صفحة الكاتب : محمد الوادي

انجازات "الشروكية " في حكم العراق .
محمد الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكثير من التعليقات على اخر مقالتين نشرت لي كانت تحمل نوع من التنابز الصنمي والاقصائي من خلال استخدام وصف " الشروكية " والمقصود به كاتب هذه الاسطر والحكومة العراقية الوطنية . بداية لابد من التوضيح ان هذه المفردة الجغرافية يقابلها في المجال الجغرافي العام وفي المجال الاجتماعي الخاص في العراق مفردة " الغربية " . واذا كان المعني بوصف الشروكية ابناء المناطق الشرقية في الجنوب والفرات الاوسط وامتداداتهم في الساحقة في بغداد  فان وصف الغربية يشير الى محافظات الانبار والموصل وتكريت اما محافظات كردستان العراق فلها تسميتها وسماتها الخاصة بها  لكن من باب الاشارة هي ايضا لم تسلم من التنابز الصنمي حينما كان يطلق عليها وصف" العصاة " وذلك لان كل حجر في جبالهم ينطق بحجم نضالهم ضد الصنمية, ويفترض بعد ذلك ان الجامع لكل هذه المدن عنوان كبير اسمه العراق  .
 
ان استخدام وصف الشروكية القصد منه النيل من كرامة ومكانة الغالبية الساحقة للشعب العراقي , ورغم الفشل التاريخي الذريع لابناء وايتام مدرسة الصنمية في مسلكهم هذا لكن اصرارهم على التواصل على هذا الطريق الاعوج يجب ان ينال ولو جزء من التفهم من جانبنا نحن " الشروكية " فهولاء يصرخون من شدة الالم والوجع وهولاء شرب واكل عليهم الدهر بل ومارس بقية دورته الطبيعية في الجسم ومع ذلك مازالوا وحتى هذه اللحظة غير قادرين على استيعاب مستوى التغير الجوهري الذي حدث في العراق في نيسان 2003 . واضافة لذلك هم مصابين بمرض التوحد والوهم والسراب مما يستوجب النزول ولو لبعض الوقت  لمستوى فكرهم المتدني  لغرض التوضيح والمساعدة ليس الا ..  لانهم لايعرفون حجم النشوة  التي يشعر بها الشروكية بهذا النعت وان محاولة الثلم الانساني والوطني التي يشعر بها الصنميون يقابلها  بنفس الوقت مستوى لايوصف من العز والكبرياء ومشاعر الفرح والزهو عند غالبية الشروكية والسبب بسيط لانهم ابناء محافظات " الجا " الذين نالوا حقهم الانساني والدستوري في البلد بعد قرون من حكم الاقلية و الاقصاء والتفرد والظلم المركب  ومن خلال نتائج صندوق الانتخابات الذي يعكس الواقع الديمغرافي للبلد , واعتقد ان غالبية ابناء الغربية من ابناء محافظات " العجل " يشاركوهم هذا الشعور  الانساني .
 
لكن تبقى اهم انجازات الشروكية في حكم العراق انهم لم يستفردوا بحكم البلد وهم اغلبية ساحقة دون منازع او منافس بل انهم وخلال دورتين انتخابية وهم يحصلون على فوز قانوني ساحق مع ذلك يتنازلون من حصتهم الدستورية والقانونية الى شراكائهم في الوطن فينال الاخرون مناصب سيادية ووزارية اكبر بكثير من حجمهم السكاني وواقعم الانتخابي  , والشروكية حينما حصلوا على حقوقهم الدستورية والانسانية لم يطلقوا قوائم لمدن سوداء واخرى بيضاء كما حدث بعد الانتفاضة الشعبانية 1991 حينما تم وصم كل محافظات الجنوب وكردستان بالمحافظات السوداء باستثناء تكريت والموصل والرمادي !!والشروكية ولقرون طويلة كانوا خارج دوائر الحكم ولكن كل العراق يتنفس ويعيش على خيرات ثرواتهم النفطية الهائلة في البصرة والعمارة والناصرية وعندما كانت مدنهم تمثل ذورة المعارضة للنظام الطائفي الساقط  لم يفكرو بقطع  النفط وخيراته عن اخوانهم في بقية المحافظات العراقية  وعندما وصلوا الى مركز القرار استمر هذا السلوك الوطني والانساني النبيل . بل ان رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي وهو في الحسابات الصنمية الطائفية المريضة لهولاء يعتبر من " الشروكية " لكن فوهات بعض الاعلام العربي والمحلي الطائفي بكل قواها المادية والطائفية الرخيصة وكذبها المفضوح واستهدافها المسخ تستطيع ان تتجاهل انجازات كبيرة للسيد المالكي وممكن ان تضخم اخفاق هنا او تجيد اختلاق مشكلة هناك لكنها  لاتستطيع على الاطلاق اثبات حالة طائفية واحدة على سلوكه العراقي والوطني والانساني الاصيل  وتبقى مشكلة المشاكل في شخص رئيس الحكومة العراقية انه من ابناء مدن " الشروكية " يضاف لها الصلابة والحزم الكبيرين التي تتسم به شخصيته وهو يواجه المد الصنمي الطائفي هذا .
 
ان العراق بلد الجميع ويجب ان يكون هذا الشعور مستوطن النفوس والضمائر , وان الجميع لهم فرص متكافئة في خيره وايضا في شره ان حدث " لاسامح الله "  لان لااحد على الاطلاق بعد اليوم يستطيع ان ياكل بقصعة خيرالعراق وبنفس الوقت يحاول ممارسة رذيلة الشر بحق الاخرين من اصحاب هذا الخير الكريم . وعلى البعض ان يستوعب وقبل فوات الاوان ان مسالة ارتال المارسيدس السوداء المتجهة الى مدن معينة دون غيرها قد ولت , وان مسالة كل السفراء والوزراء والقادة العسكرين والواجهات السياسية من أقلية معينة ايضا ولت ودون رجعة . فهذا زمان وعصر جديد من فقد استيعابه فليراجع ضميره ومن فقد ضميره سيفقد حصته في العراق لامجاملة بذلك او تراجع حتى تقوم الساعة . واذا كان كل هذا الكرم الانساني " الشروكي " لايعجب الاخرين فعليهم اغتنام الفرصة والشرب من مياه البحر قبل ان تقفل علينا الكويت اطلالتنا الوحيدة على الخليج وهي تشيد مينائها الجديد . واذا كان البعض الاخر يعترض فقط على نتائج وانجازات الشروكية في الحكم على اعتبار ان حكم الاقلية سلم العراق كجنيف او روما وباريس !! فالرد بسيط وعفوي " انتم جميعا شركاء باي اخفاق  , او انسحبوا الى المعارضة " النظيفة " واعطونا فقط مدة زمنية تمثل نصف العقود المظلمة الطويلة التي حكمتم بها العراق وسنعطيكم بعدها بلد دستوري وديمقراطي متطور محترم  ومنافس اقتصادي كبير على مستوى العالم " ولكم بعد ذلك ان تحاسبون الشروكية على ثروات نفطهم الجنوبي الذي يبث الحياة في العراق  اين ذهبت وكيف انفقت . اما غير ذلك فهي احلام عصافير لن تتحقق لان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء بل ان التهميش والتلاشي قد طال عقارب هذه الساعة الطائفية المريضة وعلى أيادي الشروكية العراقيين العرب الاكارم من ابناء الجنوب والفرات الاوسط وامتداداتهم الساحقة في بغداد  .
 
md-alwadi@hotmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/11



كتابة تعليق لموضوع : انجازات "الشروكية " في حكم العراق .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net