صفحة الكاتب : عدنان عبدالله العثمان

كرب وبلاء
عدنان عبدالله العثمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

نعم، استشهاد سِبْط رسول الله أبي عبدالله سيد شباب أهل الجنّة لهو كرْبٌ وبلاء على أُمَّة محمد، وثورة الحسين لهي ثورة كل مسلم بغض النظر عن مذهبه، وحب أهل البيت لهو غرسٌ في قلب كل مسلم إلى يوم يبعثون. وتأخذني الذاكرة إلى أيّام الطفولة، فعند دخول محرم كانت تزداد وتيرة الحركة في ديوان والدي رحمه الله، فإعداد كميات كبيرة من الطعام وحركة الخدم المتزايدة شيء نألفه في شهر رمضان، حيث ولائم الإفطار التي كان يقيمها والدي للفقراء والمساكين ويفطر بصحبتهم. فسألت أمي: شنو عندنا؟ فأجابت هذا محرم ووالدك يبعث الطعام للحسينيات، ولم أفهم وقتها شنو محرم ولا شنو حسينيات، لكن فهمت أن الكل مهتم بهذه المناسبة. تلك الذكرى تدور في خلدي كلما دخل علينا شهر محرم وكلما اطلعت على سجلات والدي المحاسبية ورأيت دعمه لمساجد وحسينيات الشيعة. فوالدي رجل دين ومعلم وإمام لمسجد قصر نايف لأعوام، ودرّس المذهب المالكي، وكان حريصا على مشاركة إخواننا الشيعة عزاءهم، وَلَهو أمرٌ جميل نعتز ونفتخر به. وبقراءة مستفيضة لثورة الحسين ولما وصلت إليه الحال من فرقة مذهبية لم نألفها بوطننا وحروب مذهبية طاحنة تدور حولنا، مسلمون يقتلون مسلمين تحت ذريعة مذهبية ليس لها أساس، فبرأيي المتواضع أرى أن ثورة الحسين هي ثورة على الظلم والعدوان والتفرقة، ثورة كل المسلمين على من أحل دماءهم ودفع باتجاه الغلو في الدين وجعله يحكم في ما بين المسلمين، فأمسى التطرف والتكفير ديدن حوارهم. فكيف يكون هذا ونحن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولن يصلح حالنا إلا عندما نرى عودة لرجال دين مثل والدي والمُلا عثمان وعبدالله النوري وعلي الجسار رحمهم الله، رجال الوسطية والمحبة والتسامح الديني، وكذلك من مثلهم من مشايخ الشيعة. يا جماعة بذاك التاريخ لم يعلمنا أحد في صغرنا هذا سني وهذا شيعي، وما شعرنا به إلا بعد الثورة الايرانية والحرب العراقية الإيرانية وما تلتها من حرب أفغانستان وتوظيف المخابرات الأميركية الفكر الجهادي في حربهم ضد الروس والباقي تعرفونه، وكل ما يحدث الآن لا علاقة له بالدِّين لا من قريب ولا من بعيد، كله سياسة بسياسة ظالمة وعمياء.
وبهذه المناسبة، أدعو كل رجال الدين الى العمل على نشر الوسطية والتسامح والمحبة بين الناس، فديننا جميل! ووطننا جميل! وشعبنا جميل! وهناك متسع للجميع! فللاسف كل التطرف والحروب الطائفية نجد وراءها من يغذيها من رجال الدين، الذين الكثير منهم لا يعي الاثر المدمر الذي يغرسونه في عقول الناس ولو بحسن نية!
ولنأخذ العبرة من ثورة الحسين، ثورة كل المسلمين.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان عبدالله العثمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/11



كتابة تعليق لموضوع : كرب وبلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net