صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

حشد على خطى الحسين
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     الحسين مصباح الهدى, ومنار للتائهين, والحرقة في صدور المؤمنين, وشعار الثائرين, ضد الظلم والجور والعدوان, وأصحابه سرج مضيئة, في سماء الإباء التضحية, يستلهم منها معاني الإيثار والفداء, من اجل القضية, فكل واحد منهم, يمثل امة في الأخلاق, والشجاعة والطاعة والبذل, في سبيل الحق, والثبات على المبادئ. 
     ولكي تكون الأمة حية, لابد أن تنهل, من دروس معركة الطف الخالدة, وترضع أبنائها من حليب البطولة, وصدر التضحية والإيمان, لتخرج جيلا ثابت العقيدة, صلب الإرادة, يذود عن الحق, ويقف بوجه الباطل, لا يهاب الموت إذا أقدم, يجود بنفسه ولا يبالي, وكيف يبالي والشواهد شاخصة أمامه, قد تربى عليها وعاشت معه. 
     فلما خرجت خفافيش الظلام من جحورها, تريد أن تنهش في جسد الوطن, وتستبيح الحرمات, وتهلك الحرث والنسل, انبرى حفيد الحسين ع, ليعلن فتواه المقدسة, لأبناء مدرسة الحسين ع وأصحابه, فهبت جموع المتطوعين, تنادي لبيك وسعديك, حاملين أرواحهم على اكفهم, لا يبالون ان وقع الموت عليهم, ام وقعوا عليه, غير مكترثين ببرد ولا حر, يصولون في الجبال, كصولتهم في الصحاري, ليسحقوا جيوش النواصب, ويمزقوا راياتهم, ومع كل صرخة "هيهات منا الذلة", كانت تسقط قلاع الظالمين". 
    رجال فتح الله بصيرتهم, هم كما قال الإمام علي ع: " حملوا بصائرهم على أسيافهم ", وتمثلت لهم معركة الطف بحقيقتها, وتجلت صورها إمامهم, فاختاروا معسكر الحق, ليقاتلوا معه وينصرون الإمام الحسين ع, وان لم يكونوا حاضرين, وهزوا سيوفهم الحمراء, حين نادت الحوراء ع: " إلا من ناصر ينصرنا ", فعلا هتافهم: " لبيك يا زينب ". 
     وتسارعوا للشهادة, يجودون بأنفسهم, لا يهمهم إن تقطعت أجسادهم, يواسون بها الإمام الحسين ع, ويطلبون الكرامة من الله, بان ينالوا الشهادة, ليحشروا مع سيد الشهداء ع, تاركين الأهل والمال, لا يفكرون في مغانم الدنيا وزينتها, فهمهم إعلاء راية الحق, ودحر الباطل الذي تشبه بيزيد وجنوده, فكان لابد ان يدحره, أصحاب الحسين وشيعته. 
  وكان هناك رجال, واسوا الإمام العباس ع, فقدموا أذرعهم, دون أن يبالوا, وهناك من قدم كل أطرافه, دون ان يهتم, وهناك الشيبة الذين تمثلوا بحبيب ابن مظاهر, بشيبته الكريمة ولحيته البيضاء, حاملا بندقيته بيد, وراية لبيك يا حسين باليد الأخرى, والى جنبه شاب صغير, هو الوحيد لعائلته, يأبى ان يترك الساتر, لان القاسم بن الحسن ع حاضرا معه هناك .
 وهؤلاء أربعة إخوة جاءوا معا, تاركين والدهم المقعد, ويرفضون النزول, الا بعد انتهاء الهجوم بالنصر المؤزر, متأسين بأبناء أم البنين ع, وكلهم احتشدوا في معسكر الحسين ع, ولسان حالهم يقول: "ياليتنا كنا معك" لن نقولها, لأننا حاضرون معك الآن. 
 لقد اثبت رجال الحشد الشعبي, إنهم الأحفاد البررة, لأولئك الرجال, الذين قاتلوا مع الحسين ع, واستشهدوا دونه, وإنهم على سيرة أجدادهم ماضون, بنفس العزيمة والإباء, والإيمان بالعقيدة, وإنهم في زمن لن يرفع فيه رأس الحسين ع مرة أخرى, ولن تقطعا كفي ابا الفضل العباس ع, ولن تسبى زينب ع, بعزم أنصارهم الذين يبذلون المهج دونهم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/16



كتابة تعليق لموضوع : حشد على خطى الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net