صفحة الكاتب : رضوان ناصر العسكري

علي يحرر عائشة المسبية...!
رضوان ناصر العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وقفت خلف الباب ترمي ببصرها ازقة المدينة، والخوف يملأ قلبها، حيث لا تسمع إلا لأزيز الرصاص صوتاً, ولقذائف المدافع صفيراً, قبل ارتطامها بالأرض، صوت الانفجارات يصم كل مسامعها.
أمسكت بيدها عصى وربطت فيها قميصاً ابيض لوالدها المنحور، تيمناً بشجاعته التي دفع ثمنها قبال شرفها، وأخرجت رأسها من باب الدار ومفاصلها ترتعد مما هي فيه، فتزاحم اخوتها الصغار خلفها دفعوها قسراً الى الشارع، وصوت امها الخافت يناديها بنيتي احترسي، فردت عليها ارى رجالاً من بعيد مدججين بالسلاح, يسيرون خلف آليتهم العسكرية, نادتها أدخلي أدخلي؟ فهمت بالدخول وتوقفت للحظة! وقالت لا يا امي اراهم حاملين راية "الله اكبر" تخفق بين ايديهم، ما إن اتمت كلامها هرول اخوتها الصغار امامها وهم يقفزون فرحاً بقدوم الحماة, والاباة, فلوحت بالعصى التي ترفرف بقميص السلام، طالبةً الامان؛ ولقد جفت الدم في عروقها، من شدة الرعب الذي كان يسكن فؤادها! خرجت الام مهلهلةً بزغاريد ممزوجة بالخوف والفرح معاً؟ وقلبها يحاكي اطفالها يا بشرى قد جاءنا الفرج.
 
هرول احد الجنود الابطال نحوهم، يحمل بيده قنينة ماء, قد سخنت من حرارة الدرع الذي يلبسه, فأخذ يقبلهم ويسقيهم منها واحداً تلو الآخر! وصل الجنود الآخرين فألتف حولهم الاطفال يعانقوهم وهم فرحين؛ وهي بين الضاحكة والباكية؟ رحبت بهم الام بدموع غمرة وجنتيها، لا كنها لا تستطيع أن تميز بينهم! لونهم ولون بزاتهم واحد! أقنعتهم متشابهة لأنها من " التراب والدخان"
 
أول كلام صدر من هؤلاء الجنود "لا تخافوا إنكم بأمان" نعم هو كذلك؟ انه الامان المفقود الذي حل بديارهم؛ أزاح الخوف والرعب الذي سكنهم مدينتهم، منذ ثلاث سنوات.
 
هذا هو حال اغلب العوائل العراقية في الموصل "خوف وترقب" وأمل بعيد يئِسَ منه الكثير! لأنهم انقطعوا عن العالم بانقطاع كل وسائل الاتصال, وقنوات الإعلام؟ لا يعلمون إن هناك رجال ولدتهم فحول العراق "لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون على ذهاب الأنفس" تركوا الأمهات والآباء, الزوجات والأبناء, من اجل العزةَ والشرف, لا من اجل الراحةَ والترف, من اجل العهد الذي قطعوه على أنفسهم, بأنهم لا يرجعون إلا "بالنصر أو الشهادة"
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب[23].

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان ناصر العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/05



كتابة تعليق لموضوع : علي يحرر عائشة المسبية...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net