صفحة الكاتب : علي علي

حروفنا بلا نقط
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يستمر ساستنا ومسؤولونا بدأب لايحده وازع، وسعي لايمنعه مانع، بإطلاق العنان في الرجم بالغيب والإدلاء بالتكهنات والإعراب عن جملة احتمالات وافتراضات، يتضارب حابل صدقها بنابل كذبها، بين مطمئن ومهدئ ومتوجِّس ومبشر ونذير، بما سيسفر عنه وضع البلد السياسي في القادم من الأيام، مستغلين انشغال المواطن والتفات أنظاره الى ما آلت اليه أوضاع بلده الأمنية، ولاسيما التداعيات التي وقفت على أعتاب محافظة نينوى، والتي أوقفت معها العراقيين على قدم وساق، تعتريهم شكوك وظنون، في مصيرهم الذي باتت حروفه خالية من النقط، لايستبينون منها مستجدات ما يطرأ عليهم من تحسن او تدهور. وبين مؤمل بقرب انقشاع شبح داعش، وثانٍ يحذر من طول جثومه على صدور العراقيين، وثالث يرجح نشوء تنظيم أقسى منه في حال خروجه من العراق، يردد العراقيون بيت امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ
بصبح وما الإصباح منك بأمثل
  وعلى هذا المنوال يستمر الحال تاركا وراءه عبئا ثقيلا ينوء به كاهل العراقيين في حاضرهم، وإذا كانت شهرزاد قد نفضت مافي جعبتها من قصص لشهريار في ألف ليلة وليلة من الزمان، فإن العراقيين غدا ستطول عنهم الأحاديث، وتؤلف في مآسيهم روايات وقصص لاتحتويها مجلدات، وسيخلف الرواة رواة بعدهم، يسردون عجائب أحداث وغرائب أفعال ندر حدوث نظيرها في الأمم عبر التأريخ.
وإنه لمن الغريب أن القائمين على حكم العراق والسائرين به الى الهاوية يتبادلون الأدوار، سواء بالتعاقب أم بالتتالي أم بالتوالي! أو عن طريق التحاصص أو الاستحقاق الانتخابي، دون اتعاظ بعضهم من بعض! بل أن اللاحق منهم عادة ما يرمي كرة التقصير والفشل في شباك السابق، ليخرج هو -كما يظن- كالشعرة من العجين. 
  وعلى ذكر السابقين، أذكر مقولة للمقبور -أو المرحوم أو الراحل أو الشهيد أو "مشعول الصفحة" فليسمّه من يسمّه بما يشاء- صدام حسين يوم قال: "نحن نتعامل مع القانون كالمطاط، نطوعه لمقتضيات حاجتنا الآنية"، ويبدو أن الرجل كان على حق، إذ مافتئ ساسة مابعد حقبته، يحذون حذوه -حذو النعل بالنعل- في التلاعب بالدستور ومط القانون كيفما تتطلب مصلحتهم -لامصلحة البلاد ولاالعباد- فعلى سبيل المثال لاالحصر، قررت المحكمة الاتحادية العليا قبل عام وشهرين قرار إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية، يومها رفع العراقيون جميعا قبعاتهم لمحكمتهم الناطقة باسم القانون، كون هذه الخطوة تعود بالنفع لهم، ولكن مثلنا؛ "يافرحة الماتمّت" مازال ساري المفعول، إذ انبطحت المحكمة العليا قبل أيام مستذكرة مقولة صدام أعلاه، وحادت عن قرارها فتعاملت بمطاطية وروح رياضية انبطاحية مع القانون. وعلى ما يبدو أن الخواطر والمجاملات علت على القانون الذي أضحى يعلى عليه في بلاد مسلة حمورابي، فرجحت كفة مثلنا؛ "حِب عمك حِب خالك" على كفة قرار المحكمة الاتحادية العليا، لاسيما وأن الأخيرة أمست كما قال مثلنا؛ "الأسد من يكبر...!" والمعنى في قلب القارئ.
aliali6212g@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/26



كتابة تعليق لموضوع : حروفنا بلا نقط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net