صفحة الكاتب : د . ليث شبر

زوبعة فنجان
د . ليث شبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 قال لي : لو كنت رئيس الوزراء لأقلت الوزير فنجان بعد هذا التصريح عن المطار الفضائي ، فقد عرض نفسه وحكومته وبلاده بل وحضارته للسخرية في كل أنحاء العالم .
        حقا إنه أمر غريب أن يتفوه وزير تسنم المسؤولية بوصفه من التكنوقراط والمهنيين بهذا الكلام . فقد استمعت ورأيت الفيديو الذي يتحدث فيه باعتقاد كامل لايشوبه أي شك في أن السومريين أول من بنوا مطاراً في الكرة الأرضية . بل والأغرب من ذلك هذا التباهي الفارغ والذي لايمت الى الواقع بصلة في أن هذا المطار سيكون وصلة بين الماضي والحاضر.
        بيد أن مايقلقني أكثر ، ويصيبني بالحيرة أولئك الذين انطلقت أقلامهم في الصحف والمواقع لتدافع عن أفكار الوزير الأسطورية . وتدعمها بالدليل والوثائق ، والتي هي طبعا وثائق مفبركة ، وأدلة وهمية لاتصمد أمام أي منطق عاقل . فهؤلاء أساس البلاء في بلادنا ؛ لأنهم إما أن يكونوا يؤمنون فعلا بذلك ، أو أنهم موجهون من الكتلة التي رشحت الوزير التكنوقراط  للحفاظ على ماء الوجه . وفي الحالتين فإن هذا سوء كبير ابتلى به وطننا الممزق .
بيد أننا لا نستغرب كثيرا حينما نفهم أن واقعنا إنما ينطلق من تعظيم الأساطير في نفوسنا . فها هي أيام محرم بيننا ، وسنسمع من أؤلئك الذين يتسلقون المنابر لاستجداء دموع الناس كلاماً ماأنزل الله به من سلطان . وسيطلقون العنان لمخيلتهم المريضة في التحليق بنا في عالم وهمي مليء بالمطارات والزرق ورق ، وستكون أضغاث أحلامهم أدلة برهانية على مايريدون غرسه في عقول البسطاء .
على الوزير أن يخرج الى الملأ  ، وأن يعتذر عن تصريحه . وعذره أنه قاله في نشوة المنصب الجديد ، وأن حضارة سومر العظيمة جعلته يعيش حالة من التوحد مع أساطيرها الأدبية . وعلى الحكومة أن تصدر بيانا يوضح ذلك ، فهذا ليس بالأمر الذي يُسكت عنه .. وإن كانت تجاربنا السابقة مع عبعوب والشهرستاني وعفتان وغيرهم ومن جاء بعدهم ومن كان قبلهم تدل على أن هذه التصريحات لاتهتم بها الحكومة وهي عندها ليست إلا زوبعة في فنجان .. وحينها يسكت الكلام وينكسر الفنجان .
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ليث شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/02



كتابة تعليق لموضوع : زوبعة فنجان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net