صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

شريح يحكم من جديد
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الرسول صلوات ربي عليه وآله: "أيها الناس إنما أَهلَكَ مَنْ قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وأيم الله , لو أن فاطمة بنت محمد سَرَقَت, لقطع محمد يدها".

القضاء يعني الحكم, والاقتصاص من الجاني, وتبرأة البريء بعد ثبوت ذلك, ورجال القضاء هم هيئة العدالة, التي يُعهد لها لبحث الخلافات, والفصل بمقتضى القانون, وعليه يجب على القضاء العدل, كي يكسب المواطن ثقته, بالقانون ويأمن على حقوقه من الضياع.

عبر الزمن ظهر عندنا قضاء فاسد!, يحكم بهواه أو بهوى ولي نعمته, أو يكون قضاءً مرتشياً, وعلى سبيل المثال لا الحصر, نأخذ شريح قاضي الكوفة, كان مُنّصباً من قِبَلِ الخليفة الثاني, وبقي بمنصبه, في زمن خلافة علي عليه السلام, أراد عزله فمانع الناس ذلك, أفتى شريح ليزيد بن معاوية, بجواز قتال الحسين عليه السلام!.

عصرنا الحديث فيه قُضاة أقرب شبَهاً بشريح؛ فهو قاضٍ من زمن الطاغية صدام, ومن المُقربين له, وكان رئيساً لمجلس شورى الدولة, ولَهُ أقوالٌ مشهورة في الأوساط المُطَّلعة, كقوله" أعظم قائد لأعظم شعب", وهو صاحب "البيعة الأبدية" أثناء الاستفتاء على صدام عام 2002, وله حديث في جريدة الثورة ( جريدة الحزب والدولة ) في العدد 9861 في تشرين الأول 1999 شبّه فيه الرئيس صدام حسين وعدله بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وله كتاب ( العدالة في فكر القائد!(.

بعد سقوط الطاغية, تم تعيينه من الحاكم الأمريكي, رئيساً لمجلس القضاء الأعلى!, وسلطته مُطلقة في تعيين وإقصاء القُضاة, تحت  الأمر 35لسنة 2003, أصدر في حينها قانون رقم 17 لسنة 2003, يقضي بالحصانة لجيش الاحتلال! وهذا ضوء أخر بعدم محاسبتهم, في قتل أي عراقي, ليكلل القضاء العراقي, بعد البحث عن مادة, تبيح إعادة مناصب نواب رئيس الجمهورية؛ في ظرف اقتصادي صعب, ومطالبات من المرجعية وشعبية, لإصلاح ما فسد زَمَن الحكومات السابقة.

قال أحد العلماء في شروط القاضي, "أن يكون ذا ديانة مشهورة, وسيرة مشكورة، وعفة مألوفة، ووقار وسكينة، ونفس شريفة، وتام الورع، خلياً من الطمع ، متنزهاً عن ملابسة الرذائل , ومخالطة الأراذل، شديداً من غير عنف، ليناً من غير ضعف ".

قال رسول الرحمة صلوات ربي عليه وآله:" من استخفَّ بصغائر الأمور هانت عليه كبائرها", فمدحت المحمود الذي كان لقبه الفيلي, ضرب الحائط قراراً برلمانياً, فنقض القرار القاضي, بإلغاء رواتب أعضاء البرلمان, ليس غريبا عليه القرار الجديد. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/15



كتابة تعليق لموضوع : شريح يحكم من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net