صفحة الكاتب : عبد الحسن العاملي

عندما تحول الحجُّ مأتما
عبد الحسن العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وعندما سَار .. بَكَت "مَكَّةُ" كلَّ دُمُوعِهَا .. وتحوَّلَ الحجُّ مأتماً على السَّماء.. وخلا البيتُ مِن صَاحِبِه.. وتيتَّمَ الموقف .. وافتقد عرفات  الدَّليل .. وبدت النَّاسُ بلا  قَلْبِهَا .. والجموع حائرة .. والحجرُ يقلِّبُ الخليقَةَ عَلَّها تصافِح يد الحُسَيْن ..
كان مأتَمَاً رهيباً، والنَّاس على الأبواب .. والجموع مذهولة .. لأنَّ البيت بالحسين، وقد خلا البيتُ مِن صَاحِبِه ..
وقف طويلاً .. يدير  نَاظريهِ بالخَلِيْقَة المخطُوفَة .. يقرأُ فيهم كلَّ الوجع .. ثمَّ قال: (ألا مَن كانَ بَاذِلاً فينا مُهجَتَه، مُوطِّنَاً على لقاء الله نفسَه، فليرحَل معنا)) .. قَالَهَا ثمَّ قلَّبَ السَّماء ببصره، ومضى نحو العراق ليقرأ على البشريَّة أنَّ الطَّوَاف حيثُ الله، 
وأنَّ الدَّم المقدَّس لا يهدأ،
وأنَّ عرفات حيث الرِّسَالَة عَطْشَى، 
وأنَّ الميثاق أن تُقَدِّم نحرك للحقيقة، كُلَّمَا احتاجت الحقيقةُ نحرَك ..
أراد "ابن عبَّاس" أن يحذِّرهُ مِن العراق.! فقرأ عليه أنَّه القتيلُ الموعود، والقربان الأزلي الذي تنتظره السَّماء.
قال: ما شأنُ النّسوة معك.؟! قال: هُنُّ كلمةُ الله التي تحملُ دَمِي، والصَّوت الذي يسيرُ بصوتي ومعصمي، والحقيقة التي ستملأ أهل الأرض برأسي  الذبيح وقامتي المرفوعة فوق أشلاء المآذِن .. لأنَّ الله شاء لي أن أسقي الوجود ماء الحياة .. 
#كذا سار الرَّكب، ومِن خلفِه الصَّوت: هل مِن ناصر .. لأنَّه كتب في الوصيَّة أنَّ رأسي ثمنُ حريَّتِكم، ودمائي حبلُ عصمتِكم، وفي كلِّ زمانٍ "يزيد"، فكونوا حيثُ أنا، فأنا الحُسيْن ..
#قالها لِتَعِي النَّاس أنَّ أُميَّة موجودة في الكُتب المكذوبة، وعشيرة تعتَاشُ على الدَّم والخيانة، وكلَّما استطاعت  فعلت .. لذا جاءنا صوتُ الحسين مِن الشَّام، حيث العقيلة زينب، فهبَّ سعيد وحبيب وعابس وزهير وبرير وفتية أبرار رصدهم الله لهذا اليوم، وعلى قريب مِن ستّ سنوات ما زال الدّمُ دليلنا، والشَّهادة عنوانَ لهفتَِنا، والذّود شعار. ولن نعود إلاَّ والنَّصرُ بين العاقدين .. لأنَّ القضيَّة قضيَّة العقيلة زينب .. وقد عاهدنا الله أبداً، ألاَّ تُسبَى زينب مرَّتَيْن.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسن العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/06



كتابة تعليق لموضوع : عندما تحول الحجُّ مأتما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net