المرواغة وحتى الكذب كان لفترة طويلة جزءا من "تربية " اضطرارية لتفادي المقابر الجماعية ...
اليوم ، لم تعد هناك مقابر جماعية ، وصار ممكنا ان نسب ونشتم حاكم البلاد في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات دون ان نخشى   عقابه ، لكننا لانريد ان نجرد صورة الحاكم من سمات " القائد الضرورة" ، فهو المسؤول عن احيائنا واماتتنا ، وهو الذي قد يجلب لنا السعادة او الحزن ..وهو الذي عليه ان يحل كل مشاكل البلد ، وهو الذي يستحق ان نهلل له وندافع عن مواقفه ونتبنى نظرياته مهما كانت بائسة ...
قبل ايام ، عرضت احدى القنوات الفضائية حوارا بين عدة ضيوف حول قضية ادارة الدولة وتحرير الموصل وقضايا اخرى تخص مستقبل البلاد ، لكن الحوار تحول بين ضيفين من الضيوف الى هجوم ودفاع يخص شخصيتين سياسيتين ، وصارت مناقشة مستقبل البلاد نزاعا حول مستقبل الشخصيتين السياسي فهذا يؤيد العبادي وذاك يؤيد المالكي ، وهذا يرى كل سلوكيات العبادي صائبة وفيها خلاص البلد من ازماته ، وذاك يحاول ان يمحو الصورة الراسخة للمالكي في اذهان الكثيرين حول كونه سببا رئيسيا في اغلب الازمات التي تعصف بنا حاليا فيظهره نزيها ، قويا ، وقادرا على انقاذنا من الازمة ...
وقبل ايام ايضا ، ظهر مقطع في مواقع التواصل الاجتماعي يروي ماسيفعله الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد مغادرته البيت الابيض وكيف بدأ يستعد لهذه المرحلة بالتنقيب عن هواياته ليمارسها واستغلال مواهبه في ممارسة اعمال تناسبه فهو سيصبح مواطنا عاديا ماان يغادر مكتبه في البيت الابيض ولن يتوقع ان يهتف له أحد في الشوارع ، فشعبه الآن منشغل باختيار مرشح جديد لتستمر امريكا وتواصل تربعها على عرش القوى العظمى في العالم ...
في مايخصنا ، لم ولن نفكر في استمرار العراق وخروجه من ازماته وتقدمه ومجاراته الدول الاخرى في سباق الحضارة ، بل نفكر فقط فيمن سيحكمه وكيف سينجح في التصدي لأعداء الداخل قبل اعداء الخارج ، وكيف سيتحول الى رمز و(قائد ضرورة ) نعلق عليه آمالنا فنهلل ونهتف له ..ونضاعف غروره ونصنع منه دكتاتورا !
بعد الحوار الساخن الذي جرى بين الضيفين ، ايقنت ان بلدنا يديره شخوص وليس سياسة موحدة وواضحة المعالم وانه سيبقى ممزقا بين اهواء وسلوكيات قادته وشطحاتهم ولن تتفق اطرافه يوما على مصلحته لأن مصلحة القائد في بلدي اهم من مصلحة البلد ، ولو واصلنا دفاعنا المستميت عن القادة فقد يأأتي اليوم الذي نربي فيه اجيالا جدد على الكذب والمراوغة لأننا سنعلمهم ان يمجدوا رجلا بدل ان يمجدوا وطنا وسنعكس لديهم النظرية التي تقول بأن الشعوب تصنع اقدارها حين نرتضي ان تدير اقدارنا اسماء اثبتت فشلها في ميدان السياسة ..ولاترتضي الاعتراف بالخطأ ومغادرة الساحة واستعادة حياتها الطبيعية ...
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/06



كتابة تعليق لموضوع : بين السطور : قائد ..ضرورة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net