صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

ياسيدي أنتَ العراقُ ورمزُهُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني

 أملى الحسينُ ملاحماً بدمِ الوتينْ

في كربلاءَ تنيرُ سفرَ الخالدينْ
 
وأزاحَ أدرانَ الضلالةِ والقذى
عن وجهِ دينِ محمّدٍ والمسلمينْ
 
مُذ قالَ لا ما الجورُ يحكمُ أُمّتي
ويشوّهُ الاسلامَ نسلُ الفاسقينْ
 
نفسي فدؤاكِ ياشريعةَ أحمدٍ
لا لن يُهينَكِ إبنُ شرِّ المشركينْ
 
لو أنَّ كلَّ الْعَالَمِينَ تحشّدوا 
إنّي سأبقى داعياً لنْ أستكينْ
 
أدعو الى نورِ الهدايةِ راشداً
للسيرِ خلفَ الصالحينَ المُصلِحينْ
 
إنّي أتيتُ مُناصحاً وملبيّاً
دعواتكم أقدمْ إلينا طائعينْ
 
أسعى بكم نحو الكرامةِ والعلى
وأسيرَ فيكم سيرةَ الهادي الأمينْ
 
حتى أُعيدَ الدّينَ والدُّنيا معاً
فالدينُ لعقُ في شدوقِ الأكثرينْ
 
ليظلَّ كلُّ محمديٍّ شامخاً
وترفُّ أعلامُ الهُدى في الخافقينْ
 
أنفتْ عُلاكَ فما مددْتَ مُبايعاً
كفّاً ذليلاً ضارعاً للمارقينْ
 
قاومتَ حُكمَ الجاهليةِ والخنا
لمّا أبيتَ خلافةَ النسلِ اللعينْ
 
بل رحتَ تزأرُ كالاسودِ مُغاضبا
تأبى انصياعاً للطُغاةِ الحاكمينْ
 
فاستبدلوا قيمَ السَّمَاءِ بزائلٍ
والمالُ دوماً يستميلُ الفاسدينْ
 
تركوا عبادةَ ربّهم وتعبّدوا
 الدينارَ حُبّاً فهو يُطربُ بالرنينْ
 
لوخامرَ الدينُ الحنيفُ قلوبَهم
ما فكرّوا بقتالِ خيرِ الخيّرينْ
 
لا الدينُ والأخلاقُ رادعةٌ لهم
أحياءُ لكن في الحقيقةِ ميتينْ
 
وقلوبهم مثل الحجارةِ قسوةً
صمّاءُ غلفٌ لاترقُّ ولا تلينْ
 
واليومُ قد زحفَ البغاةُ لقتلنا
ظلماً كما قتلوكَ ظلماً ياحسينْ
 
أعداؤُكَ المترصّدونَ لكَ الأذى
بالأمسِ عادوا اليومِ بالحقدِ الدفينْ
 
أحفادُ شمرٍ وابنُ سعدٍ بيننا
تسعى لترتكبَ المجازرَ كلَّ حينْ
 
لتُعيدَ مأساةَ الطفوفِ مجدّداً
بالقتلِ أو تهجيرِ كلِّ الآمنينْ
 
شرُّ الطغاة قد استفاضوا خسّةً
باءتْ جرائمُهم بخسرانٍ مُبينْ
 
قد عشّشَ الشيطانُ في أمخاخهم
مُتلبّسينَ منَ الضغائنِ بالجنونْ
 
رجعَ الزمانُ الى الوراءِ غباوةً
ليعودَ محتقباً بويلاتِ السنينْ
 
مُتغيّضاً ومكشّراً أنيابهُ
يجترُّ بالأحقادِ معصوبَ العيونْ
 
وتحضّهُ فتوى العمالةِ والقلى
والفاسدينَ على قتالِ المسلمينْ
 
أتحاربونَ محمداً في آلهِ
فعلامَ أنتمْ بالشهادةِ ناطقونْ؟
 
بلْ أيَّ دينٍ ترتضونهُ يا ترى
دينٌ تشرّعُهُ عقولُ المارقينْ؟
 
