صفحة الكاتب : علي الخالدي

من هو اول وزير شيعي يشترك في حكومة فاسدة
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    لو بحثنا انواع الحكومات التي مرت على العراق ,في جميع العصور ومنذ رسول الله "ص" ستجدها حكومات ليست شيعة , وخالصة لغيرهم ولاءاً و  رئاسةً ووزارة , ولايوجد اي دور او بصمة شيعي فيها , باستثناء حكومة امير المؤمنين  علي بن ابي طالب "ع" التي لم تدم الا نصف عقد, والتي بعدها تم محاربة ودثر هذا الوجود  .      
        تغييب الدور الشيعي في الحكومات , هو ليس فقط لتهميش تلك الرئاسات والملوك لها , وانما نتيجة  التحفظ من شرفاء الشيعة وصلحائهم من الاشتراك في فساد تلك الحكومات , وكي لايكونوا عون لبلاط الملوك في ظلم الابرياء, او الخوف من السقوط في فخاخ السلاطين ,  وتكون هذه حجية او وسيلة سانحة لاصطيادهم وتصفيتهم , ولكن هذا الابتعاد وعدم التصدي للمناصب ,ايضا يجعلهم في مرمى المسؤلية , ووجوب الدفاع عن الحقوق المسلوبة , وهو نوع من انواع الجهاد والنضال السياسي ,البديل للكفاح المسلح , عند عدم القدرة على القيام بالثورات , (وهذا الاشكال هو سبب الدفع بمن نصفهم بالصالح للاشتراك في حكومة اليوم وحتى الدفع ببعض المعممين من الحوزات الدينة , كي لايترك المجال للفاسد والحد من توسعه , في ظل انسحاب المؤمنين ,تحت عذر الحكومة فاسدة)  .
      فأول دخول للعنصر الشيعي والتصدي للمنصب كوزير في حكومة فاسدة ,كان هو بزمن الخليفة الفاسق هارون الرشيد , من قبل علي ابن يقطين , وبتفويض واجازة من الامام المعصوم الكاظم "ع" , ليكون عينا ونائبا للشيعة , إذ أراد الإمام "ع" ان  يقدم للامة الأطروحـة العمليـة فـي مواجهة الظلم ومقاومة نفوذه بما يتّفـق وظـرو ف تلـك المرحلة، وبما ينسجم مع مسؤولياته الرسالية في النـصح  وتسديدها عند اشتباه الحقّ والتباس معـالم الهـدى والصلاح، وكان على الامة بعد هـذا أن تختـار لنفـسها المصير الذي تشاء: فإما الاستجابة والعمل وبذلك تنتـصر لرسالتها وحقّها في الحياة الكريمة، واما الرضا والخنـوع للواقع المعاش، وبذلك تكون قد فرضت علـى نفـسها أن تعيش تحت ظلّ القمع والظلم والإرهاب بعيداً عن رسالتها.
ومن هنا بدأ منهاج للشيعة جديد , وهو ادخال الدين في السياسة وتنصيب السياسة  عين الدين , بعد ان ابعد الدين عن الحكومة وادارتها منذ زمن معاوية , وهو اول سياسي فصل الدين عن الدولة بقولة (ما للحسن والسياسة ), وتفعيل السياسة في ما يخدم الناس , في قضاء حوائجهم ودفع الضرر عنهم , ويكون السياسيين  مظلة ووقاء من بطش السلاطين , وهو السبب الذي جعل الامام الكاظم "ع" يشرك ابن يقطين في الحكومة , بعد امتناع الشيعة من الشراكة في الحكومات التي سبقتها , وقد دخل الشيعة بقوة في الحكومات التي توالت عهد العباسيين وصولا الى يومنا هذا .
     من المقدمة نتذكر ان الحكومة وان كانت فاسدة ,فهذا لايبرء ذمة المؤمنين من التصدي للمسؤلية , ان ملك الارادة  كما اليوم , تحت ذريعة كلها فاسدة , بل العكس تكون مسؤليتهم اكبر فهم حملة شعار (من رى منكم منكرا فليغيره بيده ) و(سياستنا ديننا بما يخدم الناس ) , وخاصة بعد ان اصبح باب التصدي للوزارة او القيادة سانح ومشروع عبر صناديق الاقتراع والتبادل السلمي للسلطة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/02



كتابة تعليق لموضوع : من هو اول وزير شيعي يشترك في حكومة فاسدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net