صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

كربلاء والمال السياسي ..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المال السياسي, مرض عضال تحمله كل الدول والمجتمعات سواء اكانت غنية ام فقيرة ، متعلمة ام جاهلة ، دكتاتورية ام ديمقراطية ، وهو مما يرتبط ظهوره واستمراره برغبة الانسان في الحصول على مكاسب مادية او معنوية يعتقد في قرارة نفسه انه ليس له حق فيها ومع ذلك يسعى اليها.
كثيرة هي الشواهد في التاريخ التي كان فيها المال السياسي هو الفيصل والمحور, في تغير موازين القوى, ولعل معركة كربلاء خير شاهد ودليل, الكوفة عاصمة الخلافة الأسلامية, ومنطلق دولة العدل الألهي, فبعد أستشهاد قائدها, أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب عاشت تلك التجربة.
ثمانون الف رسالة اويزيد, من علية القوم, الى سبط الرسول الأعظم الإمام الحسين عليه السلام, تطالبه بالقدوم الى عاصمة أبيه, لأن ايتام علي قد كبروا, وفقرائهُ لازالوا على قيد الحياة, وسادة القوم أحياء يرزقون, هم من عاش تلك التجربة الفريدة من نوعها, في المساوة والعدل, في دولة كان ميزانها أنه لافرق بين عربي وأجنبي الا بالتقوى, تجربة مفاده أن الدين الأسلامي هو دين التنوع والأنفتاح, لافرق فيه بين العروق والطوائف, الابما يقدم من خدمة لبلده.
أرسل الحسين عليه السلام, ثقته, وأبن عمه مسلم أبن عقيل ليستطلع الأوضاع, عن قرب ويرى حقيقية تلك العواطف الجياشة على أرض الواقع, والتي تلخصت بكلمات تدخل القلب والوجدان, أن أقدم علينا يابن رسول الله, والكل تهتف بصوت مدوي, لابيعة للمنحرفين والسراق في أعناقنا.
في خضم تلك الأجواء الملتهبة, ومع قدوم الليل المظلم, وفي حركة خبيثة من أبن زياد, كان الذهب والفضة هو من يتكلم, فقد عقدت صفقة الغدر والخيانة بشراء ذمم بعض سادات القوم وفرسانهم, المال السياسي هو من قال كلمة في تلك الليلة فتبدلت المواقف, وأختفى الأنصاروحتى الذين لم يتسلموا المال القذر تم تصفيتهم وزجهم في السجون.
المال الذي تسبب في سفك دم الإمام الحسين عليه السلام, وثبت عروش الطغاة لفترة من الزمن, عاد ليستخدم مرة أخرى في تثبيت الفاسدين والسراق والمنحرفين في سدة الحكم, فمع كل أنتخابات تجري في البلاد, تدعوا المرجعية الى الى تغير الوجه التي لم تجلب الخير للبلاد والعباد, نجد أن المال السحت والمسروق من قوت الفقراء, هو من يغير المعادلات, في شراء الذمم والنفوس المريضة, نفس المال الذي الذي تسبب في أراقة دماء أهل البيت يستخدم اليوم في قتل أحفادهم وأبنائهم, ولكن بطريقة ديمقراطية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/22



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء والمال السياسي ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net