عُدتُمْ الى زمن الجهالةِ والغوى
لا تهدموا الإسلامَ باسمِ المسلمينْ
 
لكنّهم خسئوا, فجيشُكَ لم يزلْ
في كربلاءَ يردُّ كيدَ المعتدينْ
 
نصرُ العراقِ هو انتصارُكَ سيّدي
مأساةُ رزئكَ لنْ تُكرَّرَ مرّتينْ
 
يا سيّدي أنتَ العراقُ ورمزهُ
ووقاؤهُ يا حرزهُ الحصنَ الحصينْ
 
فإذا هتفنا بالعراقِ بحُرقةٍ
فكأننا نبكي ونصرخُ يا حُسينْ
 
شاءَ الإلهُ مُصابكَ الدامي بهِ
أنتَ الغضنفرُ والعراقُ لكَ العرينْ
 
ولذا تراهُ عليكَ يبكي بالدّما
حُزناً قُروناً إثرَها تمضي قرونْ
 
يا سرمديَّ الحزنِ وهّاجَ الأسى
يا حرقةً تكوي قلوبَ المؤمنينْ
 
ذكراكَ خالدةٌ تجاوزتِ المدى
للحرِّ منهاجٌ وموعظةٌ ودينْ
 
ظمأُ الحسينِ قد استحالَ بكربلا
نهراً فراتاً يروي كلَّ الظامئينْ
 
لنْ يُطفئوا نورَ الإمامةِ ما شدا
طيرٌ على خضرِ الخمائلِ والغصونْ
 
أنوارها تجلو الضلالة والدجى
رغمَ الحجابِ على عيونِ الناظرينْ
 
أمُعلّمَ الثوارِ منهاجَ الفدا
يا خيرَ مدرسةٍ لكلِّ الثائرينْ
 
يا ثورةَ الأحرارِ في كلِّ الدُّنى
هدّتْ مبادؤها عروشَ الجائرينْ
 
فلقد أزلتَ عَنِ القلوبِ أكنّةً
وعنِ العيونِ ظلامَ ليلِ الحائرينْ
 
وأبَنْتَ إيماناً بقلبكَ راسخاً
في التضحياتِ بكلِّ غالٍ أو ثمينْ
 
قد كُنتَ محرابَ الحقيقةِ والهدى
لولا مصابُكَ لاعتلى الشكُ اليقينْ
 
باقٍ مُصابكَ كالزمانِ مخلّدٌ
مُتجدّدُ الذكرى على مرِّ السنينْ
 
وتظلُّ قبّتُكَ الشريفةُ جَنّةً
ومثابةً وملاذَ كلِّ الخائفينْ
 
شمّاءُ يُكسفُ نورها شمسَ الضحى
أنوارُها من نورِ ربِّ العالمينْ
 
خسأ الطغاةُ فكم أرادوا محوها
فتكلّلوا بالعار والخزي المشينْ
 
قد حاربوك فأنتَ للحقِّ الصدى
لم تخشَ فيهِ ملامَ كلِّ اللائمينْ
 
ووقفتَ كالجبلِ الأشمِّ معارضاً
تأبى الشهامة والكرامةُ أنْ تلينْ
 
ولأنّكَ السيفُ الذي لم ينثلمْ
يسقي بمضربهِ العدى حمرَ المنونْ
 
جلدٌ أشمُّ الكبرياء وعزّةٌ
علويّةٌ قعساءُ شامخةُ الجبينْ
 
ولانّك الرعدُ المُزمجرُ صارخاً
في وجهِ طاغيةٍ أذلَّ المسلمينْ
 
وشعارُ كلِّ مكافحٍ زُمرَ الطغاةِ
بكلِّ عصرٍ صادحٌ في كلّ دينْ 
 
باقٍ تردّدُهُ ملايينُ الورى
هيهاتَ منّا الذُّلُ والعيشُ المهينْ
 
ولأنّكَ الإسلامُ مصباحُ الهدى
وحقيقةُ الإيمان نهجُ الصالحينْ
 
ولأّنكَ الحقُّ الصريحُ وقد بدا 
كالسيفِ حزماً في وجوهِ الزائفين
 
ولأنّكَ ابنُ محمّدٍ المصطفى
الهادي المختارِ خيرِ المرسلينْ
 
