صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأمة المفعول بها أبدا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث قادة الدنيا , والعجيب أن أكثرهم أشار إلى الوصع في البلاد العربية من جانب أو آخر , وبعضهم قالها بوضوح وصراحة وكأنه لا يعترف بالدول العربية , حينما ذكر بأن المنطقة قد تم تقسيمها وفقا للمصالح الإستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى , وسيُعاد تقسيمها من جديد وفقا للأعراق والطوائف والمذاهب , بمعنى إقامة كيانات طائفية عنصرية متلاحية إلى أبد الدهر.
وفي ما بين سطور الكلمات أن العراق ليس عراقا وإنما دويلات متعددة , وكذلك سوريا وليبيا واليمن ومصر والسعودية,  وباقي البلدان التي عليها أن تتقسم من جديد , وبدلا من إثنين وعشرين دولة عليها أن تصل إلى مئة دويلة و أكثر!!
وما نهض صوت عربي واحد متحديا بالمنطق والحجة والحقائق والوقائع المعاصرة وفند ما يدّعونه ويصرحون به , وما تجرأ صوت عربي واحد على القول , بأن دول الدنيا كافة فيها تنوعات عرقية وطائفية ومذهبية وغيرها من التنوعات , أو قال لهم لماذا لا تقسمون بلدانكم مثلما تريدون تقسيم بلداننا.
لم ينبس صوت عربي واحد ببنت شفة ذات عزة وكرامة وإباء وإصرار على أن العرب أمة واحدة , وأنهم مجتمعات متعايشة على مر العصور بأطيافها ودياناتها ومعتقداتها , وما تتحدثون عنه رؤى غير مسبوقة ولا متعارف عليها في المنطقة التي هي منبع الديانات والثقافات والحضارات , وقد تعلمت التفاعل الإيجابي مع جميع المكونات.
ربما قالوا بعض الكلمات للمجاملة والحفاظ على ماء الوجه وسط قادة الدنيا , لكن لماذا لم يُسمع صوت عربي واحد يدعو إلى غير ما ذهبت إليه أصوات الدول الكبرى , وغيرها من القوى التي ألقت خطاباتها على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة؟!!
سؤال تصعب الإجابة عليه , ولا يمكن تبريره إلا بأن الأمة إرتضت أن تكون مفعول بها من قبل الآخرين , وما عليها إلا أن تتبع وتقبع وتنفذ المشاريع والبرامج المرسومة , والتي عرضت عليها في مؤتمرات عديدة , وأن القائمين على الحكم فيها يساهمون في التنفيذ وحسب , وبعدها يتحدثون عن مسؤولية الآخرين , وبأنها مشاريع فرضت عليهم وحروب فرضت عليهم , وغيرها من التعبيرات التي تشير إلى الإرادة المسلوبة وعدم القدرة على تقرير المصير.
أي أن القائمين على شؤون الأمة لا يتحلون بالمسؤولية الوطنية والإنسانية والتأريخية , وإنما يتدحرجون على سفوح التداعيات والويلات , ويؤكدون إرادة الفاعل فيهم والممتهن لوجودهم والقابض على مصيرهم السلطوي والفئوي والتحزبي وغيره.
ووفقا لهذه المناهج الإنتهاكية والمشاريع التدميرية فأن عجلات التصارعات والنواكب تدور , والنواعير الدموية تديرها الحمير والبغال والثيران المعلوفة جيدا , بأعلاف فيها ما لا يحصى من المنشطات والمخدرات والمهلوسات التي تجعلها محلقة في غياهب الأوهام .
ومتى ما إستطاعت الأمة أن تلد مَن يمثل جوهر إرادتها ونبض تطلعاتها الحضارية فأنها ستقف شامخة عزيزة كريم مهابة فاعلة وليست مفعولا بها.
فهل ستنجب الأمة قادةً من رحمها الأصيل؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/25



كتابة تعليق لموضوع : الأمة المفعول بها أبدا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net