صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

ديمقراطيتنا واقتصادنا ضدان لا يجتمعان
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السؤال الابرز والأكثر الحاحاً في عقل كل مواطن عراقي لماذا لا يحصل تغيير رغم كل المطالبات والجهود المبذولة بهذا الصدد ؟ ، ركز البعض حول الدعايات الموجهة والمحترفة ، التي بوسعها تغيير عقلية الناخب عن طريق الخطاب الفئوي والطائفي ، وأضاف اخرون ان عدم التغيير سببه التزوير الكبير في الانتخابات ، وهو ما لا نستطيع اثباته او نفيه ! 
الاقتصاد هو الطاغوت الجاثم على قلوب الشعوب ، من خلاله يسيطر المتنفذون على عقول وأبدان الجماهير ، وهو السبب الرئيس لعدم التغيير ، رغم كل المحاولات التي بذلت ولا زالت تبذل بهذا السبيل ، اذ كما قال رسول الله (ص) ( لولا الخبز لما عبد الله ) ، الخبز هو الاقتصاد ومقدرات وقوت الجماهير ، اذ من يسيطر عليه يستطيع ان يرضخ أشد الشعوب صلابة ، وأكثرها تمسكاً بالحقوق والحريات ، الحاكم يملك الدولة ، والدولة تملك كل شيء حتى الانسان ، الاقتصاد بيد الحاكم بكل اشكاله وأدواته وتأثيراته ، بيده الأموال والأسواق والمطارات والموانئ ، والشعب عبارة عن موظفين لديه ، يحركهم كيفما شاء ، ومتى ما شاء ، اذ يقوم الحاكم بتسخير كل موارد الدولة لادامة حكمه ، ويستخدم كل شيء في حملاته الانتخابية ، وعلى رأسها الموظفين ! ، والتضييق عليهم من اجل ضمان تصويتهم لقائمته ، اذ ما عرفنا ان الموظفين يشكلون ما يقارب (٧ ) مليون موظف ، وبضمان تصويت نصفهم لقائمة الحاكم ، عن طريق الترهيب والترغيب والوعد والوعيد ، يقتل كل امل بأي تغيير او تعديل على موازين القوى السياسية الحاكمة 
الخصخصة هي الحل لعتق الاقتصاد من هذا سيطرة هذا الغول الكبير ، الخصخصة هي فلسفة اقتصادية حديثة ، ذات استراتيجية لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية ، التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة من القطاع العام الى القطاع الخاص ، وبهذا نضمن عدم استخدام المال العام لخدمة مصالح أشخاص معينين من جانب ، وفتح أفق جديدة للاقتصاد العراقي عن طريق الاستثمار وتحريك رؤوس الأموال الوطنية من جانب اخر 
الدول يجب ان تركز جل اهتمامها بالامور الكبيرة ، كالتمور السياسية والإدارية والأمنية والاجتماعية التي ترتبط بسياستها العليا ، ما عدا ذلك فيمكن تأمينه عن طريق القطاع الخاص ، لنصل الى الدولة الحارسة للفعاليات الاقتصادية ، والمتدخلة عند الحاجة ، لنفتح أفق جديد نحو نظام ديمقراطي حقيقي ، لا يبتز مواطنيه ويستخدم موارده لاستعبادهم وتسخير كل طاقتهم وفعالياتهم لخدمة حاكم مستبد ظالم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/28



كتابة تعليق لموضوع : ديمقراطيتنا واقتصادنا ضدان لا يجتمعان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net