صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

ألتحالف الوطني بذرة الدولة
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما ينوي الإنسان لزراعة محصول ما, عليه أن يهيئ أرضه, للحصول على نتاج جيدٍ, خالٍ من الأمراض, وكذا يجب على السياسي, الذي يُقدِمُ على مشروع بناء دولة, وليس تكوين حكومة.

عند قراءتنا لتأريخ العراق, لم نجد عبر الحقب التي مَرَّ بها, اتفاقاً بين مكونات من أجل بناء دولة العراق, بل يتم قلب نظام الحكم, من ملكي إلى جمهوري, كما حَصَلَ عام 1958, من قبل تنظيم الضباط الأحرار, وهو تنظيم متعدد الأفكار, ما بين الشعوبي والقومي والمستقل, ولا يجمعه سوى إسقاط الملكية الدستورية, نَتَج عنهُ انقلاب آخر, في شباط 1963, وآخر في تشرين 1964, ليسقط ذلك الحكم على يد حزب البعث, عام 1968 وهي أخطر فترة من الحكم الدكتاتوري, الذي اتَّصفَ بالدموية وتصفية للأفكار المخالفة.

دخل العراق عام 2003, في مرحلة احتلال, لإسقاط حكم حزب البعث, لقد كانت حسابات الإحتلال الأمريكي, أن يتم تنصيب رئيس جمهورية للعراق, وإرجاع كافة كل سياسي, تم محاربته من قبل حزب البعث, لتفاجئهم المرجعية باستفتاء شعبي, حول نوع الحكم, فاختار العراقيون بأغلبيتهم, نظام الحكم البرلماني, لتلافي وقوع العراق بحكم دكتاتوري جديد, إلا أن هذه التجربة, تحتاج لفترة زمنية, مع توعية شاملة للمواطن, لحداثتها على ما اعتاد عليه.           

 إعتاد بعض ساسة العراق, على أن يتسلقوا لمناصب السلطة, عن طريق الأحزاب المشاركة بالانتخابات البرلمانية, ليستحوذوا على الأموال العامة, واستغلالها لصالح أحزابهم, بالدعاية الانتخابية مستغلين حاجة المواطن تارةً, والضغط عليه عبر وعودٍ كاذبة تارة أخرى, مما سَبب تكوين امتعاضاً عند المكونات الأخرى؛ التي اعتبرت نفسها مهمشة, في طرح رؤاها لبناء دولة العراق.

إنَّ فكرة بناء دولة تعتمد المأسسة, بمنهج وطني ثابت, لم تَرُق لمن يريد الحكم, من أجل الحكم, ليدخل العراق بصراع مرير, ما بين الدعاة لاستلام السلطة, وبين من يهدف لبناء دولة مؤسسات, قائمة على قاعدة متينة, وليس من الممكن, أن يحصل ذلك, إن لم تكن هناك كتلة برلمانية, متجانسة متفقة على رؤية واضحة.

 كانت فكرة تكوين كتلة خارج البرلمان, بعد الانتخابات من أجل السيطرة, على أغلبية حاكمة, وليس هناك من يحمل الفكر المتين, من أجل تأسيس تحالف برلماني متجانس, له كلمة موحدة, يستطيع من خلالها, اتخاذ القرارات الهامة للبناء, لذلك جاء العمل الحثيث, على مأسسة التحالف أولا, ليتم توحيد الكلمة ووحدة القرار.

قال أبو الأسود الدؤلي فيما قال:"   فَمـا كُـلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيـكَ نُصحـَهُ 

     وَما كـُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ

          وَلَكِن إِذا ما اسـتَجمَعا عِندَ واحـِدٍ 

     فَحقٌّ لَـهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ".

لذا كان لزاما الاعتماد على من يمتلك الحكمة, في قيادة التحالف الوطني, ليعبر عاصفة التخالف, إلى بر أمان التحالف الوطني, وصولاً لبناء دولة المؤسسات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/30



كتابة تعليق لموضوع : ألتحالف الوطني بذرة الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net