والخامسُ الميمونُ من أهل الكسا
وربيبُ خير الخلقِ والروحِ الأمينْ
 
وابنُ البتولِ الطُهرِ سيّدةِ النسا
والمرتضى يعسوبِ كلّ المؤمنينْ
 
ولأنّكَ الأخلاقُ طُرّا والتُّقى
ولأنّكَ الانسانُ أرقى ما يكونْ
 
غيثُ القلوبِ الجُدْبِ فارقها الحيا
ومنارة السارين في الليل الدّجينْ
 
ما هبتَ جيشَ الشرِّ غصَّ بهِ الثرى
مِثْلَ الضواري نحوَ ركبكَ مُقبلينْ
 
أو نابكَ الضعفُ المثبّطُ للورى
والموتُ يحصدُ في رقابِ الدارعينْ
 
ونزلتَ كالمشتاقِ تعتنقُ العدى
بشجاعةٍ فاقتْ بطولتُها الظنونْ
 
فالموتُ عندكَ كان أشهى مشرباً
من أنْ يضيمكَ في الحياةِ الظالمونْ
 
وبذلتَ للهِ النفوسَ تقرّباً
بسخاءِ بَرٍّ ظلَّ منقطعَ القرينْ
 
وعزيمةٍ كالسيفِ تهزأ بالردى
رغم افتقادِكَ للنصيرِ وللمُعِينْ
 
متألقاً كالبدرِ في جُنحِ الدّجى
والموتُ يُطبقُ مثلَ ليلِ الزاحفين
 
للهِ مشهدُكَ المُقطّعُ للحشى
نهبَ السيوفِ مخضّبٌ باكٍ حزينْ
 
تبكي على تلك الحشودِ ولم يكنْ
ضعفاً بكاؤكَ أيُّها الأسدُ الطعينْ 
 
ترنو أسيفاً للحشودِ معاتباً
قتلي وحيدا ذَا جزاءُ المحسنينْ ؟
 
متلهّبُ الأحشاءِ منْ حرِّ الظمى
تأبى بكأسِ الذُّلِ شُربَكَ للمَعينْ 
 
وبرزتَ تضربُ بالرقابِ مُغاضِبا
كالليثِ تدفعُ عنكَ جيشَ الغادرينْ
 
وتزاحمتْ شوقاً عليك سيوفهم
كيما تقبّلَ نحرَ خيرِ الساجدينْ
 
كالليثِ مُنطرحاً يجودُ بنفسهِ
والقومُ حولهُ كالوحوشِ الجائعينْ
 
دامي الجراحِ مجالداً بضراوةٍ
يخشى انتهاكَ الغدرِ للخدرِ المصونْ
 
وتصيحُ في أرضِ الطفوفِ منادياً
هل من مُغيثٍ؟ لم يُجبْكَ الناكثونْ
 
وصراخِ نادبةٍ تئنُّ بحرقةٍ
منْ للفواطمِ والثواكلِ والبنينْ؟
 
وتحوّلَ الصمتُ المريعُ الى بكا
وسط الخيامِ ممزّقاً ذاكَ السكونْ 
 
وتعالتِ الأصواتُ صاخبةً أسى
والخوفُ يقرعُ في قلوبِ الطيبينْ
 
تلكَ النجومُ الزهرُ أخفاها الرّدى 
كانتْ وما زالتْ ضياءَ المُدلجينْ
 
يا ثورةَ الأحرارِ في كلِّ الدُّنى
هدّتْ مبادؤها عروشَ الجائرينْ
 
إيّاكَ نتبعُ مُخلصينَ لكَ الهوى
وعلى طريقِكَ ما حيّينا سائرينْ
 
رزاق عزيز مسلم الحسيني
السابع من محرّم الحرام
                                                                         2016 /10/9

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/09



كتابة تعليق لموضوع : ياسيدي أنتَ العراقُ ورمزُهُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net