صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

الموصل ليست الإسكندرونة !
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تاريخ الإحتلال العثماني ومن بعده أحفادهُ اليوم، الذين يريدون إرجاع هيبة الدولة العثمانية، وكأنهم يعيشون في العصور الوسطى، وخدمتهم الصدفة في ذلك التاريخ المخجل للمنطقة العربية حينذاك، على إثرها تم إقتطاع مدينة الإسكندرونة من سوريا، ساعدتهم حيثيات ومراكز القوة والنفوذ، الذي تتمتع به تركيا في ذلك التاريخ، مع السكوت المطبق من قبل العرب! ولا يتجرأ أحد ليقول كلمة الحق أمام دولة مصفى أتاتورك مؤسس الدولة التركية، ومعروفة تلك القصة التي عملها الفرنسيون والأتراك، بكيفية الإستيلاء على لواء الإسكندرونة، بعد وضعه تحت الوصاية التركية، ومن بعده ضمه إلى تركيا بخديعة يذكرها التاريخ بكل تفاصيلها المرة، واليوم يريد أردوغان خليفة أتاتورك، إعادة أمجاد الدولة العثمانية  التي لم تقبلها أوربا كعضو فيها !.
 
الموصل عراقية وبإعتراف الأمم المتحدة، وهذا الوقت ليس كوقت صدام، عندما تنازل عن مساحات كبيرة ليبقى بالحكم، وفي أيام الإحتلال في عام ألفين وثلاثة، كان مستعد ببيع العراق كله في سبيل البقاء على كرسيه اللعين، حاله كحال ملوك الخليج، الذين يأتمرون بأمر أسيادهم، وها هي السعودية متورطة بحرب مع اليمن، خسرت أموالا طائلة، كان من الممكن أن يتنعم أهل نجد والحجاز بها، وكل هذا في سبيل إرضاء الإمبريالية العالمية، التي تريد السيطرة على مقدرات الشعوب، وهاهي اليوم تقبل الأيادي للتخلص من تلك الورطة، التي أدخلت نفسها بها، وكان عليهم الرضا بما حباهم الخالق بالبيت الحرام، وخدمة الحجاج والاستفادة من التجارة والخدمة، لينالوا رضا الخالق .
 
الحشد الشعبي المقدس تلك الصخرة التي لا يمكن مجابهتا، وهي السيف المجرب، والمعارك التي خاضوها كثيرة، وإفتتاحها كانت جرف النصر، التي أعطت أمريكا بجيشها الذي لا يقهر درساً، والذي يعتبر من الجيوش المتقدمة! المزودة بأحدث الأسلحة، ترافقه التقنية الاليكترونية، وقنوات التجسس والطائرات الحديثة والمسيرة، مهلة ستة أشهر لتحريرها، إستطاع الحشد و بمدة أسبوع من تحريرها كلها، بهمة المجاهدين ممن لبوا نداء قائدهم، وافوا بالنذر الذي عاهدوا عليه، بتحرير كل شبر من أرض العراق، وطأت عليها أقدام داعش التكفيري، وما قدمه المجاهدين من المتطوعين بالدفاع عن العراق أرواحاً ودماءاً، ليس لأجل المادة، أو لينالوا وسام يضعونه على صدورهم، بقدر ما تلبية النداء .
 
لو لم يكن هنالك ضوء أخضر لما تجرأ رئيس الوزراء التركي، وأصر على البقاء في شمال العراق، والموصل تحديداً، وبما أن السيناريو الذي جربه على الشعب التركي، وإنطلت عليهم تلك الأكذوبة، بأن هنالك إنقلاب ضده، فعلى العراقيين لا ينطلي! لأنهم يراقبون الوضع عن كثب، وما إقصاء الأنداد الذين يشكلون العقبة أمام أردوغان، إلا للتخلص منهم بهذه الحيلة، التي تحمل بين جنباتها ألف سؤال وسؤال؟ وكذلك لإلهاء الشارع التركي، وتوجيه الأنظار صوب الموصل، كذلك إهانة الجنود الأتراك في وسط الشارع التركي، وإعطاء الضوء الأخضر للعصابات الإخوانية بالنزول للشارع، وقيامهم بضرب الجنود بكل المتاحات وإهانته، فهذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وليت الأمر يتوقف على ذلك، بل طال كل الكفاءآت من الجيش والشرطة والقضاة والتعليم، ولم تسلم أي مؤسسة من مؤسسات الدولة التركية .
 
المفيد في الأمر وبالذات في هذه المرحلة الراهنة، والتي يمكنها أن تحدد المصير للأيام القادمة، تلاحم وقوة التحالف الوطني بقيادة السيد الحكيم، الذي استطاع وبأيام قلائل جمع شتات التحالف، مع العدد الذي لا يستهان به، وجعل منه رقم صعب، مما حدا بالأنداد أن يحسنوا التصرف ويخشوا من الأيام القادمة، سيما أولها الإنتصارات المتحققة، والموصل على أعتاب التحرير، والتبدل بالسياسة التركية، وإرسال وفد لبغداد يبدوا أنه أعطى نتائجه بأول الغيث، وزيارة مسعود بارزاني منتهي الصلاحية، أراد بذلك تعاطف التحالف معه، بعدما يأس من المماطلة، علّه يحصل على مكسب يبيض به ماء وجهه، ويكسب رضا المواطن الكردي، الذي ملّ من سياسة حكومة الإقليم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/26



كتابة تعليق لموضوع : الموصل ليست الإسكندرونة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net