المرجع والحشد والموصل
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يعد استقلال أراض العراق بعيداً عن المتناول ، بعد غياب طال اكثر من سنتين ونصف ، يتم الان اختتام هذه المرحلة المظلمة من تاريخ العراق ، التي اعادة ذكرى المغول الى الاذهان ، بكل همجيتهم وظلاميتهم ودمويتهم ، بعد ان تهيأت الارضيّة الصالحة للاستقلال ، بوجود قيادة روحية فاعلة ، يدين الكل لها بالولاء والطاعة والعرفان لما قدمته للعراق أرضاً وشعباً ، حتى اضحى عصياً بوجه الطغاة والمتنمرين ، فكانت المرجعية الدينية حقاً صِمَام أمان لم يحفظ العراق وحسب ، وانما حفظ المنطقة برمتها بفتوته ، ومواقفه الانسانية تجاه الجميع بكل الوانهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم ، لتصبح رمزاً لا يدانيها رمز اخر ، رمز وطني لا فئوي ، اذ لولا فتوة المرجعية لما ثبت ( عگال ) على رأس احد من دول المنطقة ، وهو ما يجب ان يعترف به الجميع ، كونهم يعلمون جيداً ان داعش ما كانت لتقف عند حدود احد
أنتجت فتوى المرجعية حشد وطني عقائدي ، ضحى بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الارض والعرض من دنس الاٍرهاب الداعشي الهمجي ، محطماً خلافتهم البائسة ، وخرافتهم ، بعد ان اعتقد البعض ان العراق ذاهبٌ نحو الهاوية ، فكانت هاوية داعش على يد مقاتلينا الاشاوس ، اذ لم تشهد المنطقة قتالاً بهذه البسالة والتضحيات التي رخصت الانفس من اجل حفظ الوطن ، لنشاهدهم يقاتلون في السهول والصحاري والجبال ، ليرسمو بدمائهم وحدة الوطن الذي كان قاب قوسين او اكثر دنواً من التقسيم والانهيار
المؤامرة الوهابية الصهيونية قوضت ولم يعد لها من اثر ، بعد ان اريد لنا ان نكون شتاتً متناحرين ، عدنا موحدين متآلفين ، يجمعنا الهم الوطني ، وقادة اثبتوا ولائهم للعراق ، ولم يمسوا بعد اول إطلاقة في عمان ، كما فعل من كان على طول الخط يتصيد بالماء العكر ، تحت شعار السنة تُباد ، وانا اتساءل ماذا قدم هذا العميل لسنته التي يتباكى عليها ليل نهار ؟! ، الحشد ساهم بأفلاس هؤلاء ، بعدما بنو مجد شعبيتهم بخطابهم الطائفي المقيت ، لينصبوا انفسهم كمدافعين عن الطائفة السنية في العراق وهم يسكنون الدوحة ! ، ليثبت الحشد وقيادته الروحية ان اجمل الاوطان هي التي تكون كباقة الورود في الوانها ، فكلما كانت ملونة ومتنوعة كانت اكثر جمالاً
ومن البركات التي أنتجتها معركة الموصل ، زيارة وفد تركي رفيع المستوى ، ليحفظ ماء وجه قيادته ، بعد ان ساقته تخبطاته الى خيارات كانت ستؤدي به الى الهاوية ، لتنذر بأنتهاء احلام السلطنة ، والعودة الى الذات الواقعية ، وهذا سببه عودة العراق موحداً قوياً ليصبح نداً لكل دول المنطقة ، ويثبت لهم انه غير قابل للاختزال ، ليمثله غيره ، وهذا كان بداية الانطلاق حين انتخب رئيس التحالف الوطني ، لتكون الحركة بأتجاهين ، التحرير من جانب ، وترتيب الأوراق السياسية داخلياً وخارجياً من جانب اخر ، ليكون التحالف نقطة انطلاق الوطن ، كي لا يبح صوت المرجعية ثانيةً .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat