صفحة الكاتب : امل الياسري

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
ليلى وفقدان عزيز قلبها....
ليس من باب الصدفة أبداً رؤية الضياء، الذي ينبعث من وجه علي الأكبر، إبن الإمام الحسين (عليه السلام)، يوم عاشوراء فكان ساطعاً وثاقباً، لدرجة أن الظلام لم يستطع التغلب عليه، فلقد كان الشاب العلوي يؤكد بكل سطر يكتبه، على قيمة الإنسان ومكانته السامية، فأي دماء سفكها أبناء الطلقاء، وقد برز لهم أشبه الناس بمحمد خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وحاولتُ نسج عنوان لهذا الفتى، لأقف على ضفاف شبابه وجميل صوره، وما وجدتُ إلا والدته الجليلة السيدة ليلى.
قمر منير خطفه صعاليك بني أمية، بين خيم مستعرة وقرابين تملأ ساحة الطف، لكن إمرأة من بني ثقيف، كانت تقف بجانب الخيمة، تسمع أنفاس ولدها علي الأكبر، وقد خرج لميدان المعركة، فقاتل بشجاعة هاشمية محمدية علوية لانظير لها، وإجتمع الظمأ والتعب بجسده، وقد غطت الدماء جبهته، وغيرت الطعنات معالم وجهه الشريف، حتى سقط شهيداً ولم تبدِ والدته جزعاً، رغم المصيبة مُسلِمةً أمرها الى بارئها، فكان لصمتها صدى عظيم وهي تقول:(اللهم تقبل علي الأكبر بأحسن قبول).
إمرأة جليلة النسب، رفيعة الحسب، عظيمة الشرف، عاشت حياة الإيمان والعبادة والزهد، رغم حالة السبي وفقدان زوجها السبط الشهيد، وفلذة كبدها علي الأكبر، إنها ليلى بنت عروة بن مسعود بن ثقيف، من زعماء العرب بالطائف وسيدها، وهوإبن عم المختار بن أبي عبيد الثقفي، وإستمرت برحلة الجهاد في كربلاء محتسبة، مع بقية نساء البيت الهاشمي، بعد أن قدمت ولدها قرباناً للدين والعقيدة، فبقيت جالسة تحت الشمس، تبكي على سيدها وقرة عينها، اللذين قضى نحبهما بنهار واحد.
السيدة الفاضلة ليلى بنت عروة، زوجة الإمام الحسين وأم علي الأكبر، حالها كحال نساء البيت العلوي، بعد مجيئهن من رحلة السبي، فقد حددنَ شروط ملحمة، إنتصار الدم على السيف بعد واقعة الطف، وإستطعنَ خلق حياة جديدة، لتتحرك مشاعر الحرية والكرامة، ضد الطغيان والهوان الأموي، وينبغي القول: أن نسوة كربلاء (رضوانه تعالى عليهنَّ) وليلى إحداهنَّ صنعنَ فرصاً كبيرة لإحداث التغيير، وجعلنَ من يزيد الطاغية، مجرد صعلوك يعيش طوال حياته القذرة، سجين ذاته حتى هلك عليه اللعنة.
(على الدنيا بعدك العفا) هذا ما قاله الإمام الحسين (عليه السلام)، عندما شاهد ولده علي الأكبر سقط صريعاً، وسط مشاهد الموت الجماعي والرؤوس المقطوعة، فحمله والده عليه السلام ووضعه بين أخوته من بني علي، متقبلاً حقيقة اليوم العاشورائي الخالد، مؤمناً بأن القضية الكبرى هي إصلاح أمة محمد وإحياء الدين، وتمكن من صناعة مستقبل حسيني لا يستطيع أحد تجاوزه، كما أن أفكار الإمام وتضحياته، كانت وما زالت كالحياة لا تنضب أبداً، وهنا يكمن سر خلودهم.      
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/09



كتابة تعليق لموضوع : نